استعاد كريس بيلام-سميث آماله في المنافسة على لقب العالم بعد فوزه بالنقاط على الأمريكي براندون غلانتون في نزال من 12 جولة، و ذلك على البطاقة التمهيدية لنزال كريس إيوبانك جونيور ضد كونور بين بملعب توتنهام هوتسبير.
كان هذا النزال الأول ضمن الأمسية التي نظمتها مجلة ذا رينج في أول عرض ملاكمة لها في لندن والذي يُبث مباشرة عبر
خدمة DAZN بنظام الدفع مقابل المشاهدة (PPV).و شهدت الأجواء قبل النزال توترًا بالغًا، لا سيما من جانب غلانتون، الذي وجّه تصريحات مسيئة بحق نجل بيلام-سميث، و ذهب إلى حد التهديد خلال المؤتمر الصحفي يوم الخميس بالتسبب له في تلف دماغي.
في المقابل، رد بيلام-سميث (21 انتصارًا – 2 هزيمتين، 13 بالضربة القاضية) بأن خصمه سيتعلم دروس الاحترام بمجرد نهاية المواجهة.
و في النهاية، صدقت توقعات بيلام-سميث؛ إذ خاض الطرفان معركة قاسية و عنيفة تبادل فيها اللكمات بشكل مستمر، قبل أن يفرض البريطاني سيطرته مع منتصف النزال، و يفوز بقرار إجماعي من الحكام بنتائج 113-116، 112-116، و 112-116.
بدأت الجولة الأولى بمحاولة بيلام-سميث فرض إيقاعه عبر الجاب، لكن سرعان ما تحول النزال إلى تبادل عنيف لللكمات الثقيلة.
وجّه "CBS" لكمة يمينية متقنة التوقيت إلى خصمه، قبل أن يرد الأمريكي بضربة هوك يسارية قوية.
في الجولة الثانية، برز بيلام-سميث بقوة عبر استخدام ضربات الأبر كات والهجمات على الجسم، بينما سعى غلانتون (20 انتصارًا مقابل 3 هزائم، 17 منها بالضربة القاضية) إلى فرض إيقاع ضاغط، و إن كان يعيق أداءه أحيانًا بكثرة الالتصاق و الاحتماء.
و مع انطلاق الجولة الثالثة، واصل الطرفان تبادل اللكمات العنيفة، لكن بيلام-سميث كان صاحب اللكمات الأكثر دقة و تأثيرًا. بدأ غلانتون في الاعتماد أكثر على الهوك اليساري، و نجح في تمرير يمينية مباشرة دفعت رأس خصمه إلى الخلف بعنف.
و استمر النزال بنفس الوتيرة السريعة خلال الجولة الرابعة، حيث ضغط غلانتون بقوة بينما اعتمد بيلام-سميث على الملاكمة المرتدة من الخلف، مع استخدام الحركات الجانبية لتفادي الهجمات المتتالية.
في الجولة الخامسة، واصل غلانتون ضغطه محاولًا تسجيل النقاط عبر اللكمات المركبة، غير أن بيلام-سميث باغته بيمينية قوية أوقفت اندفاعه مؤقتًا، قبل أن يعود غلانتون سريعًا بهوك يساري عنيف.
شهدت الجولة السادسة سقوط غلانتون أرضًا نتيجة انزلاق و ليس ضربة، ليعود بعدها و يتعرض ليمنية قوية من بيلام-سميث بدا معها و كأنه بدأ يفقد طاقته تدريجيًا.
و في الجولة السابعة، زاد النزال عنفًا، حتى أن زوجة بيلام-سميث، ميا، شوهدت و هي تغطي عينيها من شدة القلق أثناء مشاهدة زوجها يواجه خصمًا كان قد تفوه بتصريحات مسيئة سابقًا.
في الجولة الثامنة، تلقى بيلام-سميث لكمة قوية، لكنه صمد بفضل صلابته المعروفة، و مع نهاية الجولة بدا أن التعب الجسدي بدأ ينهك كلا الطرفين.
في الجولة التاسعة، وجه بيلام-سميث أحد أفضل لكماته، أبر كات قوية أعادت رأس غلانتون إلى الوراء. و رغم تبادل اللكمات، أظهر البريطاني خبرته و سيطرته على مجريات النزال.
فرض بيلام-سميث سيطرته الكاملة في الجولة العاشرة، متمركزًا في وسط الحلبة، وأمطر خصمه بوابل من اليمينيات المتتالية، مستغلًا الإرهاق البادي على غلانتون الذي بات يتقدم بأرجل مثقلة.
تحسن أداء غلانتون قليلًا في الجولة الحادية عشرة، لكنه عجز عن توجيه لكمات دقيقة، بينما واصل بيلام-سميث تسجيل النقاط عبر اللكمات المباشرة و الهجمات المرتدة.
و في الجولة الأخيرة، التزم بيلام-سميث بالخطة التكتيكية، بينما كان غلانتون يبحث بيأس عن ضربة قاضية تغير مجرى النزال، بل مستقبله المهني بأكمله.
و في النهاية، كان النصر حليف بيلام-سميث، الذي يسعى لاستعادة مساره نحو ألقاب العالم، بعد أن فقد حزام الـWBO لصالح جيلبيرتو راميريز أواخر عام 2024.
و لم يكتفِ بالحفاظ على آماله في العودة إلى القمة، بل غادر ملعب توتنهام سالمًا، يحمل معه فرحة النصر إلى زوجته، ابنه الصغير، و عائلته بأكملها.