"نزال مفصلي".. كريغ ريتشاردز يسجل انتصارًا بالضربة القاضية على بطاقة كروكر-دونوفان، ووكر وورد يحققان الفوز أيضًا

يُستخدم مصطلح "النزال المفصلي" كثيرًا، لكن مواجهة الوزن الخفيف الثقيل بين كريغ ريتشاردز (19 انتصارا -4 هزائم-1 تعادل، 12 بالضربة القاضية) وبادرايغ مكروي (19 انتصارا -2 هزيمة، 9 بالضربة القاضية) بدت حتمية في تحديد المسارات المستقبلية لكل من الفائز والخاسر.

أقيمت المواجهة المكونة من 10 جولات كأبرز نزال داعم للمواجهة الإقصائية النهائية للقب الاتحاد الدولي للملاكمة (IBF) في وزن الوسط بين لويس كروكر وبادي دونوفان، والتي تم بثها عبر DAZN عالميًا من SSE Arena في بلفاست.

ريتشاردز يعود إلى سكة الانتصارات

بعد فترة قضاها في صالة تدريب شين مكوويغان، عاد ريتشاردز مؤخرًا إلى صالة Matchroom وأعاد إحياء شراكته مع مدربه السابق توني سيمز. في عام 2021، قدم أداءً محترمًا أمام دميتري بيفول لكنه خسر بقرار الحكام، كما تعرض لهزيمة ثقيلة أمام ويلي هاتشينسون في بطاقة "5 ضد 5" بين كوينزبيري وماتش روم التي أُقيمت في الرياض، السعودية في يونيو الماضي، وكان يدرك تمامًا أن الخسارة أمام مكروي ستؤثر بشدة على آماله في العودة إلى المنافسة على المستوى العالمي.

أما مكروي، البالغ من العمر 36 عامًا، فقد تعرض للإيقاف في الجولة السادسة من نزاله ضد البورتوريكي إدغار بيرلانغا قبل 12 شهرًا عندما كان لا يزال في وزن السوبر متوسط، لذا كانت هذه المواجهة في موطنه فرصة مثالية لإثبات نفسه سريعًا في فئة الوزن الجديد.

دخل ريتشاردز إلى الحلبة وسط صافرات استهجان من الجمهور المساند لمكروي، لكنه فرض سيطرته سريعًا في الجولة الأولى، مما جعل مكروي الذي يعتمد على تغيير وقفته الهجومية يخطئ باستمرار. بدا مكروي بطيئًا ولم يحقق نجاحًا يُذكر، بينما التزم الملاكم اللندني بأسلوبه الهادئ، محكمًا سيطرته من خلال تحركاته المدروسة وتوجيه لكمات مباشرة متقنة.

مع مرور الجولات، بدت الفروقات واضحة، حيث ظهر ريتشاردز أكثر راحة في وزن الخفيف الثقيل، بينما كان مكروي يكشف عن نواياه الهجومية بسهولة، مما سمح لخصمه بفرض سيطرته دون أي عناء يُذكر. مع قلة اللحظات الحاسمة، استمر ريتشاردز في تنفيذ خطته بأسلوب منضبط.

مع إدراكه لانعدام الخطورة من جانب مكروي، بدأ ريتشاردز في البحث عن إنهاء النزال خلال الجولة الخامسة، حيث رفع وتيرة أدائه تدريجيًا، مستخدمًا لكمات مباشرة وسريعة. في نهاية الجولة، باغت مكروي بلكمة يسارية خطافية تسببت في ضرر واضح.

ومع تقدم الجولة السابعة، زاد ريتشاردز من ضغطه على خصمه. وجه له لكمة يمنى قوية أرسلت العرق يتطاير من رأسه، مما أشار إلى اقتراب النهاية. تمكن مكروي بصعوبة من إنهاء الجولة لكنه عاد إلى زاويته بحاجة ماسة لمعجزة ليقلب الأمور.

لكن ذلك لم يحدث. في الجولة الثامنة، وجه ريتشاردز لكمة يسارية قوية إلى منطقة الضفيرة الشمسية، أسقطت مكروي على ركبته. عندها، قرر مدرب مكروي التدخل لإيقاف النزال بينما كان الحكم هوارد فوستر يُجري العد، معلنًا نهاية القتال عند الدقيقة 1:58 من الجولة الثامنة.

وودستوك يختبر ووكر بقوة

كان من المتوقع أن يُشكل ليون وودستوك (16انتصارا -4 هزائم ، 7 بالضربة القاضية) اختبارًا صعبًا أمام كيرت ووكر (12 انمتصارا -0 هزيمة، 2 بالضربة القاضية) في نزالهما المكون من 10 جولات في وزن الريشة.

حقق ووكر الفوز بقرار الأغلبية (95-95، 96-94، 97-93) لكن المواجهة أصبحت أصعب عليه مع مرور الجولات.

بصفته ملاكمًا هاويًا بارزًا مثل بلاده أيرلندا في أولمبياد طوكيو 2020، فشل ووكر في الالتزام بحد وزن 126 رطلاً بفارق 8 أونصات، مما أثار مخاوف من أن يتمكن وودستوك، المعروف بلياقته العالية، من استنزاف طاقته.

على الرغم من افتقاره لمسيرة هاوية مميزة، قاتل وودستوك في مستويات احترافية أعلى، حيث واجه زيلفا باريت، وآرتشي شارب، والبطل السابق أنطوني كاكاسي، وكان قادرًا على الصمود أمام أفضل الملاكمين المحليين.

في النزال، بدأ ووكر بقوة، حيث احتل وسط الحلبة وسدد ضربات دقيقة بكلتا يديه. لكن وودستوك، الذي يكبره بعامين، بدأ في التقدم إلى الأمام مع نهاية الجولة الأولى.

في الجولات التالية، استغل ووكر لحظات توقف وودستوك عن الحركة ووجه له لكمات سريعة ومستقيمة. ورغم أن وودستوك أظهر صلابة بدنية، إلا أن الفوارق في المهارة بدت واضحة.

في الجولات الأخيرة، زاد وودستوك من هجومه لكن ووكر كان لديه إجابة على كل حركة، حيث أصابه بكدمات في أنفه ووجه له سلسلة لكمات ناجحة. رغم محاولة وودستوك الاندفاع بقوة في الجولة الأخيرة، إلا أن الفارق كان كبيرًا ليقلب الأمور، وحقق ووكر فوزه الثاني عشر كمحترف.

وورد يتفوق على مكارثي

واجه تومي مكارثي (21 انتصارا -7 هزائم، 10 بالضربة القاضية) منافسه ستيفن وورد (15 انتصارا -3 هزائم، 5 بالضربة القاضية) في نزال مصيري ضمن فئة الوزن الطبيعي الثقيل الخفيف، رغم الصداقة والتدريبات المشتركة بينهما.

بعد هزيمته في الجولة الرابعة أمام شيفون كلارك في يناير الماضي، فكر مكارثي في الاعتزال لكنه قرر مواصلة مسيرته القتالية. على الجانب الآخر، لم يخض وورد أي نزال منذ خسارته أمام الألباني يورغن أولديداج في يوليو الماضي، لكنه اختار المضي قدمًا في مسيرته الاحترافية.

بدأ وورد النزال بأسلوب حذر، متجنبًا المجازفات حتى يجد المسافة المناسبة. بحلول الجولة الثانية، بدأ في توجيه لكمات أثقل، واختتم الجولة بإسقاط مكارثي بلكمة يسارية قوية.

رغم محاولته العودة، واجه مكارثي صعوبة في السيطرة على الإيقاع. في الجولة السادسة، تعرض لإسقاط آخر بلكمة يمينية ثقيلة، ولم يتمكن من التعافي. عندما حاول مدربه التدخل لإيقاف النزال، لم يلحظ الحكم ذلك لكنه أنهى المواجهة بعد لحظات، عند الدقيقة 1:17 من الجولة السادسة.

قدم وورد أداءً متميزًا ويبدو أنه سيحصل على فرص جديدة، بينما قد تكون هذه نهاية الطريق لمكارثي في الملاكمة الاحترافية.