clicked
خوسيه غوزمان يناشد صالات الملاكمة للمساعدة في إنهاء حالة “الفوضى والصدامات” خلال صيف برونكس
مقابلة حصرية
توماس هاوزر
توماس هاوزر
RingMagazine.com
خوسيه غوزمان يناشد صالات الملاكمة للمساعدة في إنهاء حالة “الفوضى والصدامات” خلال صيف برونكس
الصيف في المدينة. وقت جميل للبعض، لكنه في حي برونكس يُخرج أسوأ ما في الناس.

يقول خوسيه غوزمان، الملاكم المحترف السابق والمدرب الصاعد حاليًا:
"في الصيف حرفيًا يتحوّل الحي إلى ساحة حرب. أول ما أفكر فيه عندما يبدأ الطقس بالتحسن هو: أي من أصدقائي سيُقتل هذا العام؟"

في عام 2025، قُتل كارلوس تيرون (34 عامًا)، وهو أب لطفل رضيع، بالرصاص في حي ويست فارم على يد مجهول ما زال طليقًا. وفي عام 2018، لقي روني فارغاس (20 عامًا) المصير نفسه، بعدما قُتل بالرصاص بعد شهر واحد فقط من رفع رصيده الاحترافي إلى 8 انتصارات دون هزيمة. هؤلاء لم يكونوا مجرد ملاكمين داخل الحلبة، بل شبابًا كانوا يستخدمون الرياضة وسيلة للنجاح في حياتهم خارجها أيضًا.

كارلوس تيرون، شقيق خورخي "ذا تروث" تيرون، الذي كان منافسًا بارزًا في وزن الخفيف، اعتزل بعد مسيرته في فئة الهواة، لكن الملاكمة ساعدته على الابتعاد عن حياة الشوارع، والزواج، وتأسيس أسرة، والحصول على وظيفة كعامل نظافة.
لكنه رغم "النجاح"، يبقى غيابه صعبًا على غوزمان الذي فقد صديقًا عزيزًا.

يقول غوزمان:
"أعرفه منذ أول يوم دخل فيه إلى النادي، وكان عمره تسع أو عشر سنوات فقط. قُتل مع بداية تحسّن الطقس. روني فارغاس، قبل سنوات قليلة، واجه المصير نفسه في الصيف. إنها ظاهرة مستمرة للأسف. لا توجد أندية ملاكمة كافية هنا، وأعتقد أنه لو توفرت أندية تقدّم الدعم للمجتمع، لما كنا نشهد هذا العدد من الضحايا."

غوزمان، البالغ من العمر اليوم 36 عامًا، عاش تجربة الشارع عن قرب. لم يكن الوضع مختلفًا كثيرًا حين كان طفلًا، إذ كان العديد من الأطفال يتورطون في مشاكل خطيرة بمجرد انتهاء العام الدراسي ودخول الصيف. لكن والده كان له دور حاسم في إبعاده عن هذا الطريق.

يقول غوزمان:
"الملاكمة منحتني السلام الداخلي لأنها أعطتني شيئًا أفعله كل يوم. كان لدي جدول ثابت، وكنت أعلم أنه في كل يوم عند الساعة الخامسة مساءً سأكون في النادي، وهذا أبعدني عن الشارع. بينما كان الآخرون يلعبون في الخارج، كان والدي يأخذني إلى النادي. كانت تلك وسيلتنا للابتعاد عن المتاعب. وحتى إن لم نصبح أبطالًا عالميين، فقد جعلتنا الملاكمة أشخاصًا أفضل."

اليوم، يعمل غوزمان كمدرب مساعد في معسكر الملاكمة الخاص بالنجمة العالمية أماندا سيرانو في بورتو ريكو. ورغم أن سجله الاحترافي كان متواضعًا (6 انتصارات، 14 هزيمة، وتعادل واحد)، فقد تعلّم الكثير من تجربته وأكمل مشواره بعقل سليم ومستقبل واعد كمدرب. في المقابل، كثير من أصدقائه في الطفولة الذين ابتعدوا عن عالم الملاكمة انتهى بهم المطاف إلى مصائر مأساوية.

"أعتقد أنني الوحيد من جيل النادي الذي لا يزال في الملاكمة ويحقق نجاحًا. البعض وجد وظائف جيدة بفضل تلك الأندية. لكن عندما أُغلقت تلك الأندية، ضلّ كثير منهم الطريق: قُتلوا، سُجنوا، أو اختفوا."

رغم وجود أندية ملاكمة في برونكس، المشكلة ليست في العدد بل في غياب البرامج المجانية للأطفال.
غوزمان يأمل بأن يتوسع برنامج "الشرطة والأطفال" (Cops & Kids) من بروكلين وستاتن آيلاند ليصل إلى برونكس، معتبرًا ذلك خطوة واعدة. لكن حتى يتحقق ذلك، فإن الصيف يقترب، والأطفال الذين كان من الممكن إنقاذهم عبر الملاكمة يُتركون اليوم لمواجهة مصيرهم في الشوارع.

يقول غوزمان بأسف:
"لا أحد يساعد المجتمع. كل شيء يدور حول المال. كثير من الأطفال يضيعون في الشارع، ينتهي بهم الحال في السجن أو ضحايا المخدرات. أخي توقف عن الملاكمة وسلك الطريق الخاطئ، ولا يزال يعاني حتى اليوم. ابن عمي توقف أيضًا بعد إغلاق برامج الشرطة، وقضى 25 سنة في السجن. خرج للتو."

أما بالنسبة لتيرون، فما زال فقدانه يؤلم غوزمان. حتى بعد اعتزاله الملاكمة، ظل تيرون مرتبطًا بمجتمعه في الحلبة، وهو ما جعل الخسارة أكثر إيلامًا. فالملاكمة، كما يراها غوزمان، ليست مجرد رياضة، بل وسيلة لبناء الروابط وتحسين حياة الشباب، خاصة في بيئات تعاني الفقر، حيث يصبح الاختيار بين إطعام العائلة أو دفع رسوم النادي قرارًا لا يحتاج إلى تفكير.

"والداي لا يزالان يعيشان في نفس الحي الذي نشأت فيه، وكثير من الآباء يسألونني: أين يمكننا تسجيل أطفالنا في نادٍ للملاكمة؟ لكنهم يصابون بالصدمة عندما يعرفون الأسعار. في الماضي، كان الاشتراك لا يتجاوز 25 دولارًا فقط، أما اليوم فأرخص اشتراك سمعته يصل إلى 80 أو حتى 100 دولار شهريًا، هذا غير رسوم المدرب."

غوزمان يتوقف لحظة وهو يتذكر الأثر العميق للملاكمة. يتحدث بفخر عن برنامج صيفي قدّمه مجانًا في مدرسة في هارلم قبل جائحة كورونا.

"كنت أدرّب هؤلاء الأطفال مجانًا بعد المدرسة يوميًا. كانوا من أسوأ الطلاب، بعضهم لم يكن يطيق الآخر. بدأنا التدريب ثلاث مرات أسبوعيًا، فتحسّنت علاماتهم، أصبحوا أصدقاء، وتخرجوا جميعًا من الثانوية. لكن بعد انتهاء البرنامج، قُتل اثنان منهم. أتذكر في الجنازة، قال الأطفال: الملاكمة كانت تُبعدنا عن الشارع، لكن عندما ذهبنا لنادٍ آخر، كان باهظ الثمن. الملاكمة تنقذ الأرواح، لكنها أصبحت تجارة عند الكثيرين، ولم يعد أحد يهتم بالأطفال. أنا لا أمانع تدريب الأطفال مجانًا. أنا هنا اليوم بفضل الملاكمة."

أما عن الحل، فيراه غوزمان واضحًا.
برنامج "الشرطة والأطفال" سيكون بداية ممتازة، لكنه يأمل أيضًا أن تخصص مدينة نيويورك جزءًا من أموالها لدعم المجتمع.

"أتمنى أن تفتح نيويورك هذه الأندية، لكل حي نادٍ أو اثنان تديرهما المدينة مجانًا للأطفال. نيويورك تملك الكثير من المال. يمكنها تمويل هذه الأندية. أشعر أن البطل العالمي القادم موجود الآن في برونكس، لكنه يضيع في المخدرات والمشاكل. وعندما يصل النادي إلى برونكس، سنرى أبطالًا عالميين وهواة، والأهم من ذلك، سننقذ الكثير من الأرواح."

تعليقات

0/500
logo
انضم إلى عالم ذا رينج المميز! عش اثارة الملاكمة مع تقاريرنا الحصرية عن القتالات حول العالم.
logo
قم بتحميل تطبيقنا
logologo
الشريك الاستراتيجي
sponsor
شركاء الوزن الثقيل
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
شركاء الوزن المتوسط
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
شركاء الوزن الخفيف
sponsor
sponsor
sponsor
الشركاء
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
المروجون
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
قنوات وسائل التواصل الاجتماعي
logologologologologologologologologologo
© RingMagazine.com, LLC. 2025 جميع الحقوق محفوظة.