كان خورخي غارسيا بيريز بمثابة "رجل ميت يسير على قدميه".
فالملاكم البالغ من العمر 28 عامًا وجد نفسه سابقًا في بعض النزالات الكبيرة، لكنه، مهما حاول، كان دائمًا ينتهي به الأمر بالخسارة. لذا، عندما طُلب منه أن يهزم تشارلز كونويل، بدا الأمر شبه مستحيل.
دخل كونويل قاعة "فرونت ويف أرينا" مساء السبت الماضي بثقة لا تضاهى. لكن مع انتهاء المواجهة، أصبح سجله الخالي من الهزائم مجرد ذكرى من الماضي.
ساد الذهول وجوه الجماهير من أولئك الجالسين بجانب الحلبة وصولًا إلى المشجعين في المقاعد العليا. و لكن، وسط بحر من الوجوه المصدومة، ظل بيريز واقفًا بثبات و رباطة جأش.
"فعلى الرغم من اعتباره أحد أكبر المستضعفين لدى صانعي المراهنات، و خلافًا لكل التوقعات، لم يساوره أدنى شك في قدرته على تحقيق الفوز."
يحاول كونويل، مثل كثيرين، أن يفهم كيف تمكن بيريز من قلب المعادلة.
و برغم أن بيريز كان بإمكانه أن يقدم تفسيرات معقدة و خططًا تكتيكية مفصلة، إلا أنه اختار الصراحة و الوضوح.
ببساطة، كانت استراتيجيته قائمة على مبدأ مباشر للغاية:
"إذا وجه لكمة واحدة، أوجه له ثلاث أو أربع أو خمس لكمات"، قال بيريز في مقابلة مع شون زيتيل.
و رغم أن بيريز (33 انتصارًا – 4 هزائم – 26 انتصارًا بالضربة القاضية) يبدو كأنه اعتمد خطة بسيطة، إلا أن الحقيقة أن أداءه تضمن بعض التعديلات الدقيقة التي رجحت كفته نحو الفوز.
اليوم، تبدو فئة الوزن الخفيف المتوسط ملكًا لبيريز.
فقد وضعه الفوز على اسم بارز مثل كونويل في مرتبة أعلى بكثير ضمن تصنيفات الوزن المتوسط الخفيف.
و ما يطمح إليه بيريز أكثر من أي شيء آخر، هو مواجهة أحد أبطال العالم في هذه الفئة.
و إن كان ممتنًا لأي فرصة لمواجهة أحد أبطال العالم، إلا أن عينيه تتجهان صوب تحدٍّ خطير بعينه يطمح لتحقيقه.
قال بيريز:
"سواء أكان الخصم هو سيباستيان فوندورا أم أي بطل عالمي آخر، نحن على أتم الاستعداد لما هو قادم. نبحث عن مواجهة الكبار و لا نخشى التحديات."