لم يكن البطل السابق مرتين في الـWBA في الوزن الثقيل جون رويز يومًا من المفضلين لدى جماهير الملاكمة، لكنه دائمًا كان مضطرًا لقطع الطريق الأصعب.

فبعد أن تجاوز هزيمتين متقاربتين بقرار مُنقسم أمام سيرغي كوبوزيف في الجولة العاشرة (SD10) ودانيل نيكلسون في الجولة الثانية عشرة (SD12)، إضافةً إلى خسارة قاسية بالضربة القاضية في الجولة الأولى أمام ديفيد تويا، تمكن رويز من تحقيق إنجاز تاريخي حين أصبح أول بطل لاتيني للوزن الثقيل بفوزه على إيفاندر هوليفيلد عام 2001.

ودافع عن لقبه مرتين قبل أن يخسره أمام روي جونز جونيور في مارس 2003.

عاد “الرجل الهادئ” إلى طريق الانتصارات واستعاد لقبه العام التالي، لكنه خسره مجددًا أمام جيمس توني في أبريل 2005، ليعلن اعتزاله بعدها.

يقول رويز لمجلة ذا رينج:

"لم أحصل أبدًا على التقدير الذي أستحقه… في تلك الليلة وصلت لمرحلة الغليان وقررت أنني اكتفيت. كنت منتهيًا مع الملاكمة!"

لكن توني جاءت عينته إيجابية لاحقًا — كما حدث معه سابقًا — ليتوقع رويز الأمر مسبقًا.

وبعد إعادة رويز بقرار رسمي إلى موقعه كبطل، جاءت الفرصة التي طال انتظارها: السفر إلى ألمانيا لمواجهة العملاق الروسي نيكولاي فالويف صاحب السجل (42 انتصاراً-دون هزيمة).

يقول رويز:

"المال كان في أوروبا وقتها بسبب قوة اليورو. كنت أقاتل للفوز بالبطولة، لكن أيضًا لكسب أكبر قدر من المال من أجل عائلتي."

دخل رويز معسكرًا تدريبيًا لمدة 3 أشهر في لاس فيغاس للتحضير للمهمة الصعبة.

وأضاف:

"استخدمنا نفس الملاكمين في أغلب معسكراتي. من كان بإمكاننا أن نجده ليحاكي ملاكماً بهذا الحجم؟"

قبل أسبوع من النزال، سافر رويز درجة أولى من لاس فيغاس إلى برلين.

هناك، استخدم صالة تدريب البطل الأولمبي 1992 تورستن ماي، الذي سبق أن واجهه وهزمه في لقاء بين الولايات المتحدة وألمانيا عام 1992.

ويقول عن الأجواء:

"كان الألمان يعاملونني باحترام، سواء في المطاعم أو خلال المقابلات. لم آخذ أي شيء بشكل شخصي، فقد كنت أحتاج فقط إلى توجيه غضبي نحو خصمي والنزال نفسه… كنت أقاتل من أجل إعالة عائلتي."

استمتع رويز بوقته في برلين، حيث زار الكنائس والمتاحف، وتجوّل في الأسواق، وجلس في الساحات المزدحمة.

ثم جاء أول لقاء مباشر مع فالويف خلال المؤتمر الصحفي، تلاه الميزان في اليوم التالي. وكان فالويف، بطوله البالغ 2.13 متر، يعلو فوق رويز صاحب الـ1.88 متر، ويتفوق عليه بوزن يزيد بنحو 87 رطلاً.

يقول:

"لم أكن أعرف الكثير عن خصومي. لم أدرسهم كثيرًا. كنت أستعد بدنياً لـ12 جولة، وهذا يكفيني."

في يوم النزال، حافظ رويز على روتينه المعتاد: فطور خفيف وغداء مبكر ثم معكرونة قبل منتصف الليل، موعد بداية النزال.

في غرفة الانتظار داخل صالة ماكس شميلينغ، بحث عن مكان ليستلقي قليلاً، إذ كان دائمًا يحرص على الاسترخاء وعدم استهلاك طاقته. وبعد لف يديه قام بالإحماء المعتاد.

قبل انطلاق الجرس، كان مستعدًا:

"كنت دائمًا أندفع للهجوم مع انطلاق الجرس، وذلك منذ نزال تويا… لم أسمح لنفسي بتكرار خطأ تلك الليلة."

مع مرور الجولات، شعر رويز بأنه يؤدي جيدًا، خاصة عندما سمع الجمهور يغني، مما منحه دفعة معنوية.

لكن حين انتهت الجولات، عاد الشعور المألوف:

"في النزالات المتقاربة، كنت دائمًا أحصل على أسوأ النتائج. شعرت أنني ربحت، لكن قلت لنفسي: ها نحن نعود من جديد."

وجاء الإعلان الرسمي:

فالويف يفوز بقرار أغلبي: 113-116، 114-116، و 114-114.

يقول رويز:

"لم يفاجئني ما حدث… فأنا أقاتل على أرضه. شعرت أن عليّ إسقاطه خمس أو ست مرات في كل جولة فقط لأحصل على قرار مُنقسم!"

ووفقًا لإحصاءات CompuBox:

رويز أصاب 195 لكمة مقابل 157 لفالويف.

وبشكل لافت، أطلق نحو 10,000 مشجع في القاعة صافرات الاستهجان اعتراضًا على القرار.

يقول رويز:

"عادة كانوا يطلقون الصافرات على خصم ابن البلد، لكن الجمهور وقف معي. قدّروا ما قدمته، وأنا أقدّرهم بدوري."

بعد العودة إلى الفندق، عانى من التورّم والصداع، واضطر لاستخدام الثلج والمسكنات.

وفي اليوم التالي، عاد “الرجل الهادئ” إلى الولايات المتحدة — ولكن من دون لقب الـWBA الذي شعر أنه استحقه.