ما الذي قد يدفع شخصًا يملك كل شيء إلى الاستمرار في السعي؟ حسنًا... الأمر يختلف من شخص لآخر.

فالبعض، ما إن يُنجز جميع أهدافه و تمتلئ حساباته البنكية، حتى تتلاشى دوافعه، و لا يعود ذلك الشغف الذي كان يحرّكه. بينما آخرون، لا تكفيهم كل أوسمة العالم لإشباع طموحهم.

كانيلو ألفاريز، دون أدنى شك، أنجز كل ما يحلم به أي ملاكم. فقد توّج بألقاب عالمية في أربع فئات وزنية، و اعتُبر بطلاً موحّدًا، و احتل مكانة رفيعة على معظم قوائم "الأفضل بين جميع الفئات الوزنية" لسنوات طويلة، إلى جانب ثروة طائلة يصعب تصوّرها. و مع ذلك، و بينما يقترب من بلوغ عامه الخامس و الثلاثين، لا ينظر إلى مجموعته اللامعة من الألقاب العالمية بعين الرضا الكامل. فرغم امتلاكه لأحزمة The Ring، WBA، WBC، WBO في الوزن فوق المتوسط، يشعر أن هناك قطعة ناقصة... حزام واحد فقط يفصل بينه و بين شعور الاكتمال الحقيقي.

في يوليو 2024، و بدلًا من الدفاع عن لقبه أمام ويليام سكول، قرر كانيلو التخلي عن الحزام. و في ظل هذا القرار، فاز سكول على فلاديمير شيشكين ليحصد اللقب الشاغر. و بعد مرور عدة أشهر، سيحصل سكول أخيرًا على فرصته في مواجهة كانيلو، في نزال مرتقب سيُعرض عبر خدمة DAZN PPV.

في البداية، بدا أن كانيلو راضٍ بلقب "البطل الموحد"، لكن فكرة استعادة كل الأحزمة الكبرى في فئة 168 رطلًا عادت لتثير حماسه من جديد.

و قال في تصريح لشبكة BoxNation مؤخرًا:

"أنا على وشك أن أصبح بطلًا موحّدًا للمرة الثانية."

وما لم تكن معزولًا عن عالم الملاكمة خلال العقد الأخير، فلا شك أنك تعرف من هو كانيلو ألفاريز. أما خصمه، ويليام سكول، فلا يزال اسمًا غير متداول على نطاق واسع، و لا يحظى بنفس الشهرة، رغم مكانته كبطل عالمي.

لكن كانيلو، كما هو معروف، يُعد تلميذًا نجيبًا في مدرسة الملاكمة، و مولعًا بتحليل خصومه و دراسة أساليبهم عن كثب. و رغم أن ويليام سكول (23 فوزًا دون هزيمة، منها 9 بالضربة القاضية) لا يتمتع بشهرة واسعة، إلا أن كانيلو لم يُغفل تفاصيل أسلوبه، و حرص على فهم نقاط قوته و ضعفه بدقة.

فهو يدرك تمامًا عواقب الاستهانة بالمنافس، و لا ينسى ما حدث عام 1990 عندما فاجأ جيمس "باستر" دوغلاس العالم بإسقاطه للأسطورة مايك تايسون، كما لا تغيب عن ذاكرته تلك الليلة في 2019 حين قلب آندي رويز جونيور الموازين و أطاح بـ أنتوني جوشوا في واحدة من أكبر مفاجآت العصر الحديث في الملاكمة.

و يُصرّ ألفاريز على ألا يكون اسمه جزءًا من قائمة أولئك الذين سقطوا بسبب الغرور أو التهاون.

و أضاف:

"هو بطل، و ملاكم جيد جدًا. عليّ أن أكون مستعدًا."