في أغسطس الماضي، عاش كالوم سيمبسون أفضل ليلة في مسيرته الاحترافية عندما هزم بطل بريطانيا وكومنولث في فئة الوزن المتوسط الفائق، زاك تشيلي، أمام الآلاف من أصدقائه وعائلته.

بعد أسابيع قليلة فقط، تلقى سيمبسون خبرًا محزنًا بوفاة شقيقته لِيلي البالغة من العمر 19 عامًا إثر حادث تعرضت له أثناء عطلتها.

تراجعت الملاكمة إلى الوراء.

لكن سيمبسون قرر بسرعة أن شقيقته كانت لتريده أن يواصل مسيرته ولا يسمح لكل جهده أن يضيع، فطلب من فريقه أن ينظم له نزالًا للدفاع عن ألقابه التي فاز بها مؤخرًا في بداية العام الجديد. وقد لبوا طلبه، وفي يوم السبت، سيخوض نزالًا ضد ستيد وودال في ساحة "بارك كوميونيتي" في شيفيلد.

قد يكون عيد الميلاد هو أصعب وقت في السنة لأولئك الذين فقدوا أحباءهم. وقد كانت لِيلي في قلب أفكار عائلة سيمبسون خلال الأسابيع الأخيرة، لكن وجود نزال يركز عليه ويلجأ إليه لإفراغ مشاعره ساعده في تجاوز هذه الفترة الصعبة.

قال سيمبسون (0-15، 10 بالضربة القاضية) في حديثه لـ "ذا رينج": "نعم، بالتأكيد. بعد أسابيع قليلة من وفاة لِيلي، شقيقتي، تحدثت مع مديري، كيفن مارِي، وقال لي: 'يمكننا ترتيب نزال أسهل لك، مجرد نزال من ثمانية جولات أو ربما نزال دولي'، فقلت له فورًا: 'لا. لا أريد ذلك. أريد نزالًا صعبًا، نزالًا حقيقيًا.'"

"لقد أنجزنا الكثير. أردت أن أجعل لِيلي فخورة وأنا على قيد الحياة، وأريد أن أفعل نفس الشيء الآن بعد وفاتها وأن أستمر في جعلها فخورة."

"قلت نفس الشيء لبن شالوم وبوكسر أيضًا. قالوا لي إنه يمكنني اختيار نزال سهل إذا أردت أو أن أكون في البطاقة الافتتاحية، فقلت: 'لا.'"

"أريد الاستمرار. أريد نزالًا صعبًا آخر. أريد الدفاع عن الألقاب التي فزت بها للتو. أريد أن أستمر في التقدم، وقد ساعدني هذا بشكل كبير من خلال توفير شيء أركز عليه وأبقى مشغولًا به."

"أنا في الصالة الرياضية دائمًا على أي حال، ولكن ما يجعلني سعيدًا حقًا هو يوم النزال. هذا النزال أعطاني الحافز للاستمرار في التقدم والتركيز على شيء ما. لذلك بالنسبة لي، كان هذا مفيدًا جدًا."

"الجميع يختلف. أعلم أن هناك العديد من الملاكمين الذين ربما يفضلون أخذ استراحة طويلة من الملاكمة أو قضاء بعض الوقت بدون تدريب أو مع العائلة. وهناك آخرون مثل حالتي."

"الجميع مختلف في كيفية التعامل مع الأمور، ولكن بالنسبة لي شخصيًا، أشعر أن هذا هو أفضل شيء يمكنني فعله."

لم يكن على سيمبسون أن يركز فقط على تجاوزه لمعسكر التدريب من الناحية العقلية والبدنية، بل كان عليه أيضًا التحضير لتهديد حقيقي هذا الأسبوع.

وودال، 1-2-19 (12 بالضربة القاضية)، ليس من النوع الذي يمكن تجاهله أو الاستخفاف به. فالرجل البالغ من العمر 30 عامًا من برمنغهام قد لا يتمتع بشعبية أو سمعة ضخمة، لكنه ناضل ليصل إلى هذه المرحلة، وفي يونيو، كان مسؤولًا عن إحدى المفاجآت الكبيرة في العام عندما أوقف الموهوب وغير المهزوم ليرون ريتشاردز.

ورغم أن ذلك قد يبدو غير عادل، فإن أسلوبه المهاري في الدفاع أولاً جعله من بين أقل الملاكمين الذين يفضلهم العديد من الملاكمين المصنفين في فئة الوزن المتوسط الفائق في العالم، لكن وودال استغل الفرصة لتغيير مسار تطوره المهني.

لم يسمح وودال للإحباط بالتغلب عليه. انتظر بصبر، وفي منتصف الجولة السادسة، عثر على اللكمة القاضية التي أنهت النزال.

كان سيمبسون قد بدأ التحضيرات لنزال لقب بريطانيا ضد تشيلي عندما فاجأه وودال، لكنه أظهر ثقة كبيرة عندما قرر على الفور أن يضعه في قائمة منافسيه المستقبلين.

لم تؤثر وفاة لِيلي على خطته هذه.

قال سيمبسون: "قلت إنني أريد نزالًا صعبًا، وفي الليلة التي فاز فيها وودال على ليرون، أرسل لي مديري كيري مارِي رسالة وقال لي، وأجبته فورًا قائلاً: 'أول دفاع، ستيد وودال'، وهذا كان ربما قبل شهر أو شهرين من فوزي بلقب بريطانيا وكومنولث على أي حال."

"لذا، نعم، هو شخص كنت أراقبه منذ فترة، وبالنسبة لي، أعتقد أنه أصعب منافس في فئة المتوسط الفائق."

"أعتقد أنه ملاكم قوي، ذو خبرة وملاكم متكامل حقًا. لقد خضت الكثير من الجولات مع ليرون ريتشاردز. من الصعب جدًا ضربه بشكل نظيف، وهو بطل سابق في IBO، بطل أوروبا، بريطانيا وكومنولث. لذا، كانت فوزًا ضخمًا جدًا لستيد، وهذه هي التحديات التي أريدها وقد حصلت عليها."

إذا كان وودال قد نال الكثير من الإشادة بسبب الطريقة التي فاز بها على ريتشاردز، فإن سيمبسون يستحق الكثير من التقدير أيضًا بسبب الطريقة التي تخطى بها تشيلي.

يتميز اللندني بأسلوب فريد وغريب جعل من الصعب على الملاكمين فهمه، ولكن تحت الضغط الكبير، تمكن سيمبسون من التغلب عليه.

لم يكن سيمبسون قد ظهر على شاشات التلفزيون إلا قبل 16 شهرًا فقط، لكنه فجأة وجد نفسه ينافس على ألقاب بريطانيا وكومنولث في مسقط رأسه في بارنسلي، وجاذبًا للأنظار كأبرز حدث في إحدى أكبر ليالي سكاي سبورتس في العام.

كان الطلب على التذاكر كبيرًا لدرجة أن شركة بوكسير قررت أخذ المخاطرة وتنظيم النزال في الهواء الطلق في ملعب أوكويل، معقل نادي بارنسلي لكرة القدم. تم بيع التذاكر الـ 7000 المتاحة بسرعة.

المزايا التي يوفرها اللعب على أرضه جيدة، لكنها تحمل ضغوطًا فريدة من نوعها. بارنسلي ليست مدينة كبيرة، ولم يكن بإمكان سيمبسون التوجه إلى متجر أو تعبئة سيارته بالوقود دون أن يدخل في محادثة عن النزال.

لقد تعامل مع هذا الاهتمام ببراعة، لكنه حرص على أن تظل فكرة الفوز في النزال هي الأهم في ذهنه طوال فترة التحضير.

وقد فعلها بشكل قاطع. لم يكن النزال دائمًا جميلاً، لكن كان مهيمنًا.

قال: "من الصعب أن تؤدي بشكل جيد ضد ليرون، ومن الصعب أيضًا أن تظهر بأداء مميز ضد تشيلي. لكنني أعتقد أننا نحن الاثنين تمكنا من تحقيق ذلك.."

"أعتقد أنني فزت في كل جولة باستثناء واحدة حسب بطاقات تسجيل النقاط للحكام، وهو بالطبع أوقف ليرون. لذلك، نحن الاثنين تعاملنا مع الخصوم الأقوياء، وأعتقد أن أسلوبنا سيتناسب بشكل جيد مع الجمهور. هو ملاكم يتقدم إلى الأمام، و يمكنه تحمل اللكمات ولديه قوة ويستطيع أن يضرب."

"لذا، إنه تحدٍ كبير بالنسبة لي، ولكن إذا كنت أؤمن بأنني سأصل إلى القمة حيث أريد أن أكون، يجب علي الفوز على ستيد."

"أعتقد أن هذا هو السبب في أنه كان من الصعب أن أبدو جيدًا ضد تشيلي لأنه كان على الدفاع. أعتقد أنني ضربته بلكمة يمنى في الجولة الأولى وأصابته، ومن ثم كان على الدفاع طوال النزال، وكان يمسك كثيرًا."

"لقد حققنا الكثير من النقاط. كيف سيتعامل مع الجمهور؟ كما تعلم، قمنا ببيع 7000 تذكرة خلال 48 ساعة."

"كان هذا أول نزال لي كحدث رئيسي، وأنا أقاتل من أجل ألقاب بريطانيا وكومنولث. كيف ساتعامل مع الضغط؟ أعتقد أن الجميع شاهد أن ذلك لم يؤثر عليّ على الإطلاق، وأشعر أنني صنعت لهذا."

التعامل مع الضغط أمر، لكن القدرة على الاستمتاع والترحيب بالتوقعات هو أمر مختلف تمامًا، وهو شيء يكافح الكثير من الملاكمين للتعامل معه.

قال سيمبسون: "نعم ، أحببته. أحببته. استمتعت به كثيرًا."

هناك أمر واحد أطمح إليه في مسيرتي، وهو أن أتمكن من النظر إلى الوراء وأشعر بالرضا، مع العلم أنني استمتعت بكل لحظة فيها.

"لهذا السبب أحرص دائمًا على الاستمتاع بكل جانب من التجربة. سواء كانت المؤتمرات الصحفية، التدريبات المفتوحة، لحظة قياس الوزن، الدخول إلى الحلبة، ليلة النزال، أو حتى المعسكرات والتحضيرات بالكامل. لقد بذلت جهدًا كبيرًا على مدار سنوات طويلة، ولن أسمح لنفسي بعدم الاستمتاع بكل ذلك.

تحقيق الفوز على وودال سيعزز مكانة سيمبسون كأفضل ملاكم في بريطانيا ضمن فئة الوزن المتوسط الفائق. تتمتع بريطانيا بتاريخ طويل وعريق في هذه الفئة التي تبلغ 168 رطلاً. كان كريس يوبانك ونايجل بين في طليعة هذه الفئة، قبل أن يتولى النجم الكبير جو كالساغي حمل الشعلة بعد اعتزالهما. أما كارل فروتش، فقد أكسبته مسيرته الاستثنائية مكاناً في قاعة مشاهير الملاكمة الدولية. كذلك، لعب كل من جورج جروفس، وكالوم سميث، وجيمس ديجال أدواراً بارزة في الحفاظ على تألق هذه الفئة وإبقائها تحت الأضواء.

مرت أكثر من أربع سنوات منذ أن انتقل سميث إلى فئة الوزن الثقيل الخفيف، وسيمبسون هو أول ملاكم يظهر بمهاراته وشعبيته وسمعته ليحمل بالفعل راية فئة الوزن المتوسط الفائق، ويستمد حافزه من ذكرى شقيقته.

قال: "أعتقد ذلك. كما تعلم، كنت دائمًا أؤمن بأنني الافضل في فئة 168 رطلًا، ولكنني سعيد أخيرًا أنني حصلت على فرصة لإثبات ذلك، وسأثبت ذلك مرة أخرى في 11 يناير، وسأواصل إثباته."

"أعتقد أنه في فئةالمتوسط الفائق، كنا نفتقد هذا الاسم البارز - النجم - منذ سنوات."

"كان لدينا فروتش، جروفس وكالوم سميث أيضًا، ولم يكن لدينا اسم كبير مثل هذا منذ فترة طويلة. لذا، نعم، أنا سعيد بأنني أرفع الراية وأحمل الشعلة."

"سوف نواصل البناء وأمل أن نصبح اسمًا مألوفًا، النجم المقبل في فئة الوزن المتوسط الفائق.