هناك العديد من الطرق المختلفة لإيصال الملاكم الواعد إلى مستوى المنافسة على اللقب العالمي.

فبعضهم يُدار بذكاء داخل التصنيفات إلى أن يصبحوا المنافس الإلزامي، في حين يقفز البعض الآخر على الصفوف عبر مغامرات محسوبة، ويقتنصون أسماءً كبيرة مخضرمة.

وهناك من يستفيد من التقدم البطيء ولكن الثابت نحو القمة.

لقد مرّ عامان منذ أن قدّم كالوم سيمبسون — الذي يمتلك سجلًا خاليًا من الهزائم بـ17 انتصارًا بدون هزيمة، 12 منها بالضربة القاضية — ظهوره الأول عبر شبكة "سكاي سبورتس"، حينما لفت الأنظار بإيقافه المثير لسيلسو نيفيز. ولكن في ذلك الوقت، كان الملاكم البالغ من العمر 28 عامًا، من مدينة بارنسلي، قد أنهى بالفعل تدريبه المكثف في القاعات الصغيرة، وهي مرحلة يحرص مدير أعماله، كيفن ماري، على أن يمر بها كل من يشرف على مسيرته، وظهر على شاشات التلفزيون كملاكم محترف مكتمل النضج.

وبعد أن أوصلوه إلى تلك المرحلة، لم يسمح فريق سيمبسون برميه إلى "الذئاب" مبكرًا. بل استمر في تعليمه وتطويره، وخلال الأشهر الثمانية الماضية، بدأ يُظهر دلائل حقيقية على امتلاكه المقومات التي تؤهله ليصبح منافسًا خطرًا على المستوى العالمي.

في أغسطس الماضي، تولّى سيمبسون مسؤولية تنظيم أمسية ملاكمة في الهواء الطلق بمدينته الأم، وجذب 7,000 متفرج إلى ملعب "أوكويل" خلال نزاله على لقب بريطانيا أمام زاك تشيلي. وقد نجح في التعامل مع حجم الحدث وأسلوب تشيلي المعقّد، ليُعلن عن نفسه كلاعب أساسي على الساحة المحلية.

لكن المأساة ضربت حياته بعد ذلك بأسابيع قليلة حين فقد شقيقته ليلي-راي في حادث أليم. ومع ذلك، استخدم سيمبسون تلك الخسارة كمصدر إلهام، وعاد إلى الحلبة في يناير، ليُظهر نسخة محسنة من نفسه بإسقاطه القوي للملاكم ستيد وودال في الجولة الثانية. ولم يلبث سوى ثلاثة أسابيع ليعود ويدافع عن لقبه في الكومنولث أمام إلفيس أهورغاه.

وفي السابع من يونيو، سيعود سيمبسون إلى "أوكويل" مجددًا لخوض نزال على لقب أوروبا الشاغر ضد الإيطالي غير المهزوم إيفان زوكو، الذي يحمل سجلًا مثيرًا بـ21 انتصارًا (18 منها بالضربة القاضية). ومن المتوقع أن يحضر هذه المرة حوالي 15,000 متفرج لمشاهدة هذا التحدي الجديد.

يقول سيمبسون لمجلة "ذا رينج":

"أعتقد أن هذه اللعبة تتمحور حول المستويات والتدرج فيها. وأنا أؤمن بأنني اتبعت الطريق الصحيح. لقد سلكت الطريق التقليدي."

"أحرزت ألقاب المناطق، ثم الألقاب الدولية، وبعدها ألقاب بريطانيا والكومنولث. لقد تقدّمت خطوة بخطوة، وجمعت كل الألقاب التقليدية، والخطوة الطبيعية التالية هي لقب أوروبا."

وفي الوقت الذي يتحدث فيه سيمبسون، سيكون بطل العالم في وزن 168 رطلاً بحسب تصنيفات مجلة "ذا رينج" والهيئات WBC وWBA وWBO، المكسيكي الشهير ساؤول "كانيلو" ألفاريز، على موعد مع نزال لاستعادة اللقب العالمي غير المُوحد عندما يواجه البطل غير المهزوم في الاتحاد الدولي للملاكمة (IBF)، ويليام سكول، في السعودية.

وبينما يسعى سكول إلى قلب موازين القوى في الساحة، يظل كانيلو هو القائد الفعلي لهذا الوزن. ومع ذلك، هناك مجموعة من الملاكمين المتلهفين لأخذ فرصتهم في إثبات أنفسهم وانتزاع الراية من الأسطورة المكسيكية.

ويُعد امتلاك سيمبسون لمنصة إعلامية كبرى مثل "سكاي سبورتس"، وقدرته على بيع التذاكر بكثافة، ضمانًا شبه مؤكدٍ للحصول على فرصة على اللقب العالمي، بشرط أن يظل دون هزيمة. إلا أن الفوز على زوكو وحصد لقب أوروبا سيجعله مرشحًا مباشرًا ضمن صف النخبة.

قال سيمبسون:

"هذا هو الطريق، وأؤمن أنني سأكون الرجل القادم، القادم الحقيقي."

"أعلم أن كانيلو سينازل هذا الأسبوع – أعتقد أنه ضد ويليام سكول – وأتوقع فوزه، لكنني في المقابل أخطط للفوز بلقب أوروبا في يونيو، والدفاع عنه نهاية العام، ثم التقدّم نحو نزالات تصفية المؤهلين للألقاب العالمية، والمنافسة على الألقاب ذاتها قبل نهاية العام القادم."

"أنا بالتأكيد لا أستهين بأحد. خصمي سجلّ له عدد ضربات قاضية يفوق عدد نزالاتي، لذا من المرجّح أنه يمتلك قوة ضاربة كبيرة. لا أستهين بأي خصم، وبالتأكيد لن أستهين بإيفان زوكو."