هنري ماسكه – 25 مايو 1996، لايبزيغ، ألمانيا
اللقب: بطولة الاتحاد الدولي للملاكمة (IBF) في وزن خفيف الثقيل
كرّس جون سكالي قلبه وروحه للملاكمة، حيث خاض 70 نزالًا هاويًا و41 نزالًا احترافيًا على مدار 14 عامًا. كان يُعتبر ملاكمًا محترفًا نزيهًا وجادًا، تدرب في معسكرات مع أسماء كبيرة مثل روي جونز جونيور وجيمس توني، وشارك الحلبة مع منافسين بارزين مثل تيم ليتلز وبطل العالم في فئتين مايكل نَن.
ومع ذلك، لم تتح له فرصة المنافسة على لقب عالمي حتى عُرضت عليه مواجهة حامل لقب الـIBF في وزن خفيف الثقيل منذ فترة طويلة، الألماني هنري ماسكه.
"عرفت عن النزال ضد هنري في 21 مارس. كنت أزن حينها 192.5 رطلاً. حرفيًا، سافرت إلى أتلانتا في نفس اليوم لقضاء عطلة مع بعض أصدقائي."
استعد سكالي للنزال في فلوريدا، حيث تدرب مع آندي سركوزي من معسكر لاري هولمز.
وأضاف:
"كنت دائمًا أتردد على صالة التمارين بدرجة ما في ذلك الوقت، لذا كنت في نوع من اللياقة باستمرار، لكن يمكن القول إن المعسكر الرسمي استمر حوالي خمسة أسابيع."
ورغم تركيزه، كانت الظروف المحيطة صعبة:
"توقيت النزال لم يكن مناسبًا لي، لأن والدتي كانت تحتضر بسبب السرطان، كما أنني كنت أواجه دعوى قضائية زائفة، علمت بها قبل يومين فقط من سفري. لحسن الحظ، تم رفضها في المحكمة بعد عدة أشهر."
سافر سكالي وفريقه – المؤلف من مدربين اثنين وشريك في التدريب، وأضيف إليهم لاحقًا شخص من ألمانيا للعمل في الزاوية – من فلوريدا عبر أحد مطارات نيويورك إلى فرانكفورت، ومنها إلى لايبزيغ، ووصلوا في 16 مايو، أي قبل تسعة أيام من النزال.
يتذكر سكالي:
"أتذكر أن أكبر خطأ ارتكبته كان أنني ذهبت مباشرة إلى النوم فور وصولي إلى الفندق، وبقيت في السرير طوال اليوم وحتى الليل."
"بعد أن استيقظت تلك الليلة وتناولت الطعام، لم أستطع أبدًا إعادة ضبط نومي. كنت أحاول النوم في وقت طبيعي، حوالي 11 مساءً، لكنني كنت أبقى مستيقظًا حتى السادسة أو السابعة صباحًا."
وفي العام التالي، تحدث سكالي مع المدرب الأسطوري الراحل إيمانويل ستيوارد، الذي شرح له الخطأ الكبير الذي ارتكبه.
قال سكالي:
"أخبرني أنه في كل مرة تسافر فيها إلى أوروبا لخوض نزال، فإنك تصل في الصباح، ويجب أن تُجبر نفسك على البقاء مستيقظًا حتى موعد نومك الطبيعي ليلًا، حوالي التاسعة أو العاشرة مساءً، ثم تستيقظ في اليوم التالي في الوقت المعتاد كما في بلدك."
"أما إذا نمت فور وصولك، فستخرب دورة نومك بالكامل، وهذا بالضبط ما حدث لي."
لا يتذكر جون سكالي أي مواقف تنطوي على تلاعب أو ممارسات غير نزيهة خلال وجوده في ألمانيا.
قال:
"أعتقد أنني كنت أُعامل بشكل جيد هناك. لست متأكدًا مما إذا كانوا حاولوا استخدام أي حيل للتأثير على تدريبي أو استعدادي، وأظن أنه لو فعلوا، لكان بطريقة تجعلني لا ألاحظ ذلك. وإذا فعلوها معي، فمن المنطقي أنهم مارسوا الأمر سابقًا."
وأضاف:
"كنا حذرين جدًا، ولم نشرب أي شيء من زجاجات أو علب مفتوحة، واضعين في الاعتبار قصصًا سمعناها عن تلاعب مماثل مع ملاكمين آخرين سافروا للخارج. لا أعلم إن كانت تلك القصص حقيقية، لكننا كنا مدركين للأمر واستعددنا له."
ورغم كل شيء، كان سكالي يعلم أنه يواجه خصمًا من الطراز الرفيع.
فهنري ماسكه كان قد تُوِّج بالميدالية الذهبية في أولمبياد 1988، وامتلك سجلًا هاويًا لامعًا، ثم بدأ مسيرته الاحترافية ليصل إلى 29 انتصارًا دون هزيمة، مع 9 دفاعات ناجحة عن لقب الـIBF في وزن خفيف الثقيل على مدار ثلاث سنوات.
قبل النزال، طلب سكالي وفريقه من الحكم العالمي الشهير حينها، ستانلي كريستودولو، الانتباه لتكتيكات ماسكه المألوفة.
قال سكالي:
"أكدنا على الحكم ألا يسمح للملاكم الأطول بكثير أن يمسك برأسي إلى الأسفل من الداخل، كما اعتاد أن يفعل في نزالات سابقة."
لكن الدخول إلى الحلبة كان بمثابة صدمة ثقافية:
"أتذكر أن هناك أكثر من 14,000 متفرج. بحر من الوجوه. بدا لي وكأن الجميع يصفرون، وبعدها عرفت أن الصفير هناك يعني الاستهجان."
وأضاف:
"عندما دخل هنري إلى الحلبة، ذكرني ذلك بمشهد دراغو وهو يدخل لمواجهة روكي."
أما النزال نفسه، فقد هيمن عليه ماسكه منذ البداية:
قال سكالي:
"أتذكر جيدًا أنني لم أتمكن من الدخول في أجواء النزال. كنت أحاول أن أسترخي وأجد إيقاعًا، لكن الجو بأكمله كان مشحونًا جدًا. طوله وأسلوبه كملاكم أعسر أزعجاني كثيرًا. كان من الصعب توقيته وتنفيذ لكماتي كما أريد، لأنه كان طويل القامة ويملك جاب ممتاز."
ورغم طلبه السابق للحكم، لم يجد سكالي أي إنصاف داخل الحلبة:
"كان هنري يُمسك برأسي إلى الأسفل باستمرار، والحكم لم ينبهه ولو مرة واحدة. أتذكر أنه في الجولة الأخيرة، عندما دفع رأسي مجددًا للأسفل، كنت أنظر مباشرة إلى الأرض، فرحت ودست على قدمه. لم يكن لدي ما أخسره في تلك اللحظة."
"الحكم حذرني بشدة وقال إنه سيخصم نقطة إذا كررتها، فأذكر أنني ضحكت وربتُّ على كتفه وقلت له: ’تمام يا حكم، مفيش مشكلة.‘"
انتهى النزال بفوز ماسكه(30 انتصارا بدون هزيمة، 11 بالضربة القاضية) بقرار إجماعي من 12 جولة. أعطى اثنان من الحكام النتيجة 120-108، فيما منح الثالث سكالي جولة واحدة فقط (119-109).
خسر ماسكه بعد ذلك أمام حامل لقب الـWBA فيرجيل هيل في نزال توحيد ألقاب، واعتزل بعدها، لكنه عاد بعد أكثر من عشر سنوات وهزم هيل في نزال الإياب. لاحقًا عمل محللًا لنزالات الملاكمة، قبل أن يبتعد عن هذا المجال.
أما سكالي(36 انتصارا -6 هزائم، 20 بالضربة القاضية)، فعاد إلى ألمانيا وخسر بقرار جماعي من 10 جولات أمام غراتسيانو روتشيجياني، وواصل النزال بشكل متقطع حتى اعتزاله عام 2001.
ولا يزال سكالي نشطًا في عالم الملاكمة، حيث يعمل كمدرب، وكان من أبرز من دربهم بطل العالم بلا منازع
أرتور بيتربييف.
لاستفسارات أو التعليقات، يمكنكم التواصل مع أنسون عبر البريد الإلكتروني:
elraincoat@live.co.uk
أو متابعته على منصة X (تويتر سابقًا):
@AnsonWainwr1ght