جاك بيتسون يأمل أن يعلن عن نفسه متأخراً أمام عالم الملاكمة عندما يسافر إلى إيرلندا لمواجهة البطل الإيرلندي
مايكل كونلان في صالة 3Arena بدبلن يوم 5 سبتمبر.
المواجهة المقررة على وزن الريشة من عشر جولات ستُنقل عبر قناة Channel 5.
يبدو أن بيتسون موجود منذ فترة طويلة، ورغم أنه ما زال يبدو أصغر من عمره البالغ 31 عاماً، إلا أنه عانى نصيبه من الإحباطات وخيبات الأمل.
كان عمره سبع سنوات فقط عندما بدأ يتدرب على اللكمات مع والده مارك، ولا يزال الثنائي يعملان معاً حتى الآن.
في عام 2017، خاض بيتسون(20 انتصار – 1 هزيمة، 6 بالضربة القاضية) نزاله الاحترافي الأول في أحد العروض الصغيرة التي ينظمها والده بانتظام في قاعة Banqueting Suite بملعب نادي ليدز يونايتد "إيلاند رود"، واستمر في الظهور بها طوال مسيرته.
وأخيراً، حصل على فرصة طال انتظارها للظهور على مسرح كبير.
لم يكن الأمر سهلاً، والانتصار الفردي على متحدي اللقب العالمي السابق كونلان(19 انتصار – 3 هزائم، 9 بالضربة القاضية) لن يجعل سنوات التضحية ذات قيمة فورية، لكنه سيضع بيتسون في موقع ممتاز ليستثمر أخيراً كل ما بذله من جهد.
قال بيتسون لمجلة
ذا رينج:
"سيعني لي ذلك العالم كله. والدي وقف بجانبي في السراء والضراء. في الأوقات الجيدة والسيئة كما يفعل أي أب، لكنه بالنسبة لي مصدر إلهام."
وأضاف: "أريد أن أحقق الإنجازات من أجلي، ولكن أيضاً من أجل والدي. لا أعرف ماذا كنت سأفعل لولا الملاكمة، لذا أنا أقاتل من أجل نفسي، ومن أجل عائلتي واسم بيتسون."
وتابع: "هذه فرصتي. هذه تذكرتي. الأمر كله متروك لي الآن، لا أعذار. عليّ فقط أن أذهب هناك وأجعل أحلامي تتحقق."
كان بيتسون هاوياً مميزاً من الطراز الأول، قضى سنوات ضمن برنامج فريق بريطانيا العظمى، وشارك في بطولات أوروبا والعالم على المستويين الشباب والكبار، لكنه أخفق بصعوبة في التأهل إلى أولمبياد ريو 2016. حتى أنه اختير للحصول على منحة دراسية من سكاي سبورتس وظهر بانتظام عبر الشبكة.
وبعد تحوله إلى الاحتراف، شارك في عدد من نزالات البطل جوش وارينغتون – فاز بها جميعاً – وبدا وكأنه في موقع مثالي لحمل الراية ومواصلة المسيرة في مدينة ليدز عندما يقرر "المحارب من ليدز" تعليق قفازيه.
لكن الأمور لم تسر تماماً كما توقع الجميع.
ففي نوفمبر 2022، تعرض للخسارة بالضربة القاضية في الجولة الثانية عشرة والأخيرة من معركة شرسة أمام شهباز مسعود، الذي أصبح لاحقاً بطلاً للعالم بوزن السوبر بانتام في منظمة IBO، ومنذ ذلك الحين قضى ما يقارب ثلاث سنوات في محاولة استعادة مكانته البارزة.
وقال: "أنت بحاجة إلى بعض الحظ في هذه اللعبة."
قال بيتسون:
"لقد عملت بجهد يوازي أي شخص آخر في هذه الرياضة، وأشعر أنني ربما سلكت مساراً مشابهاً لبعض هؤلاء النجوم الكبار. كنت ضمن فريق بريطانيا العظمى وحصدت ميداليات في بطولات دولية. وعندما تحولت للاحتراف، شققت طريقي من خلال نزالات والدي والعروض الصغيرة حتى فزت باللقب الإنجليزي. بعدها أحرزت لقب WBA القاري، ثم خسرت أمام بطل عالم، ومنذ ذلك الحين لم تأتِ الكثير من الفرص. لكن الفرص موجودة الآن وعليّ فقط استغلالها."
وتابع:
"كما يقولون دائماً: الجميع يحب الفائز. فعندما تكون في غرفة تبديل الملابس بعد فوز، لا يتوقف هاتفك عن الرنين، لكن إن كنت وحدك مع مدربك بعد خسارة، فلن يرن الهاتف أبداً."
لطالما حمل الأولمبيون السابقون عبء الملاكمة البريطانية على أكتافهم، لكن الزمن تغير، فالعروض البريطانية الكبرى اليوم يسيطر عليها ملاكمون لم يبدأوا مسيرتهم بمجموعة من الميداليات الهاوية، بل اضطروا لشق طريقهم بالقوة واغتنام كل فرصة أتيحت لهم.
يُعد بيتسون حالة استثنائية، إذ يمتلك خلفية قوية على مستوى الهواة واستفاد من سنوات طويلة ضمن برنامج فريق بريطانيا العظمى، لكنه في الوقت نفسه اضطر للتحلي بالصبر وخوض الطريق الطويل حتى وصل إلى فرصة كبيرة.
الانتصار على كونلان سيجعل ثمرة الصبر والمثابرة أكثر حلاوة.
وقال بيتسون:
"أعتقد أنه مهما حقق أي شخص في هذه الرياضة فهو يستحقه، لكن الذين يأتون من العروض الصغيرة، فهم حقاً يبذلون جهداً مضاعفاً للوصول إلى هناك."
وأضاف:
"إنها بالفعل ثمرة تعبنا، وخطتي هي الفوز في 5 سبتمبر لأتمكن بعدها من القول: ’استمعوا، لقد عملت بجد من أجل هذا.‘"
وختم:
"هذه هي الخطة."