نيويورك — أدرك
حمزة شيراز تمامًا ما أنجزه لتوّه.
فقد تحوّل الملاكم الإنجليزي المتواضع من مجرد "طامح" إلى "منافس حقيقي" على واحدة من أكبر الساحات في عالم الملاكمة، وذلك بعد أربعة أشهر ونصف فقط من تعادل مثير للجدل مع بطل العالم في وزن المتوسط لدى WBC،
كارلوس أداميس، في الرياض، والذي مكّنه من الحفاظ على سجله الخالي من الهزائم.
لكن تدميره لإدغار برلانغا لم يُعزّز فقط من شعبيته في المملكة المتحدة — التي تُعد من أقوى أسواق دعم الملاكمة — بل منح أداءه شرعية جديدة كمنافس محتمل لبطل العالم دون منازع في وزن السوبر متوسط،
كانيلو ألفاريز.
وقال شيراز (22 انتصاراً دون هزيمة-تعادل واحد، 18 بالضربة القاضية)، البالغ من العمر 26 عامًا، في المؤتمر الصحفي بعد النزال:
"أداء ضخم بكل المقاييس... أنا أبقي قدميّ على الأرض، لا أريد أن أسبق الأحداث. في الملاكمة تمرّ بأيام جيدة وأخرى سيئة، وقد مررت بيوم سيء سابقًا، واليوم كان يومًا رائعًا، وأنا ممتن لله على كل شيء. شعوري لا يوصف، أنا في قمة السعادة."
كان شيراز كالمنشار في بداية ليلة السبت، حيث أسقط برلانغا مرتين أواخر الجولة الرابعة.
الضربة الأولى كانت بواسطة يسارية قوية قبل 42 ثانية من نهاية الجولة، والثانية بمزيج يسار/يمين أطاح ببرلانغا مجددًا قبل 16 ثانية على النهاية.
ورغم أن الجرس أنقذ برلانغا من نهاية فورية، إلا أن شيراز لم يمنحه أي فرصة لالتقاط أنفاسه في الجولة الخامسة. فبمجرد أن بدأت، باغته بمزيج قوي من اليمين واليسار، ما دفع الحكم ديفيد فيلدز للتدخل وإيقاف النزال بعد مرور 17 ثانية فقط.
ويُذكر أن الهزيمة الوحيدة التي تلقّاها برلانغا قبل هذا النزال كانت أمام كانيلو ألفاريز (63 انتصارًا، هزيمتان، تعادلان، 39 بالضربة القاضية)، عندما تغلّب عليه بالنقاط في 14 سبتمبر بمدينة لاس فيغاس. وكان ألفاريز قد أسقطه بلكمة يسارية في الجولة الثالثة، إلا أن برلانغا تمكّن من الصمود حتى نهاية النزال.
وأعاد شيراز الفضل في أدائه الحاسم هذا إلى انتقاله من وزن المتوسط (160 رطلاً) إلى وزن السوبر متوسط (168 رطلاً)، إضافة إلى
تعاقده مع مدربه الجديد، بطل العالم السابق في وزن المتوسط حسب تصنيف WBC، آندي لي.
وقال شيراز إنه شعر بنشاط وقوة أكبر في وزنه الجديد، واستفاد كثيرًا من معسكره التدريبي الأول تحت إشراف لي، حيث واجه برلانغا في النزال الرئيسي لعرض "ذا رينج III" الذي نُقل عبر DAZN من ملعب لويس أرمسترونغ في كوينز.
وأضاف:
"كنا نعلم أن أمامنا ثمانية أو تسعة أسابيع فقط، لذا لم نرد أن نعقّد الأمور. ركّزنا على زيادة عدد اللكمات، وتنفيذ الضربات الصحيحة، وفعل ما هو مطلوب في النزال.
في أول جولتين كنت أعلم أنني أخسر، لكنني كنت أتأقلم — وهذه كانت نقطة تعلُّم كبيرة من نزالي السابق ضد أداميس.
وهذا برأيي ما يصنع الملاكم الجيد: القدرة على التكيّف بين نزال وآخر. واليوم... كان يومًا رائعًا بالنسبة لي."
كيث إيدك هو كاتب كبير ومعلق صحفي في مجلةذا رينج. تابعوه عبر X:
@idecboxing