"هجومي لكنه مغامر".. ديفيد أدلي يضمن اللقب البريطاني ويفكر في الحياة بعد الملاكمة
بعد أن وصف نفسه بأنه "شخص عدواني" ورجل يحمل النزال في جيناته، توقف ديفيد أدلي للحظة ليتأمل حياته قبل الملاكمة وما قد يأتي بعدها.
يقول أدلي في حديثه مع ذا رينج :
"كنت أرغب في أن أصبح مهندسًا معماريًا عندما كنت صغيرًا."
ويضيف:
"أنظر إلى المباني وأشعر بالفضول حول كيفية بنائها، ومن قام بذلك، ومن ابتكر الفكرة. يجب أن يكون لديك عقل مغامر لتكون مهندسًا معماريًا. أعتقد أنني شخص مغامر ومبدع."
نزال بلا رحمة ضد تشيكيفا
بعد 15 ثانية فقط، وبينما كان يتم سؤاله عن خصمه على اللقب البريطاني للوزن الثقيل، جيامي "TKV" تشيكيفا (8 انتصارات، 1 هزيمة، 5 بالضربة القاضية)، قاطع أدلي (13 انتصارًا، 1 هزيمة، 12 بالضربة القاضية) الحديث بنظرة حادة على وجهه قائلاً:
"سأُسقطه بالضربة القاضية."
لم تكن هذه هي المرة الأولى خلال المقابلة التي يتحول فيها أدلي من الابتسامة العريضة والأسنان البيضاء إلى ملامح باردة ومهددة، وكأن الهلاك ينتظر من يتجرأ على الوقوف في طريقه. سيواجه تشيكيفا هذا الأسبوع في صالة Co-Op Live في مانشستر، ويبدو أنه لا مجال للرحمة.
يتذكر أدلي بابتسامة كيف حصل على أجره الأول عندما كان مراهقًا يتدرب في نادي ديل يوث للملاكمة للهواة أثناء جلسات السبارينج مع ديفيد هاي، رافضًا الإفصاح عن المبلغ الذي تلقاه. كما يتحدث بحماس عن فترة دراسته لإدارة الأعمال في جامعة ولفرهامبتون، واصفًا التوفيق بين الملاكمة والدراسة بأنه كان "أمرًا سهلاً".
لكن نبرته تتغير مجددًا عند سؤاله عما إذا كان يتخيل نفسه في هذا المكان منذ سنوات:
"لم أكن أعتقد، كنت أعرف. لا يوجد شيء اسمه 'أعتقد'.. كنت أعرف."
لا أصدقاء في هذه اللعبة
ويضيف:
"هناك أشخاص في طريقي، وأي شخص يقف أمامي سأجتازه. أنا هنا لتحطيم الأبواب. لا يوجد ندم على أحد، ولا صداقات في هذه اللعبة."
"مع التقدم في العمر واكتساب الحكمة، أحاول أن أكون أكثر هدوءًا، لكن هناك أشياء تخرج الوحش بداخلي. القتال هو مجالي."
تشيكيفا، الذي خاض معه أدلي عددًا لا يحصى من جولات السبارينغ، هو العقبة الحالية أمامه. النزال على حزام لونزديل البريطاني له طابع خاص، لا سيما في الوزن الثقيل. فمنذ أكثر من عام، خاض فابيو واردلي و فريزر كلارك نزالًا دمويًا شرسًا انتهى بتعادل مثير، وحصل على جائزة أفضل نزال بريطاني في العام. أدلي وتشيكيفا يأملان في تقديم مواجهة مماثلة، خاصة أن الحدث الرئيسي في الليلة سيكون بين جو جويس وفيليب هيرجوفيتش.
لكن أدلي لا يترك أي مجال للشك:
"لا حاجة للحكام. سأعود باللقب البريطاني معي. عندما أطلق يدي، الجميع يعلمون ما سيحدث. أنا شخص عدواني، وسيدركون ذلك جميعًا. ثق بي."
من الصعب ألا نصدقه. لكن هل كان دائمًا بهذه العقلية؟
"كنت طفلاً جيدًا.. في الحقيقة، لا، كنت مشاغبًا!"
يضحك أدلي قليلاً قبل أن يقول:
"كلنا مررنا بشيء ما أثناء نشأتنا، صحيح؟ كنت طفلاً مهذبًا... في الواقع، لا، لن أقول ذلك، هذه كذبة. كنت طفلاً مشاغبًا بشكل معقول."
يرفع أدلي ذراعه ليظهر وشمًا مكتوبًا عليه "بورتوبيلو رود"، وهو الشارع القريب من المكان الذي نشأ فيه في غرب لندن.
ويتابع:
"في طفولتي، كنا نتشاجر على كل شيء، مجرد أطفال يتصرفون كالأطفال... هل خضت أي شجار وأنت صغير؟"
وعندما يسمع الإجابة "لا"، يبتسم قائلاً:
"هذا أمر جيد، يبدو أننا نشأنا في جهتين مختلفتين من المدينة."
لكنه يعود ليؤكد أهمية تعلم النزال\:
"عندما تكبر، تجد نفسك في مواجهات، وعليك أن تعرف كيف تدافع عن نفسك وتعتني بنفسك. هذا شيء كنت أعرفه دائمًا. الجميع يعيشون نفس التجربة تقريبًا."
الملاكمة.. شغف يتحدى الزمن
بالنسبة لأدلي، الملاكمة ليست مجرد رياضة، بل هي شغف وحياة. على الرغم من أن والده لم يكن يعتقد أنه سيستمر فيها طويلًا، ووالدته كانت بحاجة إلى إقناع لحضور نزالاته، إلا أنه لا يزال متشبثًا بحلمه.
"هذا ليس شيئًا بدأته للتو. هناك مقاتلون يدخلون اللعبة فقط لأنهم يرون المجد فيها، لكن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة لي. أنا أفعل هذا لأنني أحب النزال."
"أنا جاهز لأي شيء، في أي وقت وبأي طريقة. الجماهير ستكون على موعد مع ليلة مميزة، والجميع سيرون ما يمكنني فعله."
الحياة بعد الملاكمة.. هل يعود حلم الهندسة المعمارية؟
مع كل هذا الشغف، يعرف أدلي أن الملاكمة لا تدوم إلى الأبد.
"الملاكمة لا تستمر طويلاً، لذا عليك أن تخطط لما ستفعله بعد الاعتزال."
ويضيف عن حلمه القديم في أن يصبح مهندسًا معماريًا:
"ما زلت أرغب في القيام بذلك، ربما. أحد أساتذتي جعلني أشعر بالإحباط عندما أخبرني بمدى طول الدراسة في الجامعة، وأن الأمر يتطلب وقتًا طويلاً."
لكنه يترك الباب مفتوحًا:
"ربما في يوم من الأيام، من يدري؟"