لاس فيغاس – يعترف فيرناندو فارغاس جونيور بفضل السمعة الكبيرة لوالده، والتي ساعدت بشكل واضح في تمهيد طريقه وتعزيز مسيرته في عالم الملاكمة.

فالبطل السابق في وزن المتوسط الخفيف كان أول من أشرف على تدريب ابنه منذ أن بدأ الملاكمة في منتصف مراهقته، ورافقه في طريق مليء بالتحديات. دخل فارغاس جونيور بطولة لاس فيغاس غولدن غلوفز عام 2014 بعد أن خاض أربع نزالات هاوية فقط، دون أي نية لاحتراف اللعبة.

لكن فوزه بلقب البطولة في فئة النخبة في ذلك الحدث جعله يفكر بجدية في احتراف الملاكمة. وبعد 11 عاماً، سيقف يوم السبت على واحدة من أضخم المنصات في مسيرته حين يواجه المرشح بقوة كالوم وولش في ملعب أليجيانت.

سيكون النزال المكوّن من عشر جولات في وزن المتوسط الخفيف، والذي يجمع بين الإيرلندي كالوم وولش (14 انتصاراً دون هزيمة، 11 منها بالضربة القاضية) والملاكم المقيم في لاس فيغاس فيرناندو فارغاس جونيور (17 انتصاراً بلا خسارة، 15 منها بالضربة القاضية)، بمثابة المواجهة التمهيدية الكبرى على بطاقة نتفليكس، قبل الحدث الرئيس الذي يضع بطل السوبر متوسط الموحد كانيلو ألفاريز في صدام مرتقب مع بطل العالم في أربع فئات وزنية تيرينس كروفورد.

بالنسبة لفارغاس جونيور، لا يمثل هذا النزال مجرد فرصة لتعزيز مكانته في فئة مليئة بالمواهب، بل هو أيضاً بوابته للخروج من ظل والده الضخم، أحد أكثر الملاكمين شعبية في جيله.

كما أن شقيقه الأصغر إميليانو خطف الأضواء مؤخراً بعد تحقيقه فوزاً بالضربة القاضية خلال 42 ثانية فقط في نزال ضمن بطاقة زاندر زايس – خورخي غارسيا بنيويورك.

قال فارغاس جونيور لـذا رينج:

"الأمر ليس سهلاً. قليلون فقط يمرون بما أمرّ به، إذ أعيش دوماً في ظل شخص آخر. أحمل الاسم الأول والأخير لوالدي، وكل شيء يُقارن به. يُقال لي: ‘والدك كان أولمبياً، والدك وقّع مع هذه الشركة، إخوتك فعلوا كذا، وأخوك حقق ذاك الفوز السريع.’ لا أدري إن كنت أستطيع التفوق على الضربة القاضية التي حققها إميليانو في 40 ثانية داخل مديسون سكوير غاردن، فهذا إنجاز كبير. لكننا جميعاً نعرف طريقنا جيداً. أما أنا، فأشعر بالارتياح مع نفسي، ولست أحاول أن أكون نسخة من والدي، فالأحذية التي تركها ضخمة ويصعب ملؤها."

إميليانو (15 انتصاراً -دون هزيمة، 13 بالضربة القاضية) يُعتبر الأوفر حظاً بين الإخوة الثلاثة، و يُروَّج له من خلال بوب أروم وشركة Top Rank.

قال فارغاس جونيور:

"أنا وإخوتي نحظى بالكثير من الاحترام بسبب والدي. لكن مثل هذه النزالات هي ما تميزنا. أحب أن أتحدى نفسي. نحتاج لمزيد من الملاكمين الذين يضعون سجلهم الخالي من الهزائم على المحك. سجلي 17 انتصاراً -دون هزيمة، وسجله 14 انتصاراً -دون هزيمة. نادراً ما ترى مثل هذه النزالات، خاصة بوجود داعمين كبار مثل دانا وايت خلفه ووالدي خلفي."

وأضاف:

"أريد أن أكون من طراز الملاكمين القدامى الذين يضعون سجلهم على المحك ولا يخافون من المنافسة. أشعر أن رفع مستوى التحدي يجعلني أظهر بشكل أفضل كل مرة. قد يكون صعباً أن أبقى في ظل والدي، لكن هذا النزال هو خطوتي الأولى للخروج من ذلك."

أدار فيرناندو فارغاس الأب مسيرة أبنائه بحذر شديد، بعدما خاض بنفسه مسيرة نارية وسريعة عقب مشاركته مع منتخب الولايات المتحدة في أولمبياد أتلانتا 1996.

فقد أصبح بطلاً عالمياً بعمر 21 عاماً، وانتصر على رونالد "وينكي" رايت وآيك كوارتـي، لكنه خسر أمام فيليكس ترينيداد وأوسكار دي لا هويا بحلول عمر 24. واعتزل بعمر 29 فقط.

أما فارغاس جونيور، فعمره الآن 28 عاماً ويستعد لأصعب نزال له على الورق منذ بداية مسيرته قبل أربع سنوات.

قال فارغاس:

"والدي يؤكد لي دائماً أن الأخطاء التي مرّ بها في مسيرته لن تتكرر معنا. صحيح أن الجماهير تريد أن نواجه أسماء كبيرة مثل فيرجيل أورتيز الآن، لكن لكل مسيرة مراحلها ومستوياتها. والدي دُفع إلى القمة بسرعة شديدة؛ كان مستعداً لمواجهة كينغ كونغ مرتين في يوم واحد لو طلب منه. لقد كان ملاكماً محباً للمخاطرة، وهذا ما أكسبه احترام الجماهير، لكنني أحياناً أشعر أنه كان بحاجة للمزيد من الصبر. ومع ذلك، يظل والدي بطلاً شعبياً، ولم يكن ليغيّر ما عاشه. أينما ذهب يلتف الناس حوله، وذلك بالنسبة لنا نعمة كبيرة."

"من جهته، لا يُعير فارغاس الأب اهتماماً لانتقادات الطريقة التي يدير بها مسيرة أبنائه: فيرناندو جونيور، إميليانو، وأمادو (13 انتصاراً دون هزيمة، 6 منها بالضربة القاضية في وزن السوبر فيذر)."

قال:

"ماذا قالوا عني؟ ‘فرناندو، رُمي إلى الأسود بسرعة.’ أليس كذلك؟ لكني مع ذلك هزمت خمسة أبطال عالم. والآن لأنني آخذ وقتي مع أبنائي، يقولون: ‘إنهم يواجهون ملاكمين ضعفاء.’"

وأضاف:

"أما عن آخر خصم، [غونزالو] كوريا، فقد كان ملاكماً حقيقياً يمتاز بقوة ضربات هائلة منذ صغره. وعندما يقول البعض إن سجلنا غير حقيقي، فهذا طبيعي لأننا ما زلنا في طور بناء المسيرة كملاكمين صاعدين. لكن الحقيقة أن هذا السجل ليس وهماً ولا خداعاً. عاجلاً أم آجلاً، سيعرف الجميع من هو فرناندو فارغاس جونيور."

كيث إيديك – كاتب ومحلل أول في ذا رينج

عبر X:

@idecboxing