أورلاندو — أينما ذهب “تيتو” ترينيداد، لا تخلو القاعة من هتاف “تيتو، تيتو، تيتو”.
لم يختلف المشهد يوم السبت، إذ دوّت هتافات “تيتو... تيتو!” في أرجاء صالة مدرسة روبيرتو كليمنتي المتوسطة، قبل وأثناء إقامة فعالية "دعوة فيليكس ترينيداد" للملاكمة الهواة، التي نظمها نادي أورلاندو للملاكمة بالتعاون مع نادي ترينيداد.
وتجلّت مكانة فيليكس ترينيداد في مجتمع أورلاندو بوضوح، حين أعلنت مقاطعة أورانج رسميًا تخصيص يوم 25 أكتوبر ليحمل اسمه، وذلك بموجب بيانٍ رسمي وقّعه عمدة المقاطعة جيري ديمينغز قبل انطلاق الفعالية مباشرة.
تسلّم ترينيداد لوحة تكريمية في الحلبة، وانضم إليه أفراد من عائلته، والمنافس في وزن السوبر متوسط
إدغار برلانغا، ومنظّمو الحدث.
قال ترينيداد لمجلة
ذا رينج:
"عندما أسمع الجماهير تصرخ ‘تيتو’، أحيانًا أفكر ‘يا رجل، أود أن أعود للملاكمة’."
"لكن بعد لحظة، أقول لنفسي: لا، أنا بخير. كل شيء جيد."
ترينيداد، من بورتو ريكو (سجل: 42 فوزًا – 3 هزائم – 35 بالضربة القاضية)، كان بطلًا في ثلاث فئات مختلفة، ودُخل قاعة مشاهير الملاكمة عام 2014.
الإمبراطورية التي بنى عليها مسيرته في التسعينيات جعلته واحدًا من أبرز الملاكمين على مستوى العالم، حيث بدأ المسيرة بـ 40 فوزًا متتاليًا (33 منها بالضربة القاضية).
وكان الحضور لافتًا أيضًا من جانب بعض النجوم: إلى جانب برلانغا حضر البطل في وزن البانتام لـ WBA
أنطونيو فارغاس، و الفائز بالميدالية البرونزية في أولمبياد 2024
عمّاري جونز .
وقال برلانغا:
"كانت لحظة أسطورية بالنسبة لي أن أقف داخل الحلبة مع فيليكس ترينيداد. أشعر دومًا بالرهبة عندما أتحدث عنه، لأنه السبب الحقيقي الذي جعلني أبدأ مسيرتي في عالم الملاكمة."
قال فارجاس:
"كان أحد الملاكمين المفضلين لديّ عندما كنت صغيرًا، وهذه أول مرة ألتقيه فيها شخصيًا. كنت متحمّسًا للغاية لرؤيته عن قرب. لقد كان مصدر إلهامٍ كبير لي كملاكم في فترة نشأتي، وأعتقد أن والدي أدخلني عالم الملاكمة بسببه."
وقال جونز:
"أشاهدُه و أتعلم منه. إنه أسطورة."
روى منظّمو الحدث قصة لافتة عن كيفية تواصلهم مع ترينيداد، حيث قال أنتوني بلانكو، مؤسس نادي أورلاندو للملاكمة وأحد مالكيه المشاركين:
"استغرقت عامين لأقنعه بالحضور. ثم، في أول أسبوع من سبتمبر، جاءني الخبر الذي كنت أنتظره... بدأت أبكي من الفرحة."
وأضاف:
"هذا هو جوهر الأمر فعلًا — هؤلاء الصغار الذين يخطون خطواتهم الأولى اليوم هم من سيواصلون حمل راية هذه الرياضة في المستقبل، ووجود فيليكس ترينيداد بينهم يعني لهم الكثير."
وسلّط الحدث الضوء أيضًا على جانبٍ عائلي مميز، إذ تُدرّب إيرما ترينيداد، شقيقة فيليكس، مجموعةً من الملاكمين في النادي، وكان لها أكثر من مشارك ضمن الفعالية. وقال ترينيداد عن ذلك:
"أنا فخور جدًا. إنها محاربة. كامرأة، تدرب هؤلاء الملاكمين وأنا فخور برؤيتها تفعل ذلك."
ترينيداد — الذي اعتادت الجماهير أن تتجمع حوله أينما حلّ طلبًا لتوقيعه أو لالتقاط صورة تذكارية معه — رفض الجلوس بينما كان الناس يلتفون حوله، وحرص على تلبية طلبات الجميع واحدًا تلو الآخر رغم الإرهاق الواضح عليه.
حتى عندما حاول أفراد فريقه إقناعه بالجلوس قليلًا للراحة، أصرّ ترينيداد على عكس ذلك، وواصل التفاعل مع الجميع ليضمن أن يحصل كل مشجع على ما يريد — توقيع، صورة، أو لحظة حديثٍ قصيرة.
ورغم أن هذا الموقف قد يُرهق أي شخص آخر، فإن ترينيداد لم يكن ليرضى أن يكون الأمر بأي طريقةٍ مختلفة.
وقال ترينيداد بتأثر:
"أنا ممتنّ لكل من حضر واجتمع هنا اليوم. أشكر الله، وأشكر البورتوريكيين وكل من ليس بورتوريكيًا أيضًا."