خلف خطوط الخصم هي زاوية خاصة متقطّعة، يروي فيها الملاكم تجربته عند السفر للقتال في بلد الخصم.
جيمس ديغايل
6 ديسمبر 2017 – صالة كوبر بوكس، لندن
الألقاب: لقب الاتحاد الدولي للملاكمة (IBF) وزن السوبر متوسط
كان المتحدي السابق على لقب العالم،
كاليب تروكس، قد أمضى عقدًا كاملًا في الاحتراف، وتعثر مرتين عندما ارتقى لمواجهة نخبة الصف الأول، إذ تعرّض لهزيمتين بالضربة القاضية؛ الأولى أمام
دانيال جايكوبس في أبريل 2015، ثم أمام
أنثوني ديريل في العام التالي.
في المقابل، كان
جيمس ديغايل قد دخل التاريخ كأول بريطاني يحرز ذهبية أولمبية ثم يتوّج بلقب عالمي احترافي. وبعد عودته من إصابة في الكتف استدعت التدخل الجراحي، وقع الاختيار على تروكس ليكون دفاعًا اختياريًا عن لقبه، لاعتقاد واسع أنه لا يشكّل تهديدًا حقيقيًا على البطل.
دخل تروكس معسكره التدريبي في صالة «لايكز بوكسينغ جيم» بمدينة كون رابيدز القريبة، بوزن يقارب 190 رطلاً، وخضع لتحضيرات استمرت سبعة أسابيع تحت إشراف مدربه توم هالستيد.
وقال تروكس لمجلة
ذا رينج:«كان معسكرًا رائعًا، كنت متحفزًا للغاية للفوز بلقب العالم في فرصتي الثانية. كنت قد اشتريت منزلًا حديثًا، ورُزقت بابنتي الأولى قبل عام. كنت بحاجة إلى المال، وكان لديّ دافع هائل للخروج وتغيير حياتي».
سافر تروكس وطاقمه من سانت بول إلى شيكاغو، حيث مكثوا بضع ساعات ترانزيت، قبل أن يستقلوا رحلة على الدرجة الاقتصادية إلى مطار هيثرو بلندن، ليصلوا إلى العاصمة الإنجليزية صباح يوم الاثنين قبل أسبوع من النزال.
وخلال إقامته في لندن، لم يبتعد تروكس كثيرًا عن الفندق، باستثناء التوجه إلى صالة «بيكوك» لإجراء التمارين.
القتال خارج الديار يحمل في طياته تحديات خاصة، لا سيما فيما يتعلق بالبروتوكولات المحلية.
وأوضح تروكس:
«في الولايات المتحدة لا نملك نظامًا شبيهًا بمجلس الملاكمة البريطاني (BBBofC)، ولم يخبرني أحد أن عليّ الخضوع لميزان فحص يوم الأربعاء ضمن حد معين لوزن 168 رطلاً. أعتقد أن المطلوب كان 173 رطلاً يوم الأربعاء، بينما اعتدت أن أقطع هذا الوزن في اليوم الأخير أو أحيانًا صباح يوم النزال».
وأضاف:
«أبلغوني مساء الثلاثاء: ’عليك أن تزن غدًا، وإذا لم تكن عند 173 فلن يُسمح لك بالمنافسة على اللقب‘. فقلت: ماذا؟ اضطررت لقطع الوزن مرتين. يوم الثلاثاء ركضت على جهاز السير وارتديت بدلة الساونا لإنقاص بعض الوزن».
بعد اجتياز وزن الفحص، توجّه تروكس إلى المؤتمر الصحفي يوم الخميس وهو يشعر بإهانة كبيرة.
وقال المرشح الخاسر بنسبة 16/1:
«مئة بالمئة. لم أُصدّق مدى استخفافه بالنزال الذي كان أمامه. أتذكر أنه كان يتحدث عن نزاله المقبل، وعن رغبته في مواجهة جورج غروفز مجددًا، والمبلغ الذي يريد جمعه قبل أن يفكر في الاعتزال».
وتابع:
«كنت جالسًا هناك أفكر: يا رجل، ستقاتلني بعد يومين، من الأفضل أن تركز عليّ لا على نزالك المقبل أو الأموال التي ستجنيها. لقد استهان بي تمامًا، وكأنني غير موجود».
في اليوم التالي، وخلال الميزان الرسمي، دخل تروكس تحت حد 168 رطلاً برطل واحد، بينما جاء ديغايل مطابقًا للوزن تمامًا.
وخلال اجتماع القواعد، تفاجأ تروكس بمنعه من ارتداء القفازات التي اعتاد استخدامها.
وقال:
«كنت ملاكمًا تابعًا لشركة إيفرلاست، وكان لدي قفازات “إيفرلاست إيليت”، لكنهم رفضوها. في النهاية اضطررت لاستخدام قفازات غرانت نفسها التي استخدمها ديغايل، في محاولة لإرباكي قليلًا».
في يوم النزال، استيقظ تروكس وتناول الإفطار، ثم ذهب للسباحة لحرق ما تناوله من طعام.
وفي المساء، انتقل من الفندق إلى الصالة في رحلة قصيرة، ووصل قبل موعد استدعائه الرسمي.
وقال:
«أتذكر أنهم طلبوا موسيقى الدخول، فأرسلت أحد أفراد زاويتي ليعطيهم المقطوعة التي أردت الدخول على أنغامها».
وأضاف:
«لم يخبروني بالمشكلة إلا عند وقت السير في النفق. كنت أنتظر تشغيل موسيقاي، فقالوا: عليك أن تذهب الآن. قلت: هذه ليست موسيقاي. فأجابوا: سلّمتها متأخرًا. لم أدع مثل هذه الأمور تؤثر عليّ».
دخل تروكس أجواء النزال تدريجيًا خلال الجولات الأولى، قبل أن يفرض سيطرته الكاملة.
وقال:
«بعد الجولة الأولى وحتى الثانية، كنت أعتقد أنني خسرت الجولتين على بطاقات الحكام، لكنني كنت سعيدًا جدًا بسير النزال. جعلته يعمل بجهد كبير للفوز بهاتين الجولتين».
وتابع:
«كانت الجولة الخامسة نقطة التحوّل، حين آذيته بشدة وكدت أنهي النزال. سيطرت عليه تمامًا طوال الجولة. ويعود له الفضل في صموده، فقد تلقّى بعضًا من أقوى لكماتي؛ كسرت أنفه وأوجعته بلكمات جسدية قاسية، لكنه واصل القتال».
وأضاف بثقة:
«لم أشعر في أي لحظة من ذلك النزال أنه كان مسيطرًا».
جوع المتحدي قاده إلى الانتصار، ليُعلن فوزه بقرار الأغلبية بعد 12 جولة.
وقال مسترجعًا:
«أتذكر أنني ذهبت إلى لندن وكان في حسابي 400 دولار فقط. قبل شهر من النزال اضطررت لاقتراض المال من أحد مدربيّ السابقين لدفع أقساط منزلي».
وأضاف:
«كنت جائعًا، مفلسًا، وهذا ما يصنع ملاكمًا خطيرًا. كنت بحاجة لهذا الفوز أكثر مما كان بحاجة إليه».
وقبل أيام من النزال، قرر تروكس تمديد إقامته في لندن مع مدربه لعدة أيام إضافية. وبعد الانتصار، استمتع بتلك الفترة.
وقال:
«اكتشفنا الكثير من أماكن الطعام، تجولنا في المدينة قليلًا، وركبنا المترو».
لكن الاستقبال كان مختلفًا تمامًا عند عودته إلى بلاده.
وأوضح:
«كانت جميع الصحف المحلية ومحطات التلفزيون بانتظاري في المطار لإجراء المقابلات فور نزولي من الطائرة. كان الخبر في كل مكان. وبعد أسبوع، أقمنا احتفالًا كبيرًا حضره نحو 200 شخص للاحتفال بالإنجاز».
يمكن إرسال الأسئلة و/أو التعليقات إلى أنسون عبر البريد الإلكتروني: elraincoat@live.co.uk
، كما يمكن متابعته على منصة «إكس» عبر الحساب
AnsonWainwr1ght@.