فابيو ووردلي تحدث عن أبرز الأسماء في فئة الوزن الثقيل خلال مؤتمر صحفي الشهر الماضي.
قال ووردلي:
«ما زال الناس يحتفظون ببعض الشكوك وعلامات الاستفهام، لكنني سأمحو كل ذلك في 25 أكتوبر، وعندها سيكون من غير الممكن إنكار أنني أقف كتفاً إلى كتف مع كبار الملاكِمين».
لا يزال العديد من النقاد يعتقدون أن ووردلي(19 انتصاراً – 0 هزيمة – 1 تعادل، 18 فوزاً بالضربة القاضية) يبتعد بدرجة أو درجتين عن مستوى النخبة. لكنه وعد بأنهم سيكتشفون الحقيقة بالطريقة الصعبة قريباً، عندما يواجه البطل السابق المتجدد
جوزيف باركر(36 انتصاراً – 3 هزائم، 24 فوزاً بالضربة القاضية)
مساء السبت في صالة O2 أرينا في لندن.
جوستيس هوني كان قد اكتشف ذلك بنفسه، ولكن بالطريقة الأقسى، في 7 يونيو.
في تلك الليلة، منح الحكمان باويل كارديني وفرلين مارش الجولة الثانية لصالح ووردلي، بينما أعطى بوب ويليامز وكارديني الجولة الثالثة له أيضاً. وباستثناء تقاسم جولتين، كان هوني في طريقه لتحقيق أفضل فوز في مسيرته.
لكن ووردلي جعل بطاقات النقاط المنحازة (88-83، 89-82، 89-82) بلا قيمة، بعدما وجه ضربة قاضية مذهلة لا تُنسى، أطلقت العنان لفرحة عارمة في ملعب بورتمن رود في إبسويتش، ليحسم عودةً درامية إلى موطنه بانتصار مثير في الجولة العاشرة.
بعد أن هدأ الغبار واحتضن فابيو ووردلي تجربة الأبوّة في وقت لاحق من ذلك الشهر، ما هو أول شيء خطر بباله عندما شاهد فوزه الأخير مرة أخرى؟
قال ووردلي لمجلة
ذا رينج، وهو يضحك نصف ضحكة قبل أن يصبح جاداً وهو يتحدث عن الانتقادات التي سمعها كثيراً في السنوات الأخيرة:
«إنني تلقيت الكثير من اللكمات».
وأضاف:
«أنا دائماً أكبر ناقد لنفسي من هذه الناحية. يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن أستطيع مشاهدة النزال مجدداً، لأن في تسع مرات من أصل عشر أكون غير راضٍ عن بعض الأمور. أما ذلك النزال [أمام هوني]، فكانت هناك الكثير من الدروس المستفادة — أشياء فعلتها بشكل جيد وأخرى لم أفعلها جيداً إطلاقاً — لكنه أعدّني بشكل أفضل مما لو كنت قد اجتزته بسهولة خلال بضع دقائق».
خلفية جوستيس هوني الهاوية الواسعة — من فئة وزن 132 رطلاً حين كان صبياً إلى نهائي التصفيات الأولمبية بعد ثماني سنوات — أخذته إلى أنحاء العالم. وإنهاء مشواره الهاوي بخسارة أمام بطل أولمبي لاحق مرتين،
بخودير جلالوف، ليس بالأمر المخزي.
أما خلفية ووردلي في الملاكمة البيضاء (الهاوية غير الاحترافية) فهي معروفة جيداً، وليس مفاجئاً أن يتأمل النزال الذي منحه أكبر درس في مسيرته حتى الآن.
قال ووردلي:
«نزال
فرايزر كلارك الأول. كان أول اختبار حقيقي لي، حيث وجدت نفسي في معركة صعبة لأسباب مختلفة. واجهت خصماً قوياً وصلباً ويتمتع بمهارات ملاكمة جيدة، وكان النزال متقلباً ذهاباً وإياباً على مدى 12 جولة، تعرضت خلالها لجرح، ولم تسر الأمور كلها كما خططنا. اضطررت للتعامل مع الكثير، وتتعلم عن نفسك أشياء كثيرة أثناء تلك اللحظات».
وكما هو الحال مع هوني، فإن فرايزر كلارك كان هاوياً بارزاً، شارك في الأولمبياد المذكورة آنفاً، وحصد الميدالية البرونزية بعد خسارته في نصف النهائي أمام جلالوف، قبل أن يتحول إلى الاحتراف في سن الثلاثين.
أما أطول مدة خاضها ووردلي في نزال، فكانت في النزال الذي سبق ذلك، عندما دافع للمرة الأولى عن لقبه البريطاني أمام
ديفيد أدليي(14 انتصاراً – 2 هزيمتان، 13 فوزاً بالضربة القاضية) في الرياض، السعودية، قبل خمسة أشهر فقط.
وقال روبرت هودجينز، مرشد ووردلي منذ الطفولة ومدربه منذ زمن طويل، لصحيفة ذا صن هذا الأسبوع إنهم بدأوا بالفعل بالتخطيط لمواجهة جوزيف باركر المستقبلية منذ تلك الليلة، حين شارك ووردلي في البطاقة التمهيدية لنزال تايسون فيوري ضد فرانسيس نغانو.
حقق ديفيد أدليي بعض اللحظات الناجحة في الجولات الثلاث الأولى، قبل أن يفرض فابيو ووردلي سيطرته الكاملة على النزال ويقوده إلى نهاية حاسمة بضربة قاضية قاسية في الجولة السابعة. ويصادف هذا الشهر مرور عامين على تلك المواجهة، حيث أصبح ووردلي على بُعد فوز واحد من فرصة المنافسة على الألقاب الموحدة، بينما يستعد أدليي لإعادة بناء مسيرته وسط أجواء دافئة في وطن والده، نيجيريا، في 19 ديسمبر.
وخلال التحضيرات لمواجهته المنتظرة ضد النيوزيلندي جوزيف باركر في الحدث الرئيسي عبر خدمة
DAZN Pay-Per-View، تم تداول قصة عن أن ووردلي كان قد شاهد فوز
أنتوني جوشوا بالنقاط على باركر قبل سبع سنوات كـ«مشجع عادي» للملاكمة في أحد الحانات بمدينة إبسويتش.
لكن ما لا يتم ذكره كثيراً هو أن رسالة مفاجئة على فيسبوك، كُتبت بإنجليزية مكسّرة من شخص مجهول، قادته للسفر إلى كييف في أوكرانيا من أجل المشاركة في تدريبات السبارينغ مع بطل الكروزرفيت الموحد آنذاك،
أولكساندر أوسيك.
كان أوسيك حينها يستعد لآخر نزال له في وزن 200 رطل ضد توني بيلو في نوفمبر من ذلك العام، وقضى ووردلي ثلاثة أسابيع في معسكره التدريبي، ووصف التجربة بأنها «مذهلة»، مؤكداً أنها منحته الدافع للاستمرار في رحلته الاحترافية.
وبوجود المنافس المخضرم
ديليان وايت في زاويته، دخل ووردلي سريعاً دائرة الضوء عبر العروض المنتظمة لشركة Matchroom في مختلف أنحاء إنجلترا، وسرعان ما أصبحت مقاطع أبرز لقطاته تنتشر بلا توقف. بعد ذلك، وقّع عقداً كاملاً مع شركة Queensberry — كما وعد أدليي قبل نزالهما — واستمر في اجتياز كل اختبار، رغم أن المنطق كان يوحي بالعكس.
وعندما سُئل: متى تحوّل تفكيره من «ربما أستطيع فعل هذا» إلى «أنا أنتمي إلى هنا»؟
ضحك ووردلي قائلاً:
«لا أعرف إن كان قد تغيّر فعلاً بعد. ربما شعرت بأنني أنتمي عندما فزت بلقب بريطانيا ودافعت عنه. في مكانٍ ما بين ناثان غورمان وأدليي، قدمت أداءات جيدة كنت راضياً عنها، وحققت لقب بريطانيا الذي يعرف الجميع أنه حزام مرموق ومحبوب للغاية، ويحتاج إلى مستوى عالٍ من الجودة للفوز به. كنت فخوراً جداً. عندها شعرت أنني أنتمي إلى هنا وأني جزء من هذه القمة».
مواجهته النارية مع ناثان غورمان في نوفمبر 2022، والتي انتهت في ثلاث جولات فقط، كانت من أكثر النزالات إثارة، وجاءت ضمن البطاقة التمهيدية لنزال ديليان وايت ضد جيرمين فرانكلين، قبل أن يشارك بعد خمسة أشهر كدعم رئيسي في عودة أنتوني جوشوا إلى الحلبة أمام منافس أمريكي.
كان على أنتوني جوشوا أن يعيد بناء نفسه بعد أن أكمل أولكساندر أوسيك الثنائية أمامه، بتحقيق انتصارين متتاليين بالنقاط على مدى 12 جولة، يفصل بينهما عام واحد، ليؤكد بذلك مكانته كملك جديد لفئة الوزن الثقيل.
فالوقت لا ينتظر أحداً. جوزيف باركر، الذي فاز بلقب العالم لمنظمة الـWBO ودافع عنه ثم خسره، وذلك قبل أن يُذكر اسم فابيو ووردلي حتى كمنافس محتمل، لا يستطيع تحمل خسارة جديدة في هذه المرحلة، خاصة بعد سلسلة من ستة انتصارات متتالية تحت إشراف مدربه آندي لي.
ومع ذلك، فإن باركر، البالغ من العمر 33 عاماً، هو العقبة الوحيدة الآن التي تقف بين ووردلي وفرصته لمواجهة زميله السابق في تدريبات السبارينغ العام المقبل.