لم تمر سوى بضعة أسابيع على هزيمته أمام أرنولد باربوزا جونيور، حتى قرر جاك كاتيرال القيام برحلة فردية إلى فيلادلفيا، بنسلفانيا، حاملاً معه بالكاد أكثر من معدات التدريب، على أمل أن تساعده هذه الخطوة في محو الإحباط.

كان كاتيرال المرشح الأوفر حظًا للفوز على باربوزا في مانشستر يوم 15 فبراير، لكنه خسر بقرار منقسم بعد أداء باهت في نزالهما الحاسم. وقال كاتيرال: "كنت ألوم نفسي، شعرت أنني منحتُه الفوز."

وبينما مضى باربوزا ليواجه تييوفيمو لوبيز على لقب الـWBO للوزن الخفيف الممتاز في عرض غير مسبوق أقيم بساحة تايمز سكوير في نيويورك، كان على كاتيرال أن يتأمل تداعيات هزيمته الثانية في مسيرته الاحترافية.

مع ذلك، لم تكن هناك مؤشرات على أنه يعيش أزمة نفسية، ولا حتى تفكير جدي في الاعتزال. وبدلاً من ذلك، حزم كاتيرال حقائبه وتوجه إلى أمريكا بحثًا عن "تذكير" بما يجعله يستمر.

قال كاتيرال لمجلة ذا رينج:

"كانت الرحلة في الواقع خلال الأسابيع التي سبقت حدثذا رينج في تايمز سكوير. عدت إلى الطريق الصحيح، وسافرت إلى أمريكا من أجل التدريب وخوض نزالات تدريبية، وشاركت الحلبة مع عدد من الملاكمين الجيدين. قمت بذلك لأُذكّر نفسي أنني أنتمي إلى هذا المستوى الجيد، وأنني سأعود لأُصحح الأمور."

وأضاف:

"ذهبت إلى فيلادلفيا، وقضيت بعض الوقت في نيويورك أيضًا. تدربت في صالة جيم بوتس إينيس، وفي صالة داني غارسيا. سافرت وحدي، دون أي مشتتات، فقط تدريب ونزالات.

استمتعت بذلك، وكنت بحاجة إلى هذا الوقت القصير لنفسي. ثم عدت إلى المنزل وبدأت العمل بكل قوة."

وعندما سُئل عمّا إذا كان الملاكمون الآخرون في الصالات يعرفون من هو عندما دخل عليهم، قال كاتيرال (31 عامًا):

"دخلت بأدب، وحاولت أن أكون متحفظًا قليلًا. لكن كما تعلم، هذه الأماكن لها طبيعتها الخاصة. فورًا سألوني: 'معك معدات السبارينغ؟'"

قال كاتيرال:

"بالطبع كانت معي معدات السبارينغ، فهذا هو سبب وجودي هناك. حصلت على الكثير من العمل."

كانت تلك الخطوة بمثابة عودة إلى الجذور بالنسبة لكاتيرال، الذي كان قد سافر إلى أمريكا قبل عشر سنوات ليخوض تدريبات مع أسطورة الملاكمة فلويد مايويذر، الذي كان حينها يستعد لمواجهة مقاتل أعسر آخر، ماني باكياو. كانت تجربة لا تُقدّر بثمن بالنسبة للشاب القادم من تشورلي، والذي لم يكن قد بلغ حتى السن القانونية لشرب الكحول في الولايات المتحدة آنذاك.

وأضاف كاتيرال:

"بين عامي 2012 و2015 قضيت وقتًا طويلًا في أمريكا، والعديد من نزالاتي التدريبية المبكرة كانت هناك. خضت سبارينغ مع فلويد استعدادًا لنزال باكياو، وخضت سبارينغ أيضًا مع كانيلو قبل نزال جيمس كيركلاند.

العودة هذه المرة شعرتني وكأنني أعيد إحياء تلك الأيام. تحدثت مع مدربيّ، جيمي مور ونايجل ترافيس، وكانا داعمين تمامًا. قلت لهم: ’اسمعوا، أنا ذاهب لأخذ بعض الوقت لنفسي، أقابل أشخاصًا جدد، أزور بعض الصالات، أتعلم أشياء جديدة، وقت للتأمل والعمل الجاد.'”

وبعد أسابيع قليلة من عودته، تم الإعلان أخيرًا عن توقيع النزال المنتظر مع هارلم يوبانك بشكل رسمي. وبعد أن خاض نزاليه السابقين في قاعة Co-op Live الجديدة في مانشستر، تأكد أن المواجهة مع يوبانك ستُقام على الجانب الآخر من المدينة في القاعة الأشهر AO Arena (مانشستر أرينا).

وكانت أول مرة يظهر فيها كاتيرال في هذه القاعة عام 2014، عندما فاز بلقب المنطقة الوسطى بعد إيقاف خصمه في الجولة الثانية، في أول نزال له كان مقررًا على عشر جولات. وفي نفس الليلة، كان كريس يوبانك جونيور أيضًا على البطاقة التمهيدية، لكن ابن عمه هارلم لم يكن قد خاض حتى أول نزال احترافي له، حيث بدأ مسيرته بعد ذلك بثلاث سنوات.

في الوقت الحالي، يُعد كاتيرال(30 فوزًا، 2 خسارتان، 13 بالضربة القاضية) المرشح الأوفر حظًا في أول نزال له في وزن الـويلتر، لكنه يدرك تمامًا مدى خطورة التعرض لهزيمتين متتاليتين في هذه المرحلة من مسيرته، ومدى ارتفاع الرهان في مانشستر.

وأضاف:

"عليك أن تذكّر نفسك بمدى الضرر الذي قد تُحدثه الهزيمة. أنا واقعي، وأفهم تمامًا الموقف الذي أجد نفسي فيه.

أنا قادم من هزيمة أمام باربوزا، وتلقي هزيمتين متتاليتين لن يكون في صالحي أبدًا، وأدرك أن الطريق للعودة بعدها سيكون صعبًا. لكن هذا بالضبط ما أعاد لي الحافز والشغف. كان بإمكاني قبول نزال من 10 جولات على بطاقة تمهيدية في مكان ما.

لكن هل هذا كان سيقرّبني فعلًا من المكان الذي أطمح إليه — نحو النزالات الكبيرة؟ لا أعتقد ذلك. الفوز هنا يمكن أن يعيدني إلى الطريق الصحيح، ومن يدري؟ ربما أعود إلى أمريكا لخوض نزال حقيقي هذه المرة."