فوز جيرون إنيس بالضربة القاضية في الجولة الأولى على ويسما ليما نهاية الأسبوع الماضي كان بمثابة نعمة ونقمة في آنٍ واحد بالنسبة لفئة وزن المتوسط الخفيف.

فمن جهة، سيكون فريق إنيس الآن تحت رقابة متزايدة للعثور على خصم أكثر تكافؤًا ومناسبًا، بعد أن بات من المألوف رؤية خصوم دون المستوى في سجله الاحترافي الذي يمتد لتسع سنوات.

لكن من جهة أخرى، لو كان إنيس قد قدّم أداءً دفاعيًا هشًا كالذي ظهر به في سلسلته المكونة من نزالين ضد كارين تشوخادجيان، لربما أصبح خصمًا "أسهل" وأكثر جاذبية للمتصدرين والمنافسين على الألقاب، مما يزيد احتمالية مواجهته من قبل أسماء كبيرة.

بدلاً من ذلك، فضّل مروّجه إيدي هيرن أن يدفع بنجمه القادم من فيلادلفيا بكل قوة، كما هو متوقَّع، ووجه تحديًا علنيًا لبقية الأبطال والمنافسين.

الهدف الأول: فيرجيل أورتيز، وإن تعذّر ذلك، فليكن أي من الأبطال الآخرين.

بطل الـIBF، بَخرام مرتزَلييف(23 انتصارًا – 0 هزائم، 17 بالضربة القاضية)، عبّر بالفعل عن رأيه بخصوص اختيار جيرون إنيس لمنافسه الأخير، مشكّكًا في جدوى التصريحات العلنية ما لم تتحول إلى مواجهات حقيقية على أرض الواقع.

أما بطل الـWBO، زاندر زاياس، فيستعد لخوض نزال دفاعي على أرضه في الربع الأول من عام 2026، بينما تمت إعادة جدولة نزال سيباستيان فوندورا وكيث ثورمان إلى أواخر يناير، بعد تعرّض فوندورا، حامل اللقب، لإصابة في اليد.

هذا يترك بطل الـWBC المؤقت فيرجيل أورتيز، الذي يتصدّر عرض Golden Boy على منصة DAZN ضد إريكسون لوبيْن يوم 8 نوفمبر، بالإضافة إلى البطل الجديد في تصنيف WBA، عباس باراو، كأبرز خيارين متاحين أمام إنيس لنزاله القادم.

اللافت أن باراو لا يحظى باحترام أو اعتراف كافٍ حتى الآن، وهو أمر لا يُفاجئ من يتابع المشهد.

فمثلاً، إيدي هيرن أخطأ في نطق اسمه مرارًا — سواء في البث المباشر للنزال الأخير أو في المؤتمر الصحفي بعده. كما أن شخصيات نافذة أخرى في عالم الملاكمة ما زالت غير مقتنعة بمستوى الملاكم الألماني بين النخبة، بل إن كثيرين لم يشاهدوا له نزالًا كاملًا، واكتفوا بلقطات من آخر مواجهة له.

جدير بالذكر أن نزال إنيس – ليما، الذي أُعلن سابقًا كـ"مواجهة إقصائية"، تم ترقيته قبل أسبوع فقط إلى نزال على اللقب المؤقت للـWBA، ما يجعل إنيس فعليًا الأول في ترتيب المنافسين لباراو، البالغ من العمر 30 عامًا.

ومع ذلك، يمكن لإنيس أن يخوض دفاعًا طوعيًا أولًا، أو يسعى لتوحيد الألقاب في اتجاه آخر.

لكن أولًا، على عباس باراو(17 انتصارًا – 1 هزيمة، 9 بالضربة القاضية) أن يحسم أمره بشأن الطاقم التدريبي الذي سيقوده خلال المرحلة المقبلة.

كان روبرتو إزناجا المدرب الرئيسي في زاوية عباس باراو خلال فوزه المفاجئ بقرار الحكام بعد 12 جولة على يوينيس تيليز في 24 أغسطس. ومع ذلك، كما ذكر لاحقًا لوسائل الإعلام الألمانية، لم يكن هذا هو الخطة الأصلية بعد انفصاله مؤخرًا عن المدرب الوطني الكوبي السابق خورخي روبيو

باراو كشف في حوار مع مجلة ذا رينج أن الطاقم الذي رافقه ليلة النزال كان تشكيلة "طارئة":

"الناس لا تعرف، لكن من كانوا في الزاوية وقت النزال هم أصدقائي من النادي — قضينا الأسابيع الخمسة الأخيرة سويًا. لم يكن هذا هو المخطط الأصلي، لكني اضطررت لاتخاذ قرار طارئ حتى لا يُلغى النزال."

وأضاف:

"أنا لا أستمع للضجيج الخارجي. لدي قناعة قوية، وما يُقال لا يصل إليّ. اضطررت لتحمّل المسؤولية الكاملة، والحمد لله أن روبرتو، لويس، وصديقي جوزيف — الذي تولى الترجمة لأن روبرتو لا يتحدث إلا الإسبانية — كانوا بجانبي. وجودهم ساعدني أكثر مما يمكنكم تخيله."

كل هذه الظروف تجعل فوزه المفاجئ على تيليز — الذي كان يُعتبر آنذاك بطلاً مؤقتًا — أكثر إثارة للإعجاب

عباس باراو، الذي أصبح الآن وكيلًا حرًا بعد انتهاء عقده مع Wasserman Boxing، يواجه مرحلة مفصلية في مسيرته — ليس فقط داخل الحلبة، بل على صعيد الترويج، التدريب، وتحديد وجهته المقبلة.

بعد أن استفاد من إقامته في الولايات المتحدة خلال العامين الماضيين، بدا من المناسب أن تأتي أكبر فرصة في مسيرته هناك.

قال باراو:

"كنت أخطط لخوض نزال دفاعي في نهاية العام، أو ربما نزال توحيد ألقاب مباشرة.

كل شيء يعتمد على ما يمكن تنفيذه بسرعة، وأي مروّج يمكنه تقديم العرض المناسب."

أبدت استعدادها للتعاون معه" بوكسينج رووم"، بشرط أن يواجه جيرون إنيس.

ورغم إشادته بالأخوين نيشي وكالي زاورلاند، إلا أن شركة Wasserman عانت من ضعف في جدول النزالات مؤخرًا، وهناك شكوك حول قدرتهم على الاحتفاظ بالمواهب الكبرى.

لكن بالنسبة لباراو، هذه ليست مشكلة سيئة:

"هذه بداية شيء أكبر — المكان الذي كنت أطمح دائمًا للوصول إليه.

لا تزال عقليتي كما هي، ولا يزال الجوع كما هو. كل شيء أصبح أقرب، أحلامي أصبحت أكبر، واستعدت متعتي في الملاكمة. الآن يجب أن أستمر في المطاردة."

من أين جاءت هذه المتعة المتجددة بالملاكمة؟

يُجيب باراو:

"من وقتي في أمريكا.

جئت إلى ميامي — عائلتي تعيش في تامبا — لكنني دائمًا أعتمد على نفسي. كوّنت صداقات جديدة، وتأقلمت مع المدينة وتعلمت عاداتها.

يوجد هناك منافسون عالميون في كل مكان، وكل شخص موهوب. المدينة تعيش الملاكمة."

ويُضيف:

"حتى في نزال أورلاندو، جاءني أناس لدعمي قالوا لي: أنت الطرف الأضعف، لكننا نؤمن بك.

آخرون تواصلوا معي لاحقًا وأصبحوا يتابعون أسلوبي ويقدّرونه.

لقد قمت بالعمل — والآن بدأت النتائج تزهر."

خمسة أعوام مرّت على خسارته الوحيدة في مسيرته أمام جاك كولكاي في أغسطس 2020.

ويبدو اليوم أنه يعيش لحظة مفصلية تؤكد كم كان مصممًا على الوصول إلى القمة.

"خضت ذلك النزال بإشعار ستة أسابيع فقط ومع مدرب جديد.

لم أحصل على قرار الفوز، لكنني لم أستطع الانتظار لتجاوز تلك الهزيمة.

أردت أن أثبت أنني على الطريق الصحيح، وأن أتعلم عن نفسي — وتأكدت أنني أستطيع أن أخوض 12 جولة، وأنني أستحق مكاني بين النخبة."

ويتابع:

"كان عليَّ أن أتحلى بالصبر. كثير من النزالات تم إلغاؤها، لكنني أعتبرها نعمة.

قضيت معسكرات تدريبية كاملة من دون نزال، وهذا ليس سهلًا، لكنني كنت واثقًا أن لحظتي ستأتي — وها هي قد أتت."

منافسة محتدمة على لقب 154 رطل

يتحدث باراو بإعجاب عن زاندر زاياس، بطل الـWBO الذي بدأ معه التمرين المشترك في ميامي قبل عامين.

ولكن، كما يقول، الأمور تتغير بسرعة في عالم الملاكمة:

"اليوم نتدرب سويًا، وغدًا نجد أنفسنا على ملصق نزال وهمي كخصمين، تحت شعار المُطارَدين، من قِبل بطل عالمي موحّد يسعى للهيمنة على وزن 154 رطل."

وفي ختام حديثه، يُلخّص باراو وضع القسم بالكامل:

"نحن جميعًا نُطارد نفس الهدف، نفس الحلم.

جيرون إنيس موهبة عظيمة، وبَخرام مرتزلييف تم تجنبه، وأعتقد أن فيرجيل أورتيز سيكون قويًا جدًا على إريكسون لوبيْن.

هذه الفئة تعجّ بالمواهب القوية — والآن حان دوري لأُثبت أنني خطر على الجميع.