مانشستر، إنجلترا - كانت الليلة بمثابة احتفاء بمسيرة ديريك تشيسورا، الملاكم البريطاني المخضرم الذي خاض خلال 18 عامًا نزالًا تلو الآخر، محققًا العديد من الانتصارات وعانى من الهزائم أيضًا، إلا أنه ظل أحد أكثر الملاكمين شعبية في الوزن الثقيل. سافر العديد من المشجعين من مختلف أنحاء البلاد ليشهدوا ما يُعتقد أنه ظهوره الأخير على الأراضي البريطانية، مقدمين له التقدير كأحد رموز الملاكمة الوطنية.

دخل تشيسورا البالغ من العمر 41 عامًا (36 انتصارًا، 13 هزيمة، 23 بالضربة القاضية) إلى حلبة "كو-أوب لايف أرينا" متأثرًا بالموقف، حيث ذرفت عيناه الدموع عند دخوله الحلبة، مدركًا حجم اللحظة. وبعد نزال شاق من 12 جولة، خرج منتصرًا رغم تعرضه لقطعين فوق كلتا عينيه، حيث أسقط خصمه السويدي أوتو والين (27 انتصارًا، 3 هزائم، 15 بالضربة القاضية) مرتين، في الجولتين التاسعة والثانية عشرة، ليحقق فوزًا مستحقًا بقرار إجماعي (109-117، 112-114، 110-116) في نزال تصفية للمنافسة على لقب الاتحاد الدولي للملاكمة (IBF) للوزن الثقيل.

تم بث الحدث عبر TNT Sports في المملكة المتحدة وDAZN في الولايات المتحدة وأيرلندا.

منذ اللحظات الأولى، بدأ تشيسورا بالضغط على والين، محاولًا دفعه إلى الحبال، وسط متابعة من نجوم الملاكمة، بمن فيهم ديلان وايت وجو جويس، الذين كانوا على بعد أقدام قليلة من الحلبة.

وجه تشيسورا سلسلة من خمس لكمات متتالية، تبعها بالتحام وفصل سريع، قبل أن ينخفض بجسده بزاوية منخفضة ليشن هجومًا آخر من أربع لكمات، بينما بدا والين بحاجة إلى وقت للتكيف مع الإيقاع القوي للنزال.

في الجولة الثانية، تبادل الملاكمان اللكمات القوية، لكن تشيسورا كان الأكثر نجاحًا، حيث اخترق دفاع والين العالي بفعالية، موجهًا ضربات قوية من المسافة القريبة.

في الدقيقة الأولى من الجولة الثالثة، وجه الحكم جون لاثام تحذيرًا لتشيسورا بسبب ضربات خلف الرأس، لكن الأخير رد بالطريقة التي اعتادها، مسددًا ضربتين قويتين بيمناه، ليغادر والين الجولة متعبًا بعد تلقيه لكمات لم يكن يرغب بالمزيد منها.

رغم محاولة والين استخدام اللكمة الأمامية والعمل على الخط الخلفي، إلا أن قوة لكماته لم تكن كافية لإبقاء تشيسورا بعيدًا. بعد أن فقد توازنه أكثر من مرة، حاول والين استنزاف طاقة خصمه في الجولة الرابعة عبر الضغط عليه والاحتماء بجسده.

في الجولة الخامسة، عاد تشيسورا لشن هجمات عنيفة بخطافاته القوية، لكن والين نجح في الصمود. وفي بداية الجولة السادسة، أوقف الحكم النزال مؤقتًا لاستشارة الطبيب، حيث بدا تشيسورا يومض بعينه اليمنى بسبب قطع خطير أسفلها.

بعد التأكد من جاهزيته للمتابعة، تعالت أصوات الجماهير دعمًا له، بينما وجد والين في الإصابة هدفًا واضحًا، إذ بدأ بتوجيه ضربات دقيقة نحو الجرح، مما جعل تشيسورا يعيد التفكير قبل الانخراط في تبادلات قريبة.

نفذ تشيسورا مجموعة من اللكمات القوية في الجولة السابعة، بينما استمر والين في الرد بذكاء، لكنه بدا مرتاحًا أكثر مما ينبغي. وقبل نهاية الجولة، باغته تشيسورا بهجوم مفاجئ عند زاويته الخاصة، لينهمر الدماء على الحلبة، إيذانًا بدخول النزال مرحلة الحسم. كانت الليلة بمثابة احتفاء بمسيرة ديريك تشيسورا، الملاكم البريطاني المخضرم الذي خاض خلال 18 عامًا نزالًا تلو الآخر، محققًا العديد من الانتصارات وعانى من الهزائم أيضًا، إلا أنه ظل أحد أكثر الملاكمين شعبية في الوزن الثقيل. سافر العديد من المشجعين من مختلف أنحاء البلاد ليشهدوا ما يُعتقد أنه ظهوره الأخير على الأراضي البريطانية، مقدمين له التقدير كأحد رموز الملاكمة الوطنية.

استهل تشيسورا الجولة الثامنة بضربة خطافية يسرى قوية، أعقبها بوابل من الهجمات العنيفة، في حين اكتفى والين بالرد بما يكفي لإبقاء الحكم بعيدًا عن التدخل. ومع ذلك، تلقى البريطاني تحذيرًا متأخرًا بسبب توجيه ضربات منخفضة غير قانونية.

في اللحظات الأخيرة من الجولة، بدت علامات الإرهاق جلية على تشيسورا، مما أثار التساؤلات حول ما إذا كان قد استنفد طاقته بالكامل. لكنه سرعان ما بدد تلك الشكوك مع انطلاق الجولة التاسعة، حيث وجه لكمة يمينية مرتفعة قوية أطاحت بتوازن والين وأسقطته أرضًا للمرة الأولى في النزال. رغم ذلك، بات واضحًا أن تشيسورا بات يقاتل بحذر، مع إبقاء نظره على عقارب الساعة.

تتراجع البريطاني إلى زاوية السويدي في النصف الأخير من الجولة العاشرة، وبدا شارد الذهن مع انطلاقتها، مما دفع أحد الإعلاميين على الطاولة الجانبية للتساؤل عمّا إذا كانت هذه هي الجولة الأخيرة. لكن سرعان ما جاء التوضيح بأن النزال يُعدّ تصفية على لقب الـIBF، ولا تزال هناك جولتان متبقيتان، ما يترك المجال مفتوحًا لأي تحول كبير في مجريات النزال.

واصل تشيسورا استخدام لكماته المباشرة على الجسد بفعالية، بينما اعتمد والين على حراسته العالية لتفادي الضربات القوية. وفي إحدى اللحظات، تظاهر تشيسورا بالتعب في زاوية خصمه، لكنه كان متأثرًا بالفعل، وبحاجة إلى تجنب التراجع نحو الحبال حتى لا يُعطي والين فرصة للهجوم.

حاول والين التحرك والمراوغة، لكن الضغط المدروس من تشيسورا جعل هذه الاستراتيجية بلا جدوى، حيث كان يتقدم حينما يريد ويفرض إيقاعه.

في الجولة الأخيرة، بدأت عينا تشيسورا تنغلق، كما بدا ذراعه الأيسر متأثرًا، لكنه واصل تسديد الضربات القوية دون تراجع. احتاج والين إلى ما هو أكثر من مجرد تبادل اللكمات الأمامية، لكنه وجد نفسه مضطرًا للنهوض مجددًا بعد سقوطه في اللحظات الأخيرة، قبل أن يصمد حتى سماع الجرس الختامي عقب تلقيه لكمة قوية أخرى من تشيسورا.

بعد النزال، انضم إلى تشيسورا في الحلبة عدد من الشخصيات البارزة في مشهد الموسيقى البريطانية، لمرافقته في نداء ترويجي مخطط له مسبقًا. استهدف خلاله البطل الموحد أولكسندر أوسيك، وصديقه المقرب أنتوني جوشوا، وحامل لقب الـIBF دانييل دوبوا، قبل أن يوجه إشادة خاصة بمدربه الأول جون أوليفر.

بطل بريطانيا السابق في الوزن المتوسط، ناثان هيني (18 انتصارًا، 1 هزيمة، 2 تعادل – 6 بالضربة القاضية)، بدأ النزال بشكل جيد، وسط أجواء صاخبة من جماهيره القادمة من ستوك. لكن سرعان ما خيم الصمت على القاعة بعدما قدم حامل اللقب الوطني الفرنسي، صوفيان خاتي (18 انتصارًا، 5 هزائم – 7 بالضربة القاضية)، أداءً ذكيًا، محققًا انتصارًا بالضربة القاضية الفنية في الجولة السابعة، ليضع مستقبل البريطاني البالغ من العمر 35 عامًا على المحك.

شهدت بداية المواجهة موقفًا غير معتاد، حيث اضطر هيني إلى تغيير أحد قفازيه في الحلبة قبل انطلاق النزال ، وكأنها إشارة مبكرة إلى ليلة مليئة بالاضطرابات في الحدث المشترك.

بعد تعرضه لأول خسارة في مسيرته الاحترافية في نزاله الأخير، دخل هيني المواجهة بحماس، مستفيدًا من دعم جماهيري ضخم. ورغم بداية هجومية مبشرة، تضمنت لكمات يمنى قوية و نية واضحة للهيمنة، بدأ يواجه صعوبة مع ازدياد ثقة خاتي وتقدمه بثبات.

بين الجولات، حذره مدربه الرئيسي، ستيف وودفاين، قائلًا: "إنه عنيف، لا تمنحه أي مساحات، أنت تفوز بالاعتماد على اللكمة الأمامية – لا تعقد الأمور"، قبل بداية الجولة الرابعة. لكن بحلول هذه المرحلة، كان خاتي قد وجد ثغرات دفاعية في خصمه، خصوصًا عبر لكماته اليمنى، مما أدى إلى تورم وجه هيني واحمراره عند الحاجب الأيسر والأنف.

مع بداية الجولة الخامسة، بدا أن الفرنسي أصبح الطرف المسيطر، ومع تغير مجريات النزال، وجه خاتي ضربتين يساريتين خطافيتين قويتين كادتا أن تطيحا بهيني، لولا أن الحبال أنقذته من السقوط، بينما اشتعلت زاوية خاتي حماسًا، ووقف فريقه احتفالًا بتفوق ملاكمهم.

وقبل انطلاق الجولة السادسة، وجه وودفاين توبيخًا حادًا لهيني، منتقدًا تركه لدفاعه مكشوفًا بسبب خفض يديه. ورغم موافقة هيني على التوجيهات، استمرت التساؤلات حول مدى تحمله، خاصة مع ضغط خاتي المكثف على جسده.

في بداية الجولة السابعة، تلقى هيني وابلًا من اللكمات أسقطه أرضًا بقوة. منح الحكم، بوب ويليامز، الملاكم البريطاني وقتًا كافيًا للتعافي، بينما كان واقي فمه ملقى على أرضية الحلبة، في إشارة إلى حالة الإعياء التي وصل إليها. لكن بعد استئناف النزال ، لم يتوقف خاتي عن توجيه اللكمات ، ليعلن الحكم نهاية النزال، في ختام ليلة كارثية بالنسبة لهيني.

الوزن الخفيف المتوسط : جاك رافيرتي فاز بالضربة القاضية الفنية في الجولة السابعة (1:37) ضد ريس ماكميلان.

الوزن خفيف الثقيل: زاك باركر فاز بقرار إجماعي (92-98، 93-98، 94-97) ضد ميكائيل ديالو.

وزن الريشة: زاك ميلر فاز بقرار الأغلبية (114-114، 114-115، 113-115) ضد مسعود عبد الله، ليحصد لقبي بريطانيا والكومنولث.

الوزن الثقيل: لويس ويليامز فاز بقرار إجماعي من أربع جولات (36-40) ضد كريستيان أوواكا.

الوزن المتوسط: والتر فيوري فاز بقرار إجماعي من أربع جولات (37-40) ضد جو هاردي.

الوزن المتوسط: جو كوبر فاز بقرار إجماعي من أربع جولات (36-40) ضد أرتيوم سباتار.

الوزن فوق الريشة: جيرمين دليوايو فاز بقرار إجماعي من أربع جولات (36-40) ضد مارك باتلر.