عندما وقّع ديميتري ساليتا لأول مرة عقد الترويج المشترك مع
سوبرييل ماتيوس لصالح شركة "ساليتا بروموشنز"، كان يعلم جيدًا أنه يريد أن يأخذ بطل وزن 140 رطل السابق إلى الأماكن التي أثبت فيها العديد من الأبطال البورتوريكيين جدارتهم عبر التاريخ.
لطالما كانت نيويورك بمثابة موطن ثانٍ لأبرز ملاكمي بورتوريكو، ورغم أن ماتيوس لم يخض أي نزال فيها سابقًا، فقد شكّل ملعب "لويس أرمسترونغ" في نيويورك خلفية مثالية لأفضل انتصار في مسيرته، حيث
انتصر بقرار الأغلبية بعد 12 جولة على ألبيرتو بويّو وتوّج بلقب مجلس الملاكمة العالمي (WBC) في وزن 140 رطل.
وبهذا الفوز، أصبح ماتيوس بطلًا عالميًا في وزن 140 رطل للمرة الثانية.
قال ساليتا لمجلة "ذا رينج" : "عندما تضع خطة وتتحقق كما رسمتها، فإن ذلك يمنحك شعورًا رائعًا. وهذه إحدى تلك اللحظات. نظمنا له نزالًا في فاخاردو، بورتوريكو — مسقط رأسه — وكان الهدف بعد ذلك هو خوض نزال في نيويورك، لربطه بالجمهور البورتوريكي المتحمّس هناك".
وأضاف: "النجوم البورتوريكيون لا يحققون كامل نجوميتهم إلا عندما يتواصلون مع المجتمع البورتوريكي العريق والمتحمّس في نيويورك. كانت ليلة مثالية بكل المقاييس. في أي ليلة، يمكن القول إن ماتيس هو أفضل ملاكم في العالم في وزن 140 رطل، وهو الآن جاهز لخوض نزالات كبرى أمام أبرز الأسماء. يذكّرني كثيرًا بتيتو ترينيداد — متواضع، وبطل الشعب — وأنا واثق من أنه لا يزال قادرًا على تقديم أداء استثنائي لسنوات مقبلة."
النزال أمام بويّو (24 فوزًا، هزيمة واحدة، 10 بالضربة القاضية) كان شديد التقارب، حيث اعتمد ماتيوس (23 فوزًا، هزيمتان، 22 بالضربة القاضية) على ضغطه المتواصل وكثافة ضرباته، بينما تمكّن بويّو في فترات عدة من فرض أسلوبه عبر تحركاته الذكية، وهجماته المرتدة، وقدرته على كسر إيقاع خصمه.
وفي ست جولات من أصل 12، لم يتجاوز الفارق في عدد الضربات المسددة بين الملاكمين أربع ضربات، مما يُبرز مدى تقارب المستوى بينهما طوال النزال.
وقد سجل ماتيوس 255 ضربة ناجحة من أصل 766 (بنسبة دقة 33%)، بينما سجل بويّو 267 ضربة من أصل 735 (بنسبة 36%)، وتفوّق ماتيوس في الضربات القوية بفارق طفيف (210 مقابل 205). وفي النهاية، كانت عدوانية ماتيوس وضغطه المستمر كافية لإقناع حكمين (113-115)، بينما سجّل الحكم الثالث التعادل (114-114).
وقبل أن يجفّ العرق عن جبين ماتيوس بعد هذا النزال المتكافئ، أعلن معالي المستشار تركي آل الشيخ أن صاحب الـ33 عامًا
سيخوض أول دفاع عن لقبه أمام متحدّيه الإجباري دالتون سميث (18 فوزًا-دون هزيمة، 13 بالضربة القاضية) يوم 22 نوفمبر المقبل في عرض "رينج IV" بالرياض، السعودية.
ورغم أن ساليتا كان يعلم أن سميث هو الخيار الأقرب، إلا أنه لم يكن يتوقّع أن يتم إعلان النزال بهذه السرعة – وهو نفس ما أكده إيدي هيرن، مروّج
سميث.
قال ساليتا: "لقد كان مفاجئًا أن يتم الإعلان بهذه الطريقة وفي ذلك التوقيت، لكنه في النهاية فرصة رائعة لماتيوس، وستُسهم في رفع اسمه لمستوى أعلى".
وأشار ساليتا إلى أن المفاوضات بشأن نزال ماتيوس وسميث لم تتقدم كثيرًا منذ إعلان آل الشيخ، لكنه لا يرى مانعًا من إتمام النزال كما هو مقرر طالما أن الوقت لا يزال مناسبًا قبل موعده بأربعة أشهر.
وأضاف: "أعتقد أن دالتون ملاكم جيّد، لكن ماتيوس في مستوى مختلف بدنيًا. بعد الجولة الرابعة أو الخامسة، الضغط والاستمرارية سيكونان عامل الحسم. دالتون ملاكم جيّد، وكل شيء ممكن في الملاكمة، لكني أرى أن ماتيوس هو المرشّح الأوضح للفوز".
وكان سميث، الملاكم من شيفيلد، قد حافظ على مكانته كمنافس إلزامي للـWBC بعد
فوزه بقرار إجماعي من 12 جولة على ماثيو جيرماين في 19 أبريل. وبدأ عام 2025 بانتصار قوي بالضربة القاضية في الجولة الأولى على وليد عويزة في نزال على لقب أوروبا، كما أنهى في مارس 2024 جوزيه سيبيدا بالضربة القاضية في الجولة الخامسة.
ورغم أن القتال في نوفمبر يُعدّ عودة سريعة نسبيًا بمعايير الأبطال العالميين، لا يشعر ساليتا بالقلق. بل يرى أن التتويج بلقب عالمي للمرة الثانية سيزيد من دافع ماتيوس ويُعزز حماسه لخوض نزالات كبيرة تُخلّد إرثه.
واختتم قائلًا: "أعتقد أن شعور ماتيوس كبطل عالمي يمنحه دفعة معنوية هائلة، ويشجّعه ويجعله يشعر بأنه في أفضل حالاته. هذا يفتح له أيضًا أبوابًا لجوائز مالية أفضل، واهتمام إعلامي أكبر. إنه بطل بحق، وسينعم بهذه اللحظة، وسيرغب بالعودة سريعًا".