لندن، إنجلترا – شبَّه ديليان وايت نزاله المرتقب في أغسطس أمام موسيس إيتاوما بالليلة التي خسر فيها ديفيد هاي سجله الخالي من الهزائم أمام كارل طومسون في صالة ويمبلي أرينا عام 2004.

ورغم خبرته الكبيرة على أعلى المستويات، يدخل ديليان وايت، صاحب السجل (28 انتصارًا – 4 هزائم – 1 بلا نتيجة)، نزاله يوم 16 أغسطس في الرياض بصفته الطرف الأقل حظًا أمام الشاب الواعد موسيس إيتاوما، الذي يمتلك سجلًا نظيفًا (12 انتصارًا – دون أي هزيمة – 10 منها بالضربة القاضية)، وذلك في النزال الرئيسي لبطولة كأس العالم للألعاب الإلكترونية.

قليلون يمنحون وايت، الملقب بـ"بودي سناتشر" والذي سبق له خوض نزال على لقب العالم، فرصة حقيقية أمام إيتاوما الذي يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره الخليفة المحتمل لأولكسندر أوسيك في زعامة الوزن الثقيل خلال السنوات المقبلة.

لكن وايت يؤكد أنه لا يشعر بأي تقليل من قيمته رغم التوقعات السلبية، ويقول إن خبرته الطويلة جعلته يدرك أن الآراء المسبقة لن يكون لها تأثير عندما يدق جرس البداية في ليلة النزال.

"لا أشعر بعدم الاحترام. في النهاية، لكل شخص رأيه. لقد ابتعدت عن الأضواء لفترة طويلة، بينما هو النجم الجديد الذي يخطف الأنظار، يسدد الضربات القاضية، ويثير الحماس الجماهيري. لكن ذاكرة الناس في الملاكمة قصيرة جدًا. تذكروا عندما واجه ديفيد هاي كارل طومسون؟ الجميع كان يراهن على هاي الذي كان يهيمن على خصومه، ثم جاء طومسون وقلب التوقعات تمامًا."

في تلك الليلة، دخل هاي النزال بسجل (10 انتصارات – 0 هزائم – 10 بالضربة القاضية)، وكان يخوض أول نزال من 12 جولة في مسيرته. كثيرون نصحوا طومسون، الذي كان يكبره بـ18 عامًا، بعدم القبول بالنزال خوفًا على سلامته، وحتى عائلته لم ترغب في حضور القتال.

لكن طومسون، الذي كان يبلغ 40 عامًا في ذلك الوقت، صمد أمام سيلٍ من ضربات هاي خلال الجولات الأولى، وترك خصمه ينهك قواه تدريجيًا، قبل أن يقلب موازين القتال تمامًا ويجبر الحكم على إيقاف النزال في الجولة الخامسة، ليحقق واحدة من أبرز المفاجآت في تاريخ الملاكمة البريطانية.

يقول وايت بثقة:

"بالتأكيد أنا كارل طومسون في هذا المشهد. لقد رأينا أمورًا مشابهة كثيرًا في الملاكمة: ديفيد برايس ضد توني طومسون، ومؤخرًا مارتن باكولي ضد جاريد أندرسون. هذه المفاجآت حدثت سابقًا، وقد تتكرر مرة أخرى."

ويمتلك وايت، الذي يستعد لخوض نزاله الخامس والثلاثين كمحترف، أفضلية الخبرة أمام إيتاوما. لكنه يعترف بأن الخبرة وحدها لا تحسم النزال:

"الخبرة لا تصنع الفارق إلا إذا استغللتها جيدًا أثناء القتال. لا أريد كشف تفاصيل خطتي لأن فريق إيتاوما معروف بدقة تحليله للمنافسين. ما يمكنني قوله هو أن موسى يتمتع بميزة واحدة، وهي براءة الخبرة؛ لم يُختبر بعد، لم يتعرض للألم أو للهزيمة. يعيش مرحلة مثالية مليئة بالثقة والضربات القاضية السهلة، وقد مررنا جميعًا بهذه المرحلة من قبل."

ويضيف:

"أحيانًا تكون قلة الخبرة ميزة لأنها تمنحك حماسًا وأفكارًا جديدة وطاقة لا حدود لها. موسى يمتلك هذه المزايا، يمتلك الشباب والثقة المفرطة، لكنني أمتلك خبرة السنين، وواثق تمامًا من قدراتي في الحلبة."