لندن، إنجلترا — بعد الفوز الساحق الذي حققه أولكسندر أوسيك على دانييل دوبوا، عاد التركيز مجددًا على فئة الوزن الثقيل، ويبدو أن الوقت قد حان لوريثه المرتقب كي يتصدّر الساحة.

يتبقى 26 يومًا فقط على أكبر اختبار في مسيرة موسيس إيتاوما حتى الآن، حين يواجه دِليان وايت في قاعة ANB بالرياض بتاريخ 16 أغسطس، في نزال يُنقل مباشرة عبر منصة DAZN.

هذا النزال قد يغيّر ملامح فئة الوزن الثقيل بالكامل، إذ يرشّح الكثيرون إيتاوما ليكون الخليفة القادم لأوسيك كأفضل ملاكم في الوزن الثقيل على الكوكب.

لكن وايت، الذي يصغر أوسيك بعام واحد فقط (ويبلغ 37 عامًا)، يؤكد أنه لم ينتهِ بعد، رغم اكتفائه بفوزين متواضعين منذ 2022. الملاكم المولود في جامايكا، والملقّب بـ"قناص الأجساد"، خسر محاولته الوحيدة على لقب العالم أمام تايسون فيوري بالضربة القاضية في الجولة السادسة، لكنه لا يزال يؤمن بقدرته على العودة للمنافسة على الألقاب.

أي هزيمة جديدة أمام إيتاوما، خاصة لو جاءت بشكل قاسٍ، ستقضي تمامًا على آمال وايت في العودة إلى القمة. وبالنظر إلى أن إيتاوما أطاح بـ10 من خصومه الـ12 حتى الآن، يتوقع الكثيرون أن المصير ذاته ينتظر وايت.

وفور انتهاء أداء أوسيك المبهر على حلبة ويمبلي، صرّح تركي آل الشيخ، رئيس موسم الرياض ورئيس الهيئة العامة للترفيه، بأن النزال الذي يجب تنظيمه هو أوسيك ضد إيتاوما على عرش الوزن الثقيل.

وبما أن جيل أوسيك من الملاكمين لم ينجح في إسقاطه، قد يكون الوقت قد حان لكي يحاول الجيل الجديد، بشرط أن يتخطى إيتاوما عقبة وايت أولًا.

عند سؤاله عن خصومه المحتملين، ذكر أوسيك أسماء تايسون فيوري، جوزيف باركر، ديريك تشيسورا، و أنتوني جوشوا. وبما أنه سبق أن هزم ثلاثة منهم – واثنين منهم مرتين – فمن المرجّح أن يُنهي أوسيك مسيرته دون أي هزيمة.

لكن إيتاوما، البالغ من العمر 20 عامًا، والذي خاض فقط 12 نزالًا كمحترف، قد يزيد من الأصوات المطالبة بنزال أمام أوسيك على لقب العالم الموحد، إن تمكّن من تخطي وايت. أما في حال استطاع وايت إيقاف مسيرة إيتاوما، فقد يحصل على فرصة كبيرة جديدة، على الأرجح نزال إقصائي يُعيد إحياء حلمه باللقب.

وبالتالي، فإن الرهانات مرتفعة للغاية لكل من إيتاوما ووايت، وإن كان ذلك لأسباب مختلفة، في فئة مزدحمة بالمنافسين المتأهبين للانقضاض على العرش.

ومن بين هؤلاء المنافسين في أمسية 16 أغسطس أيضًا، فيليب هرغوفيتش و ديفيد أدليي، اللذان سيتواجهان في النزال المشترك الرئيسي، في معركة "البقاء للأقوى". في وقت سابق، توقّع كثير من عشاق الملاكمة أن يكون هرغوفيتش هو وجه الفئة المقبل، لكن دانييل دوبوا دمّر هذه التوقعات عندما أطاح به في الجولة الثامنة في "مملكة الحلبة" العام الماضي.

عاد هرغوفيتش بعدها بفوز بالنقاط على جو جويس في مانشستر في أبريل، والآن يستعد لمواجهة خصم إنجليزي آخر هو أدليي، البالغ من العمر 28 عامًا، والذي يعيد بناء مسيرته بعد هزيمته الأولى أمام فابيو ووردلي بالضربة القاضية في الجولة السابعة خلال نزال لقب بريطانيا لعام 2023.

حقق أدليي فوزين محليين منذ ذلك الحين، لكنه يخوض الآن أول نزال له على مستوى عالمي أمام هرغوفيتش. وكلا الملاكمين يتبعان شركة "كوينزبري" الترويجية، والفائز منهما سيواصل طريقه نحو القمة، بينما سيعود الخاسر إلى آخر الصف.

في وزن الريشة، لا يُخفي نيك بول رغبته في استقبال بطل السوبر بانتم الموحد، ناويا إينووي، في فئة الـ126 رطل. لكن هذه الخطة ستنهار إن لم يتمكن من تخطي سام غودمان.

غودمان، الملاكم الأسترالي غير المهزوم، اضطر إلى الانسحاب من نزالين سابقين أمام إينووي بسبب إصابة، وصرّح سابقًا لمجلة "ذا رينج" بأن هذه الإصابة كلفته كثيرًا من الناحية المالية. ويعلم أن الفوز على بول، والذي سيمنحه لقب WBA في وزن الريشة، قد يفتح له باب مواجهة ثالثة أمام إينووي. أما الهزيمة، فستقضي على تلك الآمال.

الوضع مشابه بالنسبة لنيك بول؛ إذ أن جميع الطرق في الوزن الثقيل تؤدي إلى أوسيك، بينما معظم المواجهات بين وزني 122 و126 رطل تقود إلى إينووي. النجم الياباني سيخوض نزالًا مرتقبًا ضد موردجون أخماداليف في 14 سبتمبر. وإذا تمكّن بول من الفوز على سام غودمان، فمن المؤكد أنه سيجدد مطالبته بمواجهة إينووي في التصريحات التي سيدلي بها بعد النزال مباشرة.

ومع وجود ثلاثة أبطال آخرين في وزن الريشة حاليًا، ستكون هناك أيضًا فرص توحيد كبرى للفائز في الرياض.

في وزن السوبر ريشة، يستعد راي فورد – الذي سبق له التفوق على نيك بول – لخوض نزال مهم قد يُقرّبه من فرصة المنافسة على لقب وزن 130 رطل. ويحتل فورد المركز التاسع في تصنيف مجلة "ذا رينج"، وكان من المفترض أن يواجه أنتو كاكاسي، غير أن الأخير انسحب بسبب الإصابة. وبدلًا من ذلك، سيواجه فورد أبراهام نوفا (24 فوزًا، 3 هزائم، وتعادل واحد، منها 17 بالضربة القاضية) في نزال من 12 جولة.

وفي فئة مزدحمة بأربعة أبطال عالميين مختلفين، فإن الهزيمة ستكون بمثابة كارثة لفورد، الذي يسعى لنيل لقب عالمي في وزن ثانٍ.