ديفيد أفانياسيان، مثل العديد من الملاكمين الآخرين، ينتظر بصبر تحديد موعد لنزاله المقبل، محاولًا في الوقت نفسه تجنّب الإفراط في التدريب.

فبعد أن بلغ السابعة والثلاثين من عمره الشهر الماضي، تعرّض بطل أوروبا السابق في وزن الوسط لهزيمتين بالضربة القاضية في اثنتين من آخر أربع نزالات له — كلتاهما في مواجهات على ألقاب عالمية — أمام تيرينس كروفورد وجيرون إينيس.

وبينما غادر كلا البطلين، اللذين لا يزالان بلا هزيمة، فئة الـ147 رطلاً بحثًا عن تحديات جديدة في أوزان أخرى، يتساءل أفانياسيان، المقيم في نوتنغهام، عن هوية البطل البارز المتبقي في هذه الفئة.

وقال في حديث مع مجلة "ذا رينج" متأمّلًا المشهد الخالي من النجوم في وزن الوسط:

"كروفورد رحل، وإينيس كذلك، وشون بورتر اعتزل... من الذي يمكنك أن تقول إنه نجم؟"

وفي ظل هذا الفراغ، يرى أن الفائز من نزال براين نورمان ضد ديفين هاني في 22 نوفمبر قد يكون الأوفر حظًا لتوحيد ألقاب هذه الفئة التي باتت تفتقر إلى نخبة المنافسين.

رغم مضي 15 عامًا على احترافه، لا يزال أفانياسيان يعمل على تطوير مهاراته.

فقد قضى وقتًا في السعودية في مطلع العام، وكان مؤخرًا في بلفاست لمساعدة بادي دونوفان في الاستعداد لمواجهتيه ضد لويس كروكر. ورغم أن دونوفان لم يحالفه الحظ في ظروف مختلفة، كشف المدرب آندي لي في مقابلة مع "ذا رينج" عن شراسة النزالات التدريبية بين أفانياسيان ودونوفان.

وعندما عُرض عليه ما قاله لي، انفجر ضاحكًا.

قال أفانياسيان: "بعد أن ساعدت بادي (دونوفان) في السعودية، اتصل مدير إينيس بـ نيل مارش (مدير أعمالي) وقال له: 'أحتاج ديفيد... كان الوحيد الذي أطلق يده اليمنى وجعله يُخطئ أحيانًا (خلال نزال اللقب بينهما في يوليو 2024).'"

وأضاف أفانياسيان أنه قضى نحو شهر مع إينيس في التحضيرات لنزاله التوحيدي بين لقبي الـIBF وWBA أمام إيماناس ستانيونيس. وقد كان هذا النزال هو الأخير لإينيس في وزن الوسط، الذي بدأ القتال فيه منذ تحوله إلى الاحتراف عام 2016.

ومع الوقت، أصبح خفض وزنه ليصل إلى حد الـ147 رطلاً (وزن الوسط) يمثل خطراً على صحته ويؤثر على أدائه، خصوصًا مع بنيته العضلية وطوله الذي يبلغ 5 أقدام و10 إنشات.

وبالنظر إلى اللقطات التي نشرتها ماتش رووم بعناية منذ انضمام إينيس إلى معسكر كانيلو ألفاريز الشهر الماضي، يبدو أن مشواره لن ينتهي في وزن الـ154 رطلاً (الوزن المتوسط الخفيف) أيضًا.

وتابع أفانياسيان قائلًا:

"هو ملاكم جيد، لكنه ممتاز في كل شيء — يملك قوة ضرب، سريع، ويتحرك باستمرار. ذهبت لأتدرب معه قبل نزال ستانيونيس، ومن الجيد أن تتدرب مع ملاكمين مثله. إنه ضخم. كان لديه شركاء تدريب من وزن المتوسط الفائق، يزنون 90 كغ، وكنت أنا 75 كغ، وكان يبدو أن إينيس ربما يزن 85 كغ عندما تدربنا."

واستطرد:

"إنه كبير جدًا. عندما تراه في التدريب، تشعر بقوة ضرباته وتعرف أنها ثقيلة فعلًا. لا أعلم كيف يتمكن من فقدان كل هذا الوزن."

ومن المقرر أن يعود جارون إينيس إلى الحلبة في فيلادلفيا الأسبوع المقبل ليخوض أول نزال له في وزن المتوسط الخفيف أمام الأنغولي أويسما ليما (14 انتصارا - هزيمة واحدة ، 10 بالضربة القاضية)، في نزال رئيسي ضمن أمسية من تنظيم ماتش رووم، تُبث عالميًا عبر DAZN.

ليما، الذي يكبر إينيس بأربع سنوات، يطمح لتحقيق مفاجأة في نزال إقصائي على لقب الـWBA أمام بطل موحد سابق يخوض تجربته الأولى في فئة وزنية جديدة.