بعد أن شدد مرارًا على رغبته في اختبار نفسه بين نخبة العالم، أخفق
ديفيد أدلايي في المهمة كما توقع كثيرون أمام المخضرم في فئة الوزن الثقيل
فيليب هرغوفيتش.
قبل شهرين فقط من مرور عامين كاملين على هزيمته بالضربة القاضية الفنية في الجولة السابعة أمام
فابيو واردلي، بدا أن مساريهما المهنيين اتجها في اتجاهين مختلفين. وهنا، تكبّد أدلايي هزيمته الاحترافية الثانية، وهذه ستؤلمه أكثر من الأولى.
بعد تغيير المدرب والخطة عقب خسارة محبطة على الأراضي السعودية، زرع آدم بوث وبيئة التدريب الجديدة بداخله ثقة متجددة بنفسه كمحترف منذ ست سنوات.
عمل بصمت لفترة، متقمصًا دور التلميذ، يمتص المعرفة من مدرب خبير سبق أن قاد أحد الذين سعى أدلايي للاقتداء به: البطل العالمي في وزنَين مختلفين ديفيد هاي.
وبانتقاله من "ميني كوبر" إلى "فيراري" — حسب تعبيره — عندما قفز من نزال على لقب بريطاني أمام شريكه السابق في المعسكر التدريبي جيامي تشيكيفا، إلى مواجهة هرغوفيتش المصنف السادس عالميًا من قبل مجلة ذا رينج، كان تحقيق المفاجأة بعد أربعة أشهر فقط مهمة صعبة للغاية.
ومع ذلك، فقد أظهر لحظات خاطفة من النجاح أمام الكرواتي المتمرس، ما يوحي بأنه كان بإمكانه تقديم أداء أفضل لو حافظ على مستوى أكثر ثباتًا خلال النزال المرهق الذي امتد لعشر جولات.
قال أدلايي في غرفة ملابسه عقب النزال لمراسل ذا رينج لويس هارت:
"بصراحة، أنا منزعج من نفسي قليلًا، نعم. كان يجب أن أُفلت يدي أكثر، أبدأ بتوجيه اللكمات من خارج المدى وأعتمد على قوتي أكثر من اعتمادي على مهاراتي."
وأضاف: "لا أعتقد أن العالم قد شاهد ذلك بعد، لدي مستوى عالٍ من المهارة لكنني بحاجة إلى إظهاره للعالم."
وإذا كان هناك مثال حي على الثقة المفرطة غير المبررة، فقد قدّمه ابن لادبروك غروف بهذا التصريح. الجميع يعرف خلفيته البدنية وقدرته على توجيه يسراه الشهيرة، لكن هرغوفيتش امتص أفضل ما عنده واستمر في التقدم إلى الأمام على أي حال.
حتى اندفاعه الملهم لثلاثين ثانية وهو يوجه وابلًا من اللكمات في عمق الجولة الثامنة، بعدما سقط بقوة في بدايتها، لم يكن كافيًا لقلب موازين النزال لصالحه.
ورغم أن صلابته حظيت بالإشادة، فإن هذا الإطراء جاء بطعم مرّ، إذ لم يفز سوى بجولة واحدة على بطاقتي حكمين من أصل ثلاثة.
قال أدلايي:
"كنت أعلم بالفعل أنني مقاتل صلب، والجميع يعرف أنني لا أكتفي بالكلام، أنا مقاتل أثبت ذلك دائمًا، لذا فبالتأكيد كان شعورًا جيدًا، لكن كل من حولي – مدربي – يعرفون نوع الملاكم الذي أنا عليه.
لو كررت الأمر نفسه [الاندفاع المتكرر أمام هرغوفيتش] لما كان واقفًا عند الجرس الأخير، وهذا سبب خيبة أملي في نفسي. ليس لدي أي جروح، وسأعود إلى صالة التدريب، فإذا كان لدى أي شخص ما يقوله، فليأتَ إليّ، وسأقاتله في النزال القادم."
أما مروّجه، رئيس كوينزبيري فرانك وارين، فلم يُخفِ استياءه من حجم ونوعية اللكمات التي وجّهها أدلايي أمام خصمٍ مُخضرم مُصاب وجد مجددًا طريقه للفوز. إذ قال مباشرة بعد النزال لهيئة الإذاعة البريطانية:
"ديفيد لم يقم بالعمل الكافي، ولم يستخدم الجاب. هرغوفيتش كان يضاعف من استخدامه ويطلق يده اليمنى، بينما أدلايي لم يرمِ ما يكفي من اللكمات.
صحيح أنه عاد وبدأ يطلق اللكمات، لكنه مع ذلك خسر جولة 10-8 [الجولة الثامنة]. هرغوفيتش هو ما هو عليه، وزن ثقيل صلب من المدرسة القديمة يتقدم إلى الأمام، كان لديه جرح سيئ هنا، وديفيد لم يستغل ذلك، بالكاد وجّه جابًا على العين ليزيد الأمر سوءًا، لذا أنا محبط جدًا من أدائه."
إحصاءات كومبيوكس للنزال: أظهرت إحصاءات كومبيوكس أن ديفيد أدلايي حقق أعلى رقم له في الجولة الثامنة حين وجّه 18 لكمة مصيبة، في حين أن فيليب هرغوفيتش وصل إلى هذا الرقم أو تجاوزه في تسع جولات من أصل عشر. كما أن هرغوفيتش وجّه أكثر من ضعف إجمالي لكمات أدلايي بواقع 510 مقابل 244، وكان أدق منه بنسبة سبعة في المئة في عدد اللكمات المصيبة، ما يؤكد تفوقه على منافسه الأصغر سنًا الذي لم يستطع الحفاظ على مستواه طوال النزال.