عزّز دميتري أساناو موقعه بقوة ضمن نخبة المطاردين على عرش الوزن الخفيف (135 رطلاً)، بعدما حقق فوزًا لافتًا على فرانشيسكو باتيرا في مونتريال.
دخل أساناو النزال و هو يحتل المركز الثالث عشر في تصنيف المجلس العالمي للملاكمة (WBC)، إلا أن انتصاره الأخير دفعه إلى اقتحام قائمة العشرة الأوائل في تصنيفات أبريل الصادرة عن الهيئة.
و مع ذلك، و بمعنى عملي أكثر، فإن السهولة التي حقق بها الفوز طرحت سؤالاً مهمًا: من سيتمكن من اللحاق بـ"الدبور"؟
"لمن يقدّرون روعة الملاكمة الأنيقة و حركة القدمين الرشيقة، قدّم دميتري أساناو، الممثل الأولمبي لبلاروس مرتين، عرضًا فنيًا بديعًا، حيث نجح في تحييد مقاومة فرانشيسكو باتيرا الصلبة داخل الحلبة الضيقة نسبيًا في كازينو مونتريال."
أحد الحكام منح باتيرا جولتين فقط، ربما لمجرد تصميمه، فيما سجل الحكمان الآخران النتيجة الكاملة 90-100 لصالح أساناو بعد عشر جولات.
حصل أساناو على لقب "الدبور" بفضل حركته الطائرة و السريعة داخل الحلبة، و لكماته اللاذعة، و قد أظهر كل هذه القدرات بأبهى صورة أمام منافس متمرس بمستوى أوروبي مثل باتيرا.
قال مدربه صامويل ديكاري-دروليه لمجلة ذا رينج:
"يمتلك بعضًا من أفضل حركات القدم في العالم، و لديه جاب قناص. دميتري ليس أقوى ضارب، لكنه يملك قوة كافية لجعل تأثيره واضحًا. بعد الجولة الأولى، كان بإمكانك رؤية آثار اللكمات على وجه باتيرا، و كان واضحًا أن الليلة ستكون طويلة بالنسبة له إذا لم يجد حلاً."
و أضاف مبتسمًا:
"تخيل لو كنا في حلبة بمقاس 24×24 قدمًا، هل سيتمكن أحد من لمسه؟ و هو قادر على الاستمرار على هذا النحو لعشر جولات أخرى."
"يشكّل ديكاري-دروليه، إلى جانب الموجّه مارك رامسي، جزءًا من الطاقم الفني لفريق Eye of the Tiger، الذي رصد في دميتري أساناو موهبة واعدة تستحق أن تُدفع بسرعة نحو الساحة العالمية."
في البداية، وصف رامسي أساناو للمدير التنفيذي كاميل إستيفان بأنه "نسخة أصغر من ديمتري بيفول"، و هو ما كان كافيًا لإقناع إستيفان بالتعاقد معه.
أساناو (28 عامًا)، الذي يحمل انتصارات في مسيرته الهاوية على أسماء بارزة مثل آندي كروز و موروجون أخمادالييف، و حقق أكثر من 101 فوز هاوٍ، ظل يشارك في البطولات الهاوية حتى عام 2023، مع توقف قصير في منافسات IBA Pro.
و بطبيعة الحال، هناك العديد من الملاكمين الذين يبرعون في الهواية لكن دون التوجه الجاد نحو الاحتراف. و كان السؤال: هل سيكون أساناو أحد هؤلاء أم سيقوم بالانتقال السلس إلى عالم الاحتراف كما فعل خصمه السابق آندي كروز؟
في رأي ديكاري-دروليه، ينتمي أساناو للفئة الثانية، و الانتقال بات شبه مكتمل.
يقول مدربه:
"الأمر لا يرتبط بالوقت بقدر ما يتوقف على نوعية الخصم و مدى اكتمال أدواته. في الوقت الراهن، أدواته شبه مكتملة، لكننا نعمل على صقل بعض التفاصيل الدقيقة. لا يزال يحتفظ ببعض من أسلوب الهواة. أود أن أجعله أكثر ثباتًا على قدميه عند توجيه اللكمات، فهو يمتلك قوة بدنية لافتة، تظهر بوضوح خلال تدريبات القوة، لكنها لا تنعكس بشكل كامل داخل الحلبة بسبب تحركاته المستمرة."
لتقييم مدى جاهزية أساناو بشكل أدق، طلب ديكاري-دروليه من إستيفان اختيار باتيرا كخصم له، بالنظر إلى أن الأخير خاض نزالات قوية مع أسماء مثل كيشون ديفيس و غاري كولي.
"و رغم أن ديفيس أسقط باتيرا و سيطر عليه خلال نزال عام 2023، إلا أن مدرب أساناو يرى أن أداء تلميذه كان مماثلًا — بل و ربما يفوق — الأداء الذي قدمه ديفيس."
قال ديكاري-دروليه:
"أعتقد أننا قدّمنا أداءً أفضل مقارنة بسائر الخسائر المسجلة في رصيد باتيرا، باستثناء ديفيس بطبيعة الحال. صحيح أن ديفيس أسقطه، لكن النزال شهد لحظات كانت أكثر تنافسية مع ديفيس مما كانت عليه مع أساناو، الذي بفضل عمله المنهجي بالجَاب و استغلال الزوايا، لم يجد نفسه في موضع خطر قط."
و فيما يخص أجواء العمل في معسكره التدريبي، أشار ديكاري-دروليه إلى أن هناك بيئة تنافسية إيجابية بين الملاكمين في صالة التدريب:
"الجميع يراقب أداء الآخرين و يدفع بعضهم البعض نحو التطور. بعد الحصص التدريبية، يتبادلون التعليقات فيما بينهم: 'تلك الحركة كانت مذهلة' أو 'فاجأتني بتلك الضربة أكثر من مرة'. إنهم يحفزون بعضهم على التحسن المستمر و يعملون بروح جماعية لدفع كل فرد إلى الأمام."