ماني باكياو يسعى لصناعة التاريخ ليلة السبت بمحاولته أن يصبح ثاني أكبر بطل سِنًّا في تاريخ الملاكمة، حين يواجه ماريو باريوس، حامل لقب WBC في الوزن المتوسط، في صالة MGM غراند في لاس فيغاس.

يحمل برنارد هوبكنز الرقم القياسي كأكبر بطل عالمي في التاريخ بعمر 49 عامًا، وهو الرقم الذي كسر به إنجاز الأسطورة الراحل جورج فورمان، الذي نال لقبًا عالميًا بعمر 45 عندما أطاح ب‍مايكل مورير في عام 1994.

عودة باكياو، البالغ من العمر 46 عامًا، بعد غياب دام أربع سنوات وهزيمته الأخيرة، لا تُعد مجرد نزال عابر، إذ يخطط أسطورة الفلبين لخوض عدة نزالات أخرى في السنوات المقبلة على أمل تحطيم رقم هوبكنز.

وقال هوبكنز في مقابلة مع ذا رينج:

"الابتعاد عن الحلبة لأربع سنوات على هذا المستوى يُعد زمنًا طويلًا للغاية. لم أواجه يومًا الحاجة لإعادة الانطلاق، لأنني ببساطة لم أتوقف عن القتال، وواصلت حتى لم يعد جسدي قادرًا على الاستمرار."

وأضاف:

"تحقيق الأرقام القياسية قد يتحوّل من طموح واقعي إلى مجرد وهم. فالزمن يلعب دورًا محوريًا في مسيرة الرياضيين، لكنه سلاح ذو حدين؛ وإذا لم يتوافق التوقيت مع القدرات البدنية، فقد يُلحق الضرر أكثر مما يُقدّم من فائدة، وهذا ما قد يهدد فرص نجاح باكياو."

هوبكنز نفسه كان بطلًا في أعمار 46 و48 و49، واستمر حتى بلغ 51 عامًا، رغم أن آخر نزالين له لم يكونا موفقين، إذ خسر بالإجماع أمام سيرغي كوفاليف في 2014، قبل أن يتلقى ضربة قاسية أنهت مسيرته في الجولة الثامنة أمام جو سميث جونيور في 2016، حيث أُسقط خارج الحلبة.

وتابع هوبكنز:

"عندما يأتي التقدّم في السن، لا يطرق الباب ولا يمنحك إنذارًا مسبقًا، ولا مجال فيه للتفاوض. وحتى إن شعرت ببعض التحذيرات، فأنت غالبًا لا تصغي. وعندها يكون الأوان قد فات، لأنك تجد نفسك في الحلبة تقاتل خصمًا يحاول إسقاطك، وفي الوقت نفسه تصارع الزمن الذي بدأ يثقل حركتك ويقيد ردود فعلك."

"عند التقدم في السن، يصبح الجسم واللياقة الجسدية أهم من الذكاء والخبرة. تشعر أن الإيقاع اختفى، وتصبح مدافعًا أكثر مما كنت هجوميًا. قد تُظهر لحظات من البريق، لكنك تدرك أن مستواك لم يعد كما كان. وعندها تحاول النجاة دون أن تُحرج."

ورغم كونه الطرف الأضعف في المراهنات أمام باريوس، يصرّ باكياو على أنه استعاد طاقته منذ هزيمته أمام يوردينيس أوغاس، وأن نهاية قصته لن تكون مأساوية كغيره من الأساطير المتقدمين في العمر.

وإذا فاز باكياو على باريوس، فسيحقق إنجازين تاريخيين: سيكون أول عضو فعّال في قاعة المشاهير يفوز بلقب عالمي، وسيتجاوز رقمه السابق كأكبر بطل في الوزن المتوسط، والذي حققه في 2019 عندما هزم كيث ثورمان.

وقال هوبكنز:

"أنا أفهم معنى التاريخ. أنا طاردت التاريخ، وحققته. وأنا أدرك ما يحاول باكياو فعله. لديه المقومات لتكرار ما فعلته، بل وتجاوزه. وأحب هذه المحاولة."

"المثير في الأمر هو ترقب ما إذا كان سيتمكن من تحقيق ذلك خلال السنوات القادمة. هذا هو عنصر التشويق، لكنه لن يكون سهلًا، وهذا ما يجعل العودة فريدة."

"فرص باكياو في كسر رقمي لا تتجاوز 20%. لا يزال أمامه عامين ونصف. لكنه يظل من رموز الاستمرارية في اللعبة، تمامًا كما كنت أنا. لا يمكن التقليل من شأنه."

وأضاف:

"هو لا يتصرف كمن يخرج مترنحًا من الحانات أو يتورط في أشياء تدمر الجسد. بل حافظ على انضباطه طوال مسيرته."

"باكياو بمثابة كائن غريب غزا هذا الجيل. خصومه الحاليون في وزن الـ147 يتمتعون بالحيوية، وباريوس ملاكم قوي. لكن باكياو قد يحقق التاريخ الليلة – فقط عليه أن يبتعد عن كبار الملاكمين ، وإلا ستكون نهايته قاسية."

مانوك أكوبيان هو الكاتب الرئيسي في مجلة ذا رينج. تابعوه على منصّتي X و إنستغرام: ManoukAkopyan@.