يبدو أن فوز إزرا تايلور الصعب على تروي جونز ليلة السبت قد مهد الطريق أمامه للحصول على فرصة لمواجهة بطل بريطانيا والكومنولث في وزن خفيف الثقيل، لويس إدموندسون.

تايلور، المعروف بلقب "ذا كانون" (المدفع) بفضل يده اليمنى القوية، اضطر لخوض نزال كامل من عشر جولات. وعلى الرغم من أن البعض قد يراه مؤشراً على حدود قدراته، فإن المواجهة قدمت له فرصة لإبراز جوانب جديدة وغير معتادة في أدائه داخل الحلبة.

دخل تروي جونز، بطل إنجلترا السابق، النزال بسجل مثالي (12 انتصارًا، 6 منها بالضربة القاضية) وأداء طموح مليء بالإصرار، لكن إزرا تايلور (12 انتصارًا دون هزيمة، 8 بالضربة القاضية) قابله بكفاءة مماثلة، خاصة خلال التبادلات العنيفة، وتمكن من إنهاء النزال بقوة، حيث أخذ يصيب جونز بشكل متكرر مع تقدم الجولات.

رغم أسلوب جونز غير التقليدي وذكائه في بعض اللحظات، نجح تايلور في إظهار خصمه، البالغ من العمر 26 عامًا، وكأنه يفتقر إلى التنوع في الأداء خلال بعض الجولات. والأبرز من ذلك، أنه لم يتجنب القتال من المسافة القريبة، بل تفوّق على جونز في مناطق قوته مرارًا.

كان هذا النزال الأول لتايلور تحت إشراف مدربه الجديد، مالك سكوت، وقد قدّم فيه أداءً متوازنًا. ورغم أن بطاقات الحكام الثلاثة جاءت على النحو التالي: 90-100، 91-99، و 94-97، ما يقلل من شأن مجهود جونز، فإنها في الوقت ذاته لا تعكس حجم المجهود الذي بذله تايلور لحسم النزال.

وبعد النزال، قدّم تايلور تقييمًا صريحًا يفوق في واقعيته ما عبّر عنه الحكام ببطاقاتهم أو تصريحاتهم.

قال تايلور في حديثه مع "كوينزبيري" أثناء عودته إلى غرفة الملابس:

"كان نزالًا صعبًا، اضطررت لبذل أقصى ما عندي للوصول إلى النهاية."

ثم أضاف:

"بصراحة، لست راضيًا تمامًا عن أدائي. تدربنا على الكثير من التفاصيل، ولم أظهر منها سوى لمحات. لا يزال أمامي الكثير لأقدمه، والكثير لأطوره. أحتاج إلى تعزيز أدائي."

وتابع موضحًا:

"كان أداءً احترافيًا في ظروف صعبة. تروي لم يكن خصمًا سهلًا على الإطلاق. كنت بحاجة إلى الصبر والهدوء وسط العاصفة، ونجحت في ذلك. الآن حان وقت التحدي القادم."

لكن من الواضح أن تايلور لن يستمتع طويلاً بهذا الانتصار، إذ أن خصمه المرتقب، لويس إدموندسون (11 انتصارًا دون هزيمة، 3 بالضربة القاضية)، كان حاضرًا بقوة طوال أسبوع النزال. وظهر بشكل لافت خلال المؤتمر الصحفي يوم الخميس، حيث وجّه له كل من تايلور وجونز سهام الانتقاد بدلًا من التركيز على بعضهما البعض. كما تابع النزال من مقاعد الحلبة، مراقبًا عن كثب من سينازله على لقبه.

وبعد أن خرج تايلور من النزال دون إصابات تُذكر، تعالت التوقعات بإقامة المواجهة المرتقبة بينه وبين إدموندسون، ضمن العرض التمهيدي لنزال القمة على لقب العالم في الوزن الثقيل بين أولكسندر أوسيك (حامل ألقاب WBC، WBA، WBO، و The Ring) ودانيال دوبوا (حامل لقب IBF)، والمقرر إقامته في استاد ويمبلي في 19 يوليو.

إدموندسون لم يُفوّت الفرصة، فاقتحم مقابلة تايلور بعد النزال في محاولة لإشعال أجواء المواجهة القادمة. ورد تايلور برسالة نارية، تبعتها نظرات تحدٍ مشحونة بين الطرفين:

قال تايلور:

"سأتغلب عليك... وتروي كان سيقضي عليك بسهولة أيضًا."

ثم وجّه كلامه إلى فريق كوينزبيري:

"أتمنى أن يكون هذا هو النزال التالي. شكرًا لفرانك وجورج وارن على هذه الفرصة، والآن دعوني ألقّن هذا الرجل درسًا."

وختم بتحذير صريح لا يخلو من الثقة:

"سأؤذيك، يا فتى."