عادةً ما تكون هناك معادلة واضحة في عالم الملاكمة: كلما زادت قوة المنافسة، قلّ نشاط الملاكم داخل الحلبة.

الجماهير تكره ذلك، والمحللون يعتبرونه محبطًا، وحتى الملاكمون أنفسهم يجدونه أمرًا مزعجًا. ومع ذلك، يبقى هذا هو الواقع في كثير من الأحيان.

لكن جيسي "بام" رودريغيز تمكّن من كسر هذه القاعدة، ونجح في خوض نزالات قوية بشكل منتظم.

ومع أن عام 2025 بات في منتصفه تقريبًا، إلا أن رودريغيز لم يَصعد إلى الحلبة بعد.

والسبب أن المفاوضات بخصوص ظهوره التالي، والتي عادةً ما تسير بسلاسة، واجهت بعض العقبات هذه المرة.

لكن، وبغض النظر عن طبيعة هذه التحديات، فقد تم تجاوزها، وتم تثبيت النزال المقبل.

من المقرر أن يواجه الملاكم البالغ من العمر 25 عامًا، بام رودريغيز، الجنوب أفريقي فوميللا كافو في نزال توحيد لقبي WBC وWBO في وزن السوبر فلاي، وذلك بتاريخ 19 يوليو. ويبدو أن رودريغيز يخوض هذا النزال وهو في أفضل حالاته الذهنية والمعنوية.

قال رودريغيز لمجلة ذا رينج:

"أشعر بحالة ممتازة. سعيد بعودتي إلى المنافسة مجددًا."

ويُذكر أن كافو (26 عامًا) يعيش فترة تألق، حيث أطاح بأربعة من آخر سبعة خصوم له بالضربة القاضية.

لكن، ورغم قوته داخل الحلبة، فإن اسمه لا يحمل نفس البريق العالمي الذي يحمله رودريغيز (21 فوزًا، دون هزائم، 14 بالضربة القاضية).

ورغم صغر سنه، يُعتبر رودريغيز من أصحاب الخبرة العالية، إذ واجه أسماء كبيرة في وقت مبكر من مسيرته الاحترافية.

في نزاليه الخامس عشر والسادس عشر، تغلّب على كلٍّ من كارلوس كوادراس وسور رونغفيساي، بل إنه تمكّن من إنهاء مسيرة المخضرم خوان فرانسيسكو إسترادا ، الذي يُعدّ من أعظم من مرّوا على هذه الفئة، بإيقافه في الجولة الثامنة في يونيو 2024.

بعد ثلاث مواجهات من العيار الثقيل أمام خصوم يُرجَّح أن تُخلَّد أسماؤهم في قاعة المشاهير، كان من الطبيعي أن يتسلل إلى رودريغيز شيء من التراخي أو الشعور بالاكتفاء.

أما أولئك الذين يتوقعون تراجعًا في أداء رودريغيز بسبب فقدان التركيز أو الحافز، فهو يطمئنهم بأن النزال المقبل سيكون الردّ الحاسم، مؤكدًا أن دوافعه في أعلى مستوياتها.

قال رودريغيز:

"أنا مدرك تمامًا لما تعنيه هذه المواجهة، فهو (كافو) بطل عالمي أيضًا. هذا النوع من النزالات هو ما يدفعني لبذل أقصى ما لدي دون تردد."