بعض النزالات تثير الحماس منذ لحظة الإعلان عنها.

في ليلة السبت، سيواجه أندرو كاين (13 انتصارًا، 1 هزيمة، 12 بالضربة القاضية) بطل WBC السابق في وزن الذبابة، تشارلي إدواردز (20 انتصارًا، 1 هزيمة، 7 بالضربة القاضية)، في نزال مثير بوزن البانتام.

يتصدر دفاع نيك بول عن لقبه في وزن الريشة من رابطة WBA أمام الإيرلندي تي جي دوهيني هذا الحدث، الذي يُقام في قاعة M&S Bank Arena في ليفربول. و مع ذلك، فإن نزال كاين ضد إدواردز يبدو و كأنه سيكتسب زخمًا كبيرًا مع اقتراب موعده.

سيجتمع الملاكمان وجهًا لوجه لأول مرة في المؤتمر الصحفي يوم الخميس.

يحمل كاين، بطل بريطانيا و الكومنولث، شخصية ليفربولية صريحة و مباشرة، و يُعرف بوجوده المهيب داخل الحلبة. أما إدواردز، حامل اللقب الأوروبي، فهو بطل سابق يتمتع بالثقة و القدرة على الحديث السريع، و يؤمن بأنه مقدر له العودة إلى القمة.

إنها مواجهة مشتعلة.

لا يهتم كاين، البالغ من العمر 27 عامًا، كثيرًا بمواقع التواصل الاجتماعي أو بآراء الآخرين. و على الرغم من خوضه نزالات كبيرة في السابق، إلا أنه يعترف بأن هذه المواجهة مختلفة.

يقول كاين لموقع ذا رينج :

"لا أحتاج إلى متابعة الإنترنت لأدرك ذلك، لأنني أعلم أنه نزال بريطاني كبير."

و أضاف:

"إنه نزال كبير، كما أن لدينا تباينًا واضحًا في الأساليب. أنا أقوم بإسقاط الجميع بالضربة القاضية، بينما هو أكثر حركة و رشاقة. لكنه يقف على قدميه بين الحين والآخر."

"أسلوبه بسيط جدًا. يعتمد على اللكمات الأمامية و اللكمات الثنائية، وربما بعض المجموعات الرباعية و اللكمات العلوية من حين لآخر، لكن هذا كل شيء."

"إنه ملاكم بأسلوب الهواة، و قد شاهدت هذا الأسلوب مرارًا و تكرارًا. لا أعتقد أن لديه ما قد يسبب لي المتاعب ليلة النزال."

"لن أتفاجأ إذا أنهيته في الجولة الأولى، بصراحة."

تحوّل كاين إلى الاحتراف عام 2015، لكنه استغرق خمس سنوات حتى يحصل على فرصة للظهور على شاشات التلفاز.

وبمجرد أن حصل على فرصته، ترك انطباعًا قويًا. ورغم منافسته في وزن البانتم الفائق، إلا أنه اكتسب سمعة كملاكم قادر على إنهاء النزالات بوحشية.

إلا أن مسيرته توقفت في 2023 عندما واجه الملاكم الروماني الخطير، أيونوت بالوتا. و رغم إصابته بكسر خطير في يده، قاتل كاين في نزال أصبح أحد أبرز نزالات العام، لكنه خسر بقرار منقسم، ليتلقى هزيمته الأولى في مسيرته.

بعد تعافيه لمدة 13 شهرًا، عاد العام الماضي للعب في وزنه الطبيعي (البانتام)، و سجل ثلاثة انتصارات متتالية بالضربة القاضية.

لكن على الرغم من أدائه المذهل، فإن هذا النزال يمثل خطوة كبيرة في مستوى المنافسة، و سيكون تحت الأضواء في العرض الرئيسي. و مع ذلك، يبدو كاين غير متأثر بالضغوط.

يقول:

"الملاكمة كلها ضغوط. مجرد الاستيقاظ صباحًا و التدريب هو ضغط. السبارينغ ضغط."

"لكن مع الوقت، تتعلم كيف تتعامل مع ذلك. حتى منذ أيام الهواة و المشاركة في بطولات ABAs، كان الضغط جزءًا من اللعبة."

"تتعلم كيف تتعامل معه، وفي النهاية يصبح كأنه لم يكن. لهذا السبب، لا أشغل بالي بما هو أبعد من النزال القادم، لأن بدونه، لا شيء آخر يهم. أركز فقط على النزال التالي، ثم الذي يليه، و دع الأمور تأخذ مجراها."

القرب من تحقيق إنجاز كبير قد يدفع بعض الملاكمين إلى الحذر الزائد، خشية الخسارة و تأثيرها على مسيرتهم. لكن كاين يرفض التفكير بهذه الطريقة.

يوم السبت، سيُجهّز يديه للنزال بجوار زميله القديم في صالة التدريب، نيك بول، الذي بلغ قمة المشهد بعد تتويجه بلقب WBA في وزن الريشة و مشاركته في فعاليات موسم الرياض.

انتصار كاين على بطل عالمي سابق مثل إدواردز سيضعه على خطى بول، و يفتح له الأبواب أمام ليالي كبرى و مربحة في مستقبله القريب.

لكن رغم اقترابه من القمة، لا يبدو أن كاين يخشى السقوط مجددًا.

"أتعلم؟ لا أنظر بعيدًا إلى المستقبل."

"أنا أتيت من لا شيء. توقفت عن الملاكمة لفترة و تركتها. لذا، في الأساس، ليس لدي ما أخسره. حتى لو كنت الآن في موقع يمكنني من خلاله تغيير حياتي بالكامل، لا يزال لدي نفس الشعور: لا يهمني الأمر. ليس لدي ما أخسره."

"جئت من لا شيء، و سأخرج بلا شيء. نحن نولد بلا شيء، و نموت بلا شيء. لذا، أنا فقط أستمتع بما أفعله. أنا أقاتل فقط لأوفر حياة أفضل لأطفالي."

"لا يهمني إلى أين ستأخذني الملاكمة. إذا انتهى الأمر بي مفلسًا في سن 36 أو 37، فالعالم واسع، و يمكنني فعل أي شيء آخر."

"أنا رجل ينتمي للعالم."