كانت المرة الأخيرة التي زار فيها
إدوارد فاسكيز مدينة لاس فيغاس لأسباب مهنية في سبتمبر 2020، حين كان يمتلك سجلاً خالياً من الهزائم (8 إنتصارات-بدون هزيمة) وواجه حينها الواعد أدان أوتشوا ضمن سلسلة نزالات Top Rank في "Bubble" خلال ذروة جائحة كورونا.
واليوم، بعد مرور ما يقارب خمس سنوات و11 نزالًا، يعود "الفتى" إلى عاصمة الملاكمة العالمية ولكن في مهمة مختلفة تمامًا؛ هذه المرة كمنافس على لقب عالمي، وعلى حلبة T-Mobile Arena الشهيرة، وفي الحدث المشترك مع
نزال النجم الياباني ناويا إينووي ضد رامون كارديناس، وفي عطلة نهاية أسبوع سينكو دي مايو الرمزية.
يعلق فاسكيز بابتسامة واضحة عبر مكالمة "زوم":
"أشعر وكأنه حلم تحقق... لقد تخيلت نفسي في هذا الموقف مئات المرات، لكن لم أتخيل أن يحدث ذلك في سينكو دي مايو، وعلى لقب عالمي، وفي T-Mobile. الأمر كما لو أن كل النجوم اصطفّت في الوقت المناسب. كمصارع مكسيكي بدأ منذ السابعة من عمره، أن أحصل على هذه الفرصة هو بركة لا توصف، وأنا ممتن جدًا لها."
لكن فاسكيز لا يكتفي بمجرد التواجد. فقد سبق له أن لعب دور "الطرف الثاني" في نزالات كبرى، وهو يعلم أن هذا النوع من التجارب لا يحتمل الأخطاء، خصوصًا بعد الخسارة المثيرة للجدل أمام جو كوردينا في 2023، وقبلها أمام ريموند فورد في 2022. ومع ذلك، لا يسمي فاسكيز تلك المعارك "خسائر".
"دعونا نسميها شوائب"، قال ضاحكًا، في إشارة إلى نتيجتين أثارتا الجدل، إذ شعر الكثير من المشجعين والنقاد أنه كان الأحق بالفوز.
رغم كل ذلك، يدرك فاسكيز أن الأحكام النهائية تعود فقط إلى ثلاثة حكام على الحلبة. ويؤمن بضرورة التقييم الذاتي المستمر:
قال: "أنا بالتأكيد بحاجة إلى إعادة تقييم نفسي والتفكير في ما فعلته. أنا أؤمن بشدة بضرورة العودة إلى نقطة البداية، وحتى عندما أفوز، أظل أقوم بنفس الشيء. يجب عليّ دائمًا البحث عن سبل للتحسين، والنظر في الأشياء التي أعملها بشكل خاطئ أو الأشياء التي يمكنني تحسينها."
هذا النوع من العقلية هو ما يُطمئن أي متابع للملاكمة. وبعد فوزين في 2024، تبدو فرصته الجديدة على اللقب منطقية في نظره، حتى لو كانت اللعبة في الخارج أكثر تعقيدًا.
"دائمًا أقول: عليك أن تلعب اللعبة. وهناك سياسة في الرياضة، وهذا أمر واقع. دوري هو أن أقدم نزالاً كبيراً، وأكون جاهزًا دائمًا لمواجهة أفضل ما لديهم طالما أنني أُعامل بعدالة. أتحكم فقط فيما أستطيع التحكم به، وهو أن أنازل بكل ما لدي وأمنح الجماهير ما يستحقون مشاهدته."
مع أربع ضربات قاضية فقط في سجله، يدرك فاسكيز أن فرصته في إيقاف خصمه رفاييل إسبينوزا ضئيلة، لذا يستعد لحرب من 12 جولة، من النوع الذي يعكس الروح القتالية المكسيكية التي يحملها كلا الملاكمين.
"سيكون تبادلًا ناريًا مكسيكيًا، من النوع الذي نقف فيه وجهاً لوجه ونتبادل اللكمات. ستكون معركة الإرادة، وسنكتشف من يمتلك الجرأة الأكبر."
ومرة أخرى، يبتسم فاسكيز وهو يتحدث عن مواجهة قاسية تستنزف الأعصاب والبدن على مدار 36 دقيقة. لكنه كان يعيش حياة النزال منذ أكثر من عقدين، وهو يعلم أن الفوز سيمنحه أكثر من مجرد حزام.
"سيعني تتويج كل تضحياتي وكل عملي على هذه الرياضة. منذ أن كنت طفلًا، وضعت هذا الهدف أمامي: أن أكون بطلًا عالميًا. الآن لم يتبقَ سوى خطوة واحدة، وإن حققتها سأبدأ مرحلة جديدة. لكن أولًا، علي أن أحصد اللقب. وهذا ما أركز عليه الآن."