ناغويا، اليابان – سيحظى نجم الـ"باوند مقابل باوند" ناويا إينوي بأفضلية الأرض عندما يدافع عن لقبه الموحد في الوزن الريشة الصغير أمام المصنف الأول في تصنيف الـWBA مورودجون أخمدالييف في صالة IG يوم الأحد.

إينوي، بطل ذا رينج في وزن 122 رطلاً، يعد أحد أفضل الملاكمين في العالم منذ عدة سنوات. يبلغ النجم الياباني الآن 32 عامًا، وحقق 30 انتصارًا متتاليًا، منها 27 بالضربة القاضية، وحصد ألقابًا عالمية في أربع فئات وزنية. نادرًا ما تم اختباره في مسيرته المثالية داخل الحلبة، ويقترب "الوحش" الآن من حجز مكانه بين أساطير اللعبة، ويتطلع إلى إضافة اسم كبير آخر إلى سجله.

أما أخمدالييف (14 انتصار – 1 هزيمة، 11 بالضربة القاضية)، المصنف الثاني في وزن الريشة الصغير بحسب The Ring، فهو بطل عالمي موحد سابق في هذا الوزن. ومنذ خسارته أمام مارلون تاباليس عام 2023، حقق الملاكم الأعسر القادم من أوزبكستان ثلاثة انتصارات متتالية بالضربة القاضية، كل منها في دولة مختلفة، ويدخل هذا النزال وهو في حالة بدنية ممتازة.

ورغم أن إينوي هو المرشح الأبرز للاحتفاظ بمجموعة ألقابه العالمية، إلا أن هذه المواجهة قد تكون صعبة. فأخمدالييف، المعروف بلقب "MJ"، كان هاويًا متألقًا وحصد الميدالية البرونزية الأولمبية في ريو 2016. يتميز المنافس بذكاء حركي عالٍ وتوقيت دقيق، ونادرًا ما تعرض للإيذاء، وربما الأهم أنه ملاكم طبيعي في هذا الوزن.

فهل يتمكن أخمدالييف من تحقيق مفاجأة مدوية، أم أن إينوي سيضيف منافسًا آخر إلى قائمة ضحاياه؟

ستقوم The Ring الآن بتحليل نقاط القوة والضعف لدى كلا الملاكمين من خلال منحهم درجات من 0 إلى 5 في المجالات الرئيسية.

يملك إينوي سرعة يدين مذهلة سواء في اللكمات الفردية أو المجموعات (يمكن الاستدلال بذلك من الضربات القاضية التي أنهت مواجهة البطل السابق في فئتين لويس نيري). في المقابل، يعتمد أخماداليف أكثر على التوقيت والدقة لإنجاز المهمة.

مثل معظم الملاكمين، يمكن هز إينوي وأخماداليف إذا تلقيا ضربة نظيفة. فقد سقط الوحش مرتين في مسيرته وتعرض لهزات أكثر من مرة أمام نونيتو دونير في نزالهما الأول. أما أخماداليف فقد اهتز للحظات أمام مارلون تابالاس في خسارته الوحيدة. ومع ذلك فكلاهما يتمتع بقدرة عالية على التحمل.

يتميز إينوي بتمركز رائع وحس عالي في تقدير المسافة. غير أن خصمه في هذه الفئة يعادله، حيث أظهر مجموعة مهارات ممتازة على قدميه منذ تحوله للمحترفين عام 2018. "إم جي" يتحرك بسلاسة وسيبحث عن نصب الفخاخ داخل الحلبة.

في أوزان 108 حتى 118 رطلاً، كان تقييم إينوي في هذه الفئة أقصى درجة (5). ولا يزال يملك قوة كافية لإنهاء خصومه عند وزن 122، لكنه يحتاج وقتاً أطول نسبياً لفعل ذلك. أما أخماداليف فهو يملك قوة محترمة لكنه ليس ضارب قاضية حقيقي.

إينوي مدمر باليدين معاً وبنفس القدر من الخطورة.

السبب الوحيد الذي لا يجعل إينوي يحصل على العلامة الكاملة هنا هو أن الجاب ليس أولويته الأساسية. فعندما يستخدمه يكون سريعاً وفعالاً للغاية لكنه يفضل إطلاق اللكمات القوية مباشرة. أما "إم جي" فيستخدم الجاب بانتظام لتمهيد هجماته ويُنوعه بشكل رائع.

من حيث القوة والسرعة والتقنية، قد يكون إينوي أفضل من يوجه الهوك حالياً. فإذا أصاب الهوك هدفه بوضوح، يمكنك اعتبار النزال على وشك الانتهاء. أما أخماداليف، الملاكم الأعسر، فيستخدم الهوك الأيمن بامتياز كهجمة مرتدة.

أي لكمة قوية يوجهها إينوي تعتبر من الطراز العالمي. قوته واضحة وموثقة بنسبة ضربات قاضية تقارب 90%، لكن ما يجعله قاتلاً هو السرعة والتقنية. فقد أسقط خوان كارلوس بايانو وجيسون مولوني بكروس يميني مباشر، بينما أدى أبركت أيمن هائل إلى تمهيد الطريق للضربة التي أنهت نيري العام الماضي. أخماداليف أيضاً جيد في هذه الفئة، حيث يستخدم الجاب الأيمن لتمهيد كروس أيسر سريع ويمكنه توجيه أبركتات مؤثرة للرأس والجذع.

رغم أن أياً منهما ليس مستحيلاً إصابته، إلا أن كلاهما بارع دفاعياً. إينوي ملاكم هجومي للغاية لكنه قادر على جعل خصومه يخطئون ومعاقبتهم بهجمات مرتدة. أما أخماداليف فهو مضاد هجمات بالفطرة ويتألق كذلك في هذا الجانب.

يُعد إينوي ربما الملاكم الأكثر جاهزية بدنية في عالم الملاكمة. حتى إذا اضطر للذهاب إلى الجولات المتأخرة، يبقى بنفس الفعالية، وهو ما تؤكده انتصاراته الحاسمة في الجولات المتأخرة على بول باتلر ومارلون تاباليس. أما أخماداليف، فيمتلك قدرة تحمل رائعة، وقد ظهر ذلك بوضوح في فوزه في اللحظات الأخيرة على روني ريوس عام 2022.

كلا الملاكمين من الطراز العالمي على صعيد الاحترافية. كلما واجه إينوي مواقف صعبة، استجاب كما ينبغي للملاكم العظيم أن يستجيب. وبعد خسارة أخماداليف المفاجئة أمام تاباليس في 2023، عاد بشكل رائع وحقق ثلاث انتصارات بالضربة القاضية ويبدو في أفضل حالاته.

إينوي لم يسمع بطاقات الحكام منذ ما يقارب ست سنوات وتمكن من إنهاء آخر 11 خصمًا له بالضربة القاضية. هذا يروي القصة بنفسه. ورغم أن أخماداليف ليس معروفًا بقوة ضرباته، إلا أنه منهي هادئ ودقيق عندما يجرح خصمه.

إينوي بارع جدًا في حل المشكلات وتكييف أسلوبه مع أي خصم يواجهه. يخسر نصف نقطة فقط لأنه أحيانًا يكون متهورًا، كما ظهر في سقوطه أمام نيري ومؤخرًا رامون كارديناس. أما أخماداليف فقد كان مسيطرًا على معظم نزالاته، لكنه واجه صعوبة في التغلب على تاباليس، الذي كان ندًا له في الصبر والدقة، قبل أن يلحق به هزيمته الوحيدة.

إينوي كان بطلًا عالميًا في أربع فئات وزن خلال العقد الماضي. شاهد كل شيء تقريبًا وحافظ على مكانته في جميع قوائم "الأفضل رطلًا لرطل" منذ عام 2018. أما أخماداليف فقد حصل على الميدالية البرونزية الأولمبية وكان بطلًا موحدًا في هذا الوزن.

أنهى إينوي العديد من نزالاته بضربات عنيفة على الجسم ولا يزال قادرًا على فعل ذلك في وزن السوبر بانتام. اللكمة اليسرى الصاعدة على الضفيرة الشمسية سلاح مميز لدى "إم جي"، الذي يمكنه إلحاق الكثير من الضرر بمنتصف جسم الخصم أيضًا.

في كلتا المرتين اللتين سقط فيهما إينوي أرضًا كان ذلك من مسافة قريبة. على الداخل تقل الرؤية الجانبية للملاكم، لذا فإن اندفاعه أحيانًا يعمل ضده. ومع ذلك، لا يخطئ أحد الظن، فالنجم الياباني قادر تمامًا على إلحاق الأذى بالخصم في النزال القريب، ما يستدعي الحذر. أما أخماداليف فيميل إلى استدراج الخصوم ليفتحوا الهجوم ثم يرد عليهم عندما يرى الثغرات، ولديه اختيار ممتاز للضربات عن قرب.

بعض الجماهير ينتقدون إينوي بأنه لم يواجه خصومًا نخبة، لكن "الوحش" كان يهزم ملاكمين من المستوى العالمي قبل أن يعرفه أغلب المشجعين. ففي نزاله الرابع فقط، حقق فوزًا مهيمنًا على ريويشي تاجوتشي بقرار من 10 جولات، وهو الذي أصبح لاحقًا بطل الـIBF والـWBA وحامل لقب مجلة ذا رينج. وفي نزالِه الثامن، أطاح بحامل لقب وزن السوبر بانتام طويل الأمد، عمر نارفايز في جولتين فقط. وللمعلومية، نارفايز مرشح لدخول قاعة المشاهير. إينوي هزم أكثر من 12 بطلًا حاليًا أو سابقًا وقدم ما يكفي لإثبات نفسه ضد أسماء مثل جيمي ماكدونيل، خوان كارلوس بايانو، نونيتو دوناير (مرتين)، ستيفن فالتون، نيري وتاباليس. أما أخماداليف، فرغم أنه لا يمكن مقارنته بمسيرة إينوي، إلا أنه واجه بعضًا من أفضل ملاكمي هذه الفئة مثل دانييل رومان، ريوسكي إواسا وروني ريوس.

إينوي ملاكم حقيقي. كسر دوناير العظم المداري الأيمن للنجم الياباني في الجولة الثانية من نزالهما الأول وألحق به أذى متكررًا، لكن إينوي تحمل كل ذلك ورد الصاع صاعين. وفي المرتين اللتين سقط فيهما، نهض وعاد لينهي خصمه بالضربة القاضية. أما أخماداليف فنادرًا ما تعرض للخطر في نزال، لكن إينوي سيكون أقوى ضارب واجهه في مسيرته.

إينوي ملاكم شبه مثالي، سريع كالبرق ويمتلك ردود فعل مذهلة وقوة مدمرة. بينما أخماداليف يتحرك جيدًا، إلا أنه لا يمكنه مجاراة البطل في هذه الناحية.

والد ومدرب إينوي، شينغو إينوي، لا يلقى التقدير الذي يستحقه في الغرب، لكنه واحد من أفضل المدربين في عالم الملاكمة اليوم. ويمكن قول الشيء نفسه عن مدرب أخماداليف، جويل دياز، الذي كان منافسًا على لقب عالمي سابقًا ومدربًا بارعًا. دياز كان أيضًا مدرب رامون كارديناس، الذي تمكن من إسقاط إينوي وأداء نزال قوي في مايو الماضي.

إينوي: 92.5 – أخماداليف: 83.5

متوسط تقييم إينوي: 4.625

متوسط تقييم أخماداليف: 4.175

على الأرجح سيذهب هذا النزال إلى الجولات المتأخرة. في وزن البانتام، بلغ متوسط مدة انتصارات إينوي التسعة 5.2 جولات. أما بعد صعوده أربعة أرطال إضافية، فقد بلغ متوسط انتصاراته الستة الأخيرة 7.1 جولات، والسبب واضح: إينوي يواجه ملاكمين أكبر حجمًا ويستغرق وقتًا أطول لإسقاطهم. أخماداليف خصم ممتاز وذكي في أسلوبه، سيتحلى بالصبر ويتجنب الأخطاء المبكرة. استخدامه لمقدمة يده (الـJab) سيكون مفتاحًا أساسيًا، لكن إن أصبح متوقعًا فسيدفع الثمن على الكاونتر. أخماداليف يملك الذكاء والخبرة لإجبار إينوي على العمل بجد من أجل الفوز. النزال قد يذهب لقرار الحكام، لكنني أعتقد أن ضربات الجسم القوية ستفتح دفاع أخماداليف وستجعله عرضة للضربة الصاعدة، وقد يتعرض لأول خسارة بالضربة القاضية في مسيرته.

إينوي يفوز بالضربة القاضية الفنية في الجولة 11 على حساب مورودجون أخماداليف.