سبق لأرماندو ريسينديز أن حقق مفاجأة مدوية عندما تغلّب على بطل العالم السابق في وزن المتوسط (IBF)، الذي كان المرشح الأوفر حظًا لتجاوزه بسهولة.

كان الانتصار المفاجئ الذي حققه ريسينديز بالضربة القاضية على جاريد هيرد قبل عامين من المفترض أن يمهّد له الطريق نحو نزال على لقب عالمي. لكن سرعان ما تلقى ضربة مؤلمة، حين خسر بالضربة القاضية الفنية في الجولة الثامنة أمام النجم الصاعد إيلايجا غارسيا، الأمر الذي شكل انتكاسة كبيرة في مسيرته و أعاق تقدمه.

تلك الهزيمة القاسية، التي وقعت ضمن البطاقة التمهيدية لنزال كانيلو ألفاريز ضد جيرمال شارلو في سبتمبر 2023 بـصالة T-Mobile Arena في لاس فيغاس، تركت أثراً نفسيًا كبيرًا على ريسينديز، وجعلته يبتعد عن الحلبة لمدة 16 شهرًا.

والآن، يعود ريسينديز (15 انتصارًا، 2 هزيمتان، 11 بالضربة القاضية) بروح جديدة، معبّرًا عن امتنانه للفرصة الثمينة التي أُتيحت له لإثبات نفسه من جديد، وذلك من خلال نزال مرتقب يُقام في 31 مايو داخل قاعة Michelob ULTRA Arena في منتجع ماندالاي باي بمدينة لاس فيغاس.

خصمه المقبل، كاليب بلانت، بطل العالم السابق في وزن السوبر متوسط (168 رطلاً) وفقاً لتصنيف الـIBF، يُعد المرشح الأوفر حظًا للفوز، بنسبة تصل إلى 20 مقابل 1 حسب التقديرات، و ذلك في نزال من 12 جولة يُعرض عبر منصة Prime Video.

لكن رغم ترشيحات الفوز التي تصبّ في مصلحة بلانت، يدرك ريسينديز جيدًا أن عليه الانتصار في هذا النزال الرئيسي عبر منصة Prime Video إذا أراد إثبات أنه يملك الإمكانات التي آمن بها فريقه الفني منذ البداية — قبل أن يتلقى خسارة مفاجئة أمام المخضرم المكسيكي ماركوس هيرنانديز، الذي أسقطه في الجولة الثانية وهزمه بقرار إجماعي في سبتمبر 2021 بصالة The Armory في مينيابوليس.

قال ريسينديز بعد حصة تدريبية في صالة Legendz Boxing التابعة للمدرب ماني روبليس في نوروالك، كاليفورنيا:

"أعلم أن كاليب بلانت ملاكم من الطراز الرفيع. هو بطل عالمي سابق لسبب، يمتاز بالسرعة والمهارة الفنية، وسبق له أن واجه نخبة الملاكمين. أنا أحترم كل ما حققه. لكني لم آتِ إلى هذا النزال لأكون مجرد اسم إضافي في سجلّه."

وأضاف:

"لقد بذلت الجهد، وقدّمت التضحيات، وأنا مستعد لتقديم نزال صعب. هذه هي التحديات التي لطالما حلمت بها – أن أواجه الأفضل، وأُثبت أنني أنتمي إلى القمة. سيظل اسمي محفورًا في ذاكرته إلى الأبد."

كاليب بلانت (23 فوزًا، 2 هزيمتان، 14 بالضربة القاضية)، القادم من هندرسون، نيفادا، لم يُهزم سوى أمام اثنين من أبرز نجوم وزن السوبر متوسط: البطل الموحد كانيلو ألفاريز (63 انتصارًا، 2 هزيمتان، 2 تعادلان، 39 بالضربة القاضية) و الملاكم غير المهزوم في فئتين وزنيتين ديفيد بينافيديز (30 فوزًا دون هزيمة، 24 بالضربة القاضية).

وقد خاض بلانت معظم مسيرته الاحترافية التي تمتد لـ12 عامًا ضمن حدود وزن السوبر متوسط.

أما ريسينديز، فقد خاض بدوره أغلب نزالاته في هذا الوزن، إلا أن بلانت يتمتع بسجل منافسين أقوى بكثير من خصوم ريسينديز السابقين.

في آخر ظهور له، بدا على كاليب بلانت بعض التراجع، خاصة عندما أسقطه المتحدي غير المرشّح تريفور مكامبي في الجولة الرابعة، خلال النزال الذي أُقيم في 14 سبتمبر داخل صالة T-Mobile Arena، ضمن البطاقة التمهيدية لنزال كانيلو ألفاريز ضد إدغار برلانغا.

لكن بلانت أظهر صلابة كبيرة، فعاد بقوة إلى أجواء النزال، موجّهًا مجموعة من اللكمات الفعّالة، وتمكّن من إيقاف مكامبي (28 فوزًا، هزيمة واحدة، 21 بالضربة القاضية) في الجولة التاسعة.

أداء مكامبي شجّع ريسينديز على اتباع أسلوب الضغط منذ البداية، أملًا في إرباك بلانت وكسر إيقاعه مبكرًا.

قال ريسينديز:

"الجماهير سترى ملاكمًا يُقاتل بكل ما لديه داخل الحلبة. سأبدأ النزال بكامل طاقتي وسأضغط منذ اللحظة الأولى. لن أتراجع خطوة، بل سأتقدم نحوه مباشرة. "سترون ملاكمًا عازمًا على تحقيق الانتصار، ومستعدًا لبذل كل ما يلزم من جهد في سبيل ذلك. لن أكون هناك لمجرد الظهور – بل لأُثبت نفسي وأترك بصمة قوية."

كيث أيدك هو كاتب كبير ومحلل لدى مجلة ذا رينج. يمكن التواصل معه عبر منصة X على: idecboxing@.