تحقّق دانيال جاكوبس من جميع الشروط التي يبحث عنها فريق جيك بول عند اختيار خصومه. بطل عالمي سابق؟ نعم. اسم معروف في عالم الملاكمة؟ بلا شك. تجاوز ذروة مستواه؟ بالتأكيد. كان جاكوبس النموذج المثالي وفقًا لمعايير فريق بول.

فعلى مدار مسيرته التي خاض خلالها 13 نزالًا، اعتاد جيك بول اختيار خصوم ينتمون إلى نمط محدّد: أسماء لامعة تتمتّع بشهرة واسعة، لكنها إما تجاوزت ذروة عطائها أو ابتعدت طويلًا عن أجواء المنافسة.

مايك تايسون، على سبيل المثال، لم يعد ذاك الملاكم المرعب الذي كان يُرهب خصومه بنظرة واحدة. ومع اقترابه من الستين، كان يستمتع بحياة التقاعد… إلى أن طرق بول بابه في عام 2024. وبعد أن تغلّب عليه، وجّه أنظاره نحو خوليو سيزار تشافيز جونيور، الذي ابتعد طويلًا عن الحلبة.

وقد حقق بول فوزًا سهلًا على تشافيز، لكن اتضح لاحقًا أنه لم يكن الخيار الأول بالنسبة له.

قال جاكوبس في مقابلة مع قناة "فايت هَب تي في":

"كان ذلك نزالًا عُرض عليّ بالفعل، حتى بعد إعلاني الاعتزال. وكان ذلك في وقت مبكر من هذا العام."

ورغم أن اعتزال جاكوبس لم يدم طويلًا، إلا أن فكرة التوقف كانت تراوده منذ وقت. فبعد فوزه على غابي روزادو عام 2020، ابتعد عن الحلبة لأكثر من عام، ثم عاد ليواجه جون رايدر، حيث خسر بقرار منقسم. وبعد تلك الهزيمة، غاب مجددًا لما يقارب ثلاث سنوات.

كان جاكوبس (37 فوزًا – 5 هزائم، 30 بالضربة القاضية) يعتقد أن هذه الراحة ستُعيد إليه طاقته، لكن ما حدث هو العكس، إذ تسلّل الصدأ إلى أدائه، وأدّى ذلك إلى هزيمته بوضوح أمام شين موسلي جونيور في يوليو 2024.

شكّلت تلك الهزيمة جرس إنذار حاسمًا لجاكوبس، فقرّر بعدها مباشرة تعليق قفازيه. واليوم، يبدو أنه يستمتع بحياته الجديدة بعيدًا عن عناء تقليل الوزن، وحرمان الطعام، والتدريبات المُرهقة في ساعات الفجر.

ومع ذلك، ورغم أن حياة التقاعد تروق له، يعترف جاكوبس بأنه كاد يوافق عندما تلقى مكالمة من بول:

"فكّرت قليلًا، هل أخرج فعلًا وأرتدي زيّ الرجل الوطواط وعباءة سوبرمان من جديد؟"