قلة هم الملاكمون الذين يمتلكون المهارة التي يتمتع بها شاكور ستيفنسون.
و مع ذلك، لم يُترجم هذا التفوّق الفني إلى شهرة جماهيرية واسعة حتى الآن، إذ إن أسلوب
شاكور ستيفنسون، الملاكم الأعسر البارع من نيوآرك، نيوجيرسي، في تفادي ضربات خصومه كثيرًا ما أدى إلى نزالات أقل إثارة، لا سيما في الآونة الأخيرة.
لكن ذلك قد يتغيّر في نزاله المقبل.
ففي ليلة السبت، يخوض شاكور ستيفنسون (23 انتصارًا دون هزيمة، 11 بالضربة القاضية) نزالًا دفاعيًا عن لقبه العالمي في الوزن الخفيف، بحسب تصنيف المجلس العالمي للملاكمة (WBC)، عندما يواجه حامل اللقب المؤقت وليام زيبيدا (33 انتصارًا دون هزيمة، 27 بالضربة القاضية)، وذلك في النزال الرئيسي المشترك
ضمن عرض “Ring III” الذي يُقام على منصة DAZN في ملعب لويس أرمسترونغ، كوينز – نيويورك.المواجهة تجمع بين أسلوبين متناقضين لملاكمين لم يعرفا الهزيمة: دفاع ستيفنسون ومهارته في الهجمات المرتدة، مقابل ضغط
زيبيدا الكثيف وتفوقه العددي في توجيه اللكمات. هذا التناقض قد يفتح المجال لستيفنسون لتحقيق الفوز المثير الذي يسعى إليه ويحتاجه.
بل إن بعض المحللين لا يستبعدون فوزه بالضربة القاضية.
فالمدربان الشهيران ستيفن "برِد مان" إدواردز وديفيد كولدول يتوقعان أن يتمكن ستيفنسون من إيقاف الملاكم المكسيكي الأعسر قبل نهاية النزال.
قال إدواردز ل
مجلة ذا رينج:
"أعتقد أن زيبادا يشتعل من الطرف الآخر للشمعة؛ فالملاكمون الذين يعتمدون أسلوبه لا يحتفظون بذروة عطائهم طويلًا. لمست بعض الثغرات في أدائه خلال نزالاته ضد تيفين فارمر، ولذلك أرى أن شاكور ستيفنسون قادر على إيقافه في الجولة العاشرة أو الحادية عشرة. وأرجّح أن الضربات اليمنى من شاكور إلى الجسد ستكون عنصرًا حاسمًا في هذا النزال."
يُعدّ الاستثمار في ضربات الجسد خيارًا ذكيًا بالنسبة إلى ستيفنسون (28 عامًا)، نظرًا لاعتماد زيبيدا (29 عامًا) الكبير على الضغط المتواصل وكثافة اللكمات. ويُذكر أن ستيفنسون سبق له تحقيق أكثر من فوز بالضربة القاضية عبر توجيه الضربات إلى الجسد، كان آخرها في الجولة التاسعة أمام
جوش بادلي، الذي
خاض النزال بدلًا من فلويد شوفيلد جونيور.أما زيبيدا، فلن يجد ستيفنسون صعوبة في اقتناصه داخل الحلبة، إذ يعتمد أسلوبه الهجومي على تقبّل بعض اللكمات في سبيل تنفيذ مجموعاته الهجومية المتتالية.
ففي نزاليه ضد
تيفين فارمر، تلقى زيبادا 249 لكمة قوية خلال 22 جولة فقط، وسقط أرضًا في الجولة الرابعة من النزال الأول بينهما في نوفمبر.
وفارمر، كحال ستيفنسون، ملاكم أعسر ماهر، لكنه لا يمتلك قوة ضاربة كبيرة. ولذلك، من غير المستبعد أن يتمكن ستيفنسون من توجيه ضربات أنجح وأكثر دقة
ما لم يطرأ تحسّن ملحوظ على زيبيدا من الناحية الدفاعية.يرى كولدول أن أسلوب هذه المواجهة قد يعيد ستيفنسون إلى مستواه الذي قدّمه أمام أوسكار فالديز و
جميل هيرينغ. فقد سيطر ستيفنسون على هيرينغ وأوقفه في الجولة العاشرة عام 2021 ليتوّج بلقب الـWBO في وزن السوبر ريشة، ثم فاز بقرارٍ موحّد على فالديز في نزاله التالي.
قال كولدول:
"في هذين النزالين، تبيّن لنا ما يمكن لشاكور ستيفنسون تقديمه في الحلبة؛ يمتلك شرارة قتالية وشخصية حاسمة. صحيح أن زيبيدا سيواصل الضغط، لكنني أرى أن هذه هي اللحظة التي سيُظهر فيها شاكور فنّه وذكاءه القتالي. أعتقد أنه سيفكك خصمه ضربة تلو أخرى."
ورغم أن كولدول لا يُبدي الثقة ذاتها التي عبّر عنها إدواردز بشأن قدرة ستيفنسون على حسم النزال بالضربة القاضية، إلا أنه لا يستبعد هذا التصوّر ، خاصة إذا نجح البطل في إنهاك خصمه مع تقدّم الجولات.
قال كولدول:
"لن أفاجأ إذا بدأ زيبيدا يفقد تماسكه وتباطأت حركته في الجولات الأخيرة، فقد نشهد سقوطًا وربما إيقافًا متأخرًا."
ومع المكانة التي بلغها شاكور ستيفنسون اليوم، وطموحه لنزال مرتقب أمام بطل رابطة الملاكمة العالمية (WBA)
غيرفونتا "تانك" ديفيس، يرى المعلّق الأسطوري آل بيرنستين أن ستيفنسون بحاجة إلى تقديم وجه هجومي أكثر وضوحًا في هذا النزال.
قال بيرنستين لمجلة ذا رينج:
"تشعر أن ستيفنسون تحت ضغط ليكون أكثر هجومية في هذا النزال. لقد قال ذلك بنفسه، ويبدو أنه يدرك أن من مصلحته على المستوى التسويقي والتجاري أن يُظهر للعالم أنه قادر على أن يكون ملاكمًا هجوميًا مميزًا أيضًا."