لندن، إنجلترا — لم يتبقَّ سوى يوم واحد على أول نزال رئيسي مرتقب بشدة لموسيس إيتاوما، حيث يتصدر عرض “DAZN” بنظام الدفع مقابل المشاهدة أمام متحدي اللقب العالمي السابق ديلان وايت.

ويُقال إن مدير أعماله، فرانسيس وارن، نصح الشاب البالغ من العمر 20 عامًا بأن يستعد ذهنيًا للتبعات التي ستترتب على عرضٍ آخر يخطف الأضواء في العاصمة السعودية أمام اسم محلي كبير لا يملك ما يخسره، فالمسار من هنا إلى الأعلى فقط.

ومع احتمال تفكك ألقاب الوزن الثقيل غير المتنازع عليها التي يملكها أولكسندر أوسيك قريبًا، يظل إيتاوما في موقع مثالي لاقتناص فرصة غير مسبوقة. قلة هم من صدقوا الأمر حين أعلن صراحةً أنه يستهدف تحطيم رقم مايك تايسون كأصغر بطل عالمي في فئته، ورغم أن الأمور لم تسر كما خُطط لها، فإن تحقيق المركز الثاني في هذه القائمة يُعد إنجازًا جيدًا. لا حاجة للعجلة.

هو لم يصل بعد إلى هناك، لكن يكفي أن كثيرين من معاصريه يتحدثون عنه بإشادة كبيرة من تلقاء أنفسهم، ما يعكس الانطباع العميق الذي تركه حتى الآن.

وللتوضيح أكثر: الموهبة البارزة الوحيدة في نفس الفئة العمرية هي الأوزبكي في وزن الكروزرويت تورابيك خابيبوللايف، الذي فاز بـ45 من أصل 50 نزالًا له في الهواة وفق “بوكسريك”، لكنه كان لا يزال ينافس في وزن المتوسط عندما تغلب بالنقاط على داوليت توليميسوف في نهائي بطولة العالم IBA عام 2022.

في اليوم نفسه، أوقف إيتاوما الأوكراني أولكسندر زيلينسكي قبل 10 ثوانٍ من نهاية نهائي وزن فوق الثقيل في أليكانتي الإسبانية، وفي عطلة نهاية الأسبوع التالية شاهد من الصفوف الأمامية نزال تايسون فيوري – ديريك تشيسورا 3 قبل الإعلان عن توقيعه الاحترافي.

أما أصغر منافس ضمن أفضل 15 في الوزن الثقيل في جميع المنظمات الأربع، فهو الكوبي داينيير بيرو المصنف 13 لدى رابطة الملاكمة العالمية(11 فوزًا، 9 بالضربة القاضية)، والذي بدأ مسيرته قبل شهر واحد من إيتاوما، وكان ضمن قائمة مجلة “ذا رينج” لأفضل المواهب لعام 2024 (وفاز بها إيتاوما). بيرو، الذي سيبلغ 26 عامًا في أكتوبر، تعافى من سقوطين ليفوز بالنقاط على سيزار نافارو في مايو.

بطل العالم في وزنَين لورنس أوكولي، وزميله في الفريق وحامل لقب WBA المؤقت فابيو وادلي، وبطل العالم مرتين تايسون فيوري، هم ثلاثة فقط من الأسماء التي خصّت ساوثبو تشاتهام بالثناء. ومع ذلك، ومن منظور متشكك، فهؤلاء الثلاثة مرتبطون جميعًا بالمروج نفسه فرانك وارن، والتحيّز البريطاني موجود بالفعل، خاصةً عندما يتعلق الأمر برفع سقف التوقعات للملاكمين الموهوبين.

من النادر أن تسمع شخصًا من خارج الفقاعة البريطانية يتحدث بحماس وإثارة كبيرين عن منافس في نفس الفئة العمرية يصغره بست سنوات، ولعب عددًا أقل بكثير من نزالات الهواة، ومع ذلك فإن الحاصل على الميدالية البرونزية الأولمبية لعام 2024 نيلفي تيافاك لا يجمّل مشاعره.

يقول لمجلة "ذا رينج":

"موسيس ملاكم متكامل — القوة، الحركة، الذكاء، كل شيء. الأشياء التي رأيتها حينها جعلتني أقول: واو… وعندما أضع كل ذلك في الاعتبار، أرى أنه صفقة حقيقية."

ويضيف:

"جاء إلى ألمانيا قبل أن تنفجر شهرته، دعوتُه ليكون آخر خصم تدريبي لي قبل الأولمبياد [الصيف الماضي]، تواصل معي قبل ذلك، وجاء مع إخوته في ثلاث مناسبات مختلفة."

تيافاك، الذي خاض أول نزال احترافي له قبل ساعة من فوز أوسيك بالضربة القاضية في الجولة الخامسة على دوبوا الشهر الماضي، يتوجه الآن إلى كولونيا، ألمانيا، بعد أن قضى أسبوعًا آخر مع فريق إيتاوما استعدادًا لهذه اللحظة الحاسمة.

الأسبوع السابق، كان يتدرّب أثناء قضاء عطلة في مدينة ساراندا الألبانية، وعندما تلقّى مكالمة يسألونه فيها إن كان يريد بعض الجولات التدريبية في بريطانيا، كان المحترف الجديد جاهزًا لسد الفجوة.

صاحب الـ26 عامًا، الذي راكم مسيرة هاوية طويلة قاربت العقد، واجه سلسلة من الأسماء البارزة — جوستيس هوني، ريتشارد تورّيز جونيور، جاريد أندرسون، فريزر كلارك، ومؤخرًا خسر أمام البطل لاحقًا بخودير جالولوف في نصف النهائي الباريسي الصيف الماضي.

تدرّب مع زميل إيتاوما في الصالة، أنتوني جوشوا، قبل عودة البطل الموحّد مرتين في 2023 أمام جيرمين فرانكلين. لكنه، وبعد أن تبادل معه عشرات الجولات، كان واضحًا تمامًا بشأن ما يجعل هذه الموهبة البريطانية مميزة للغاية.

يقول تيافاك:

"التدريب معه دائمًا ممتاز، إنه شخص رائع ويستحق كل ما يناله. يتحرك مثل ملاكم وزن خفيف ثقيل، وأريد أن أضيف ذلك لأسلوبي عندما أكون في كامل لياقتي. فقط آمل أن أتمكن من الظهور في العروض الكبيرة بسرعة، وأحصل على عقد [ترويجي] ممتاز لأقدّم عروضًا قوية."

ويتابع:

"لو أن أحدهم هزمني بشدة لقلت ذلك. سرعته وعمره الصغير يعنيان أنه سيستمر في التطور. هو من قال لفريق كوينزبري أن يوقعوا معي بعد تلك الجولات التدريبية."

وكان تيافاك يحظى بدعم علني من المدرب المحترم جو غالاغر خلال المؤتمر الصحفي لحدث "السبعة الرائعون" في نوفمبر، وسط مؤشرات قوية على أن الاثنين سيعملان معًا، وأنه سينضم إلى مجموعة وارن المتنامية من ملاكمي الوزن الثقيل.

الملاكم المولود في الكاميرون تلقى تأكيدات بأن هذا سيكون هو المسار، وقيل له أن يستعد لبطاقة 5 أبريل — أول عرض لـ DAZN — للظهور لأول مرة في أمسية تحمل اسمًا معبّرًا "Heavy Duty" في مانشستر.

لكن بدلًا من ذلك، ظهر دليشيوس أوري — الذي اعتزل منذ ذلك الحين — في تلك الأمسية المزدحمة بـ12 نزالًا، فيما يُفهم أن فريق كوينزبري توصّل لاحقًا إلى اتفاق للتوقيع مع بطل العالم السابق في الكيك بوكسينغ دونيجي أبينا.

الإحباط تراجع، وبحثًا عن تعويض الوقت الضائع، يرفض تيافاك أن ينشغل بالماضي، بل يركز على النشاط. وبعد أن أفرغ "غضبه المضبوط" عقب غياب دام 11 شهرًا، بإيقافه البولندي ياكوب سوسينسكي في جولتين، ينتظر هذا الوكيل الحر الطموح الأخبار، ويعتبر أن جولات التدريب في أنحاء أوروبا وسيلة جيدة للبقاء منشغلًا حتى يحين الموعد.

ماذا تعلّم أكثر منذ انتقاله من صفوف الهواة؟

يقول تيافاك:

"تورّيز كان أقوى خصم واجهته في الهواة، كان سريع الحركة ويمتلك طاقة هائلة، لكنني لست متأكدًا إذا كان قادرًا على فعل ذلك على مدى 12 جولة الآن."

الملاكم المدعوم من توب رانك، تورّيز، أشار منذ ذلك الحين إلى أن الحركة هي جانب يحتاج إلى تحسين، وذلك بعد فوزه بالنقاط على جويدو فيانيلو — وهو أيضًا أحد شركاء تيافاك في التدريب — خلال نزالهم الرئيسي من 10 جولات في 5 أبريل.

وقد تحدث مؤخرًا عن رغبته في "القفز عبر المحيط" لاختبار مهاراته أمام منافسين بارزين مثل إيتاوما ووادلي، في مشهد وزني يتغير باستمرار. ففي مثل هذا الوقت من العام الماضي، كان الإعلان عن وادلي–كلارك 2 وشيكًا بالتزامن مع صفقة وادلي مع كوينزبري، بينما كان إيتاوما قد أنهى منذ أسابيع فقط مواجهة ماريش فاخ، متحدي اللقب السابق، بضربة قاضية في الجولة الثانية.

ويضيف تيافاك:

"الملاكمة الاحترافية تدور حول اللياقة، خوض الجولات والقدرة على التفوق على خصومك في الحركة — الشخص الوحيد الذي يقوم بذلك بالشكل المثالي هو أوسيك. عندما تُفكك الأمور بهذه الطريقة، يصبح الجميع قابلين للهزيمة — سواء كنت أفضل تقنيًا أم لا. هوني كان يتلاعب بوادلي ثم تعرّض لضربة. هذا يحدث."

هدوء إيتاوما أثبت أنه سلاح فتاك، كما أن سرعته في اليدين والقدمين تخلق فرصًا لم يتمكن خصومه من الهروب منها بالسرعة الكافية. ما إذا كان ذلك سينجح أمام النخبة القادرة على امتصاص أو إبطال أفضل ما لديه قبل الرد، يبقى أمرًا سنراه.

ومع ذلك، لا مجال للتخمين بشأن من يرشحه تيافاك للفوز يوم السبت.