بدأ جيمي تيبس مسيرته كملاكم محترف في أواخر الستينيات، قبل أن ينتقل إلى عالم التدريب، حيث نجح خلال مسيرته في قيادة أربعة ملاكمين للفوز بألقاب عالمية، كما أشرف على تدريب العديد من الأبطال في مختلف مراحل مسيرتهم.
وُلد تيبس، و هو واحد من خمسة أطفال، في كانينغ تاون شرق لندن في 9 سبتمبر 1946، و نشأ في العاصمة البريطانية في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
قال تيبس لمجلة ذا رينج:
"في شرق لندن، حيث وُلدت، كانت الأنقاض تملأ المكان، و لم نكن نوليها اهتمامًا كبيرًا، إذ نشأنا معتادين عليها. لم أشهد القصف آنذاك، إذ كنت صغير السن للغاية."
و أضاف:
"التحقت بمدرسة ابتدائية كاثوليكية في كانينغ تاون، و مع مرور الوقت، بدأت حركة إعادة الإعمار في المنطقة. ثم انتقلت لاحقًا إلى مدرسة أخرى في فورست غيت."
بدأ تيبس مشواره مع الملاكمة في سن الحادية عشرة، و منذ تلك اللحظة، أصبح الشغف بالملاكمة جزءًا لا يتجزأ من حياته.
روى قائلًا:
"ذات يوم، عدت إلى المنزل من المدرسة، و لسبب لا أذكره، قلت لوالدي: أريد أن أمارس الملاكمة. نظر إلي مبتسمًا و قال: حسنًا. ثم اصطحبني إلى نادي وست هام للملاكمة في بلايستو، القريب من كانينغ تاون، و سجّلني هناك و أنا في سن الحادية عشرة. كانت رسوم الاشتراك السنوي خمسة شلنات فقط. و كان يدير النادي رجل يُدعى الكابتن مايرز، رجل طيب يتمتع بهيبة و احترام."
و تابع:
"بدأت التدريب هناك، و لاحظني مدرب يُدعى جاكي غوبينز، و قال لي: دعني أدرّبك على كيس اللكم. و منذ ذلك اليوم، ظلّ يدربني حتى تحولت إلى ملاكم محترف. علّمني كل ما أعرفه، و أضفت إليه خبراتي لاحقًا. كان مدربًا رائعًا و مخلصًا لي، و كنت مخلصًا له."
كان والد تيبس يمتلك ورشة لبيع الخردة، و عمل معه جيمي بدوام جزئي، لكن والده شجّعه على التركيز الكامل في التدريب.
حقّق تيبس العديد من الألقاب في الملاكمة المدرسية و الشبابية، منها لقب بريطانيا المدرسي مرتين، و بطولة NABC، و وصل إلى نهائي بطولة ABA للشباب، كما فاز بلقب بطل القسم الشمالي الشرقي في فئة الكبار.
خاض تيبس نحو 50 إلى 60 نزالًا هاويًا، مع عدد قليل جدًا من الهزائم، ثم قرر أن مستقبله يكمن في عالم الاحتراف.
يقول:
"كنت أفكر: هل أجرب المشاركة في دورة ألعاب الكومنولث؟ ذهبت إلى الصالة الرياضية، و هناك عرض علي تيري لووليس مبلغًا من المال لكي أحترف. طلبت مهلة للتفكير، ثم تحدثت مع والدي الذي قال لي: اطلب مضاعفة المبلغ و وافق. و بالفعل، تحدثت مع لووليس فوافق."
خاض تيبس أول نزال احترافي له في وزن خفيف الثقيل، تحت إشراف تيري لووليس و شريكه ميكي داف، و ذلك في قاعة رويال ألبرت هول بلندن، في فبراير من عام 1966.
يتذكر تيبس:
"فزت بالنزال في جولتين. خصمي لم يكن قويًا جدًا، و هذا معتاد مع الملاكمين الصاعدين الذين يتم اختيار خصوم مناسبين لهم كي يبنوا سجلهم بدون هزائم."
رغم بنيته المتوسطة (كان يزن بين 165-168 رطلًا)، لم يرتفع وزنه رغم توقعات البعض، لأن والده و إخوته كانوا طوال القامة.
بعد ثلاثة أشهر فقط من احترافه و فوزه بأربعة نزالات متتالية، شارك تيبس في البطاقة التمهيدية لنزال محمد علي ضد هنري كوبر للدفاع عن لقب WBC للوزن الثقيل في ملعب هايبري بلندن في مايو 1966.
يروي قائلًا:
"جاء رجل إلى ورشة والدي و قال لي: خذ معداتك، ستتدرب مع محمد علي في وايت سيتي. و عندما وصلت إلى هناك، وجدت محمد علي و جيمي إيليس و عددًا من الملاكمين الآخرين. دخلت الحلبة، و سددت لكمة أصابت خوذة علي، فسقط أرضًا كما لو أنه تلقى رصاصة! كان المشهد برمّته مخصصًا لالتقاط الصور، و التي انتشرت لاحقًا في جميع أنحاء العالم."
و يضيف تيبس بفخر:
"لم أتدرّب مع محمد علي فعليًا، لكن مجرد مشاركتي الحلبة مع أعظم ملاكم في الوزن الثقيل في التاريخ كانت واحدة من أروع لحظات حياتي."
بعد انطلاقة قوية، خسر تيبس لأول مرة بعد أكثر من عام من احترافه أمام جوني أولد، حيث اعترف أنه استهان به.
لاحقًا، بعد هزيمته بالضربة القاضية أمام شريكه السابق في التدريبات غينيا روجر، قرر النزول إلى فئة وزن المتوسط، رغم اعترافه بأن ذلك أثر على طاقته.
توقفت مسيرته الواعدة فجأة و هو في الثالثة و العشرين من عمره، إثر تورطه في حادثة قانونية انتقم فيها ممن ألحق الأذى بأخيه، مما أدى إلى صدور حكم بسجنه عشر سنوات، قضى منها أربع سنوات و ثمانية أشهر.
يقول تيبس:
"لا أشعر بالفخر حيال ما جرى؛ فقد تصرفت خارج إطار القانون، و منذ ذلك الحين و أنا أحمل الندم في قلبي."
بعد خروجه من السجن، عاد إلى العمل في تجارة الخردة، لكنه وجد طريقه مجددًا إلى عالم الملاكمة.
عاد للتدريب في صالة رويال أوك، حيث التقى بتيري لووليس، الذي طلب منه الإشراف المؤقت على مجموعة من الملاكمين أثناء سفره. و من هناك بدأت مسيرته كمدرب محترف.
بعد ستة أشهر فقط، حصل تيبس على رخصة التدريب الرسمية، و قاد تشارلي ماغري إلى الفوز بأول لقب عالمي له.
توالت نجاحاته مع:
لويد هونيغان الذي فاز بلقب أوروبا في وزن المتوسط.
فرانك برونو الذي حقق لقب أوروبا ثم نافس على لقب WBA العالمي أمام تيم ويذرسبون بحضور 40 ألف متفرج في ويمبلي.
عمل لاحقًا مع فرانك وارن، و درب كريس بايت للفوز بلقب WBO في وزن المتوسط، كما قاد نايجل بين للفوز بلقب WBC في وزن فوق المتوسط.
كما قاد بيلي جو ساوندرز إلى التتويج بألقاب بريطانيا و الكومنولث و أوروبا، قبل أن يحقق لقبًا عالميًا.
يقول تيبس:
"ليس الفوز بالألقاب العالمية وحده هو ما يجعل الرحلة مميزة، بل كل خطوة فيها."
اليوم، يعيش تيبس، البالغ من العمر 78 عامًا، مع زوجته التي ارتبط بها منذ 58 عامًا في أبمينستر بإسيكس، و له ابنان، جيمي (لاعب كرة قدم سابق) و مارك (مدرب ملاكمة بارز)، بالإضافة إلى خمسة أحفاد و أربعة أبناء أحفاد.
أفضل الملاكمين الذين دربهم تيبس حسب الفئات:
أفضل جاب: بيلي جو ساوندرز
أفضل دفاع: لويد هونيغان
أسرع يدين: بات كلينتون
أفضل حركة قدمين: بات كلينتون
الأذكى: لويد هونيغان
الأقوى بدنيًا: فرانك برونو
الأكثر تحملًا للضربات: كريس بايت
أفضل ضارب: نايجل بين
أفضل مهارات ملاكمة: بيلي جو ساوندرز
الأفضل بشكل عام: نايجل بين، لويد هونيغان، و كريس بايت
للتواصل مع الكاتب أنسون وينرايت: elraincoat@live.co.uk أو عبر تويتر AnsonWainwr1ght@ .