كان أوشاكي فوستر مبتسماً ويبدو هادئاً تماماً يوم الخميس بينما جلس على المنصة خلال حديثه عن نزاله أمام ستيفن فولتون.

نتيجة نزال فولتون ليلة السبت في سان أنطونيو ستشكّل منعطفاً في مستقبل فوستر المالي؛ فإما أن يعزّز بطل الـWBC في وزن السوبر فيذر مكانته ويفتح الطريق أمام نزالات توحيد الألقاب التي يطمح إليها في 2026، أو يخسر جانباً من نفوذه داخل فئته.

ورغم أهمية النزال، فإن الضغوط المعتادة خلال أسبوع القتال—أو في أي أسبوع آخر—لا تُقارَن بما مرّ به فوستر قبل مواجهته جون فرنانديز في سبتمبر 2018.

فقد تم اعتقال فوستر في هيوستن قبل أربعة أيام فقط من نزالهما في النزال الرئيسي لبرنامج “ShoBox” في شوني بولاية أوكلاهوما، وذلك بسبب “تهمة سلاح قديمة”.

كان فرنانديز الإسباني غير مهزوم آنذاك، ويُعدّ الخصم المثالي لمهمة فوستر في إعادة بناء سمعته. فرغم أن فوستر، القادم من أورانج – تكساس، كان هاوياً بارزاً وما يزال في الخامسة والعشرين من عمره، إلا أنه كان بحاجة لإثبات أنه أفضل من خسارتيه بالنقاط في نزالي الثماني جولات أمام صمويل تيا في نوفمبر 2015 ورونالد شينيا في يوليو 2016.

كان يجب أن يكون فوستر في تلك اللحظة يزيل آخر بضعة أرطال قبل نزال من عشر جولات على وزن 130 رطلاً. لكنه كان جالساً في زنزانة في وسط هيوستن، غير متأكد إن كان سيتم الإفراج عنه في الوقت المناسب ليلحق بالطائرة إلى أوكلاهوما ويشارك في الوزن.

تكفّل مديره كيث ميلز، إلى جانب صديقه المقرّب إيريك تيرنر وعددٍ من الداعمين الآخرين، بضمان الإفراج عنه صباح يوم الأربعاء.

بعد ذلك بيومين، هزم فوستر فرنانديز بقرارٍ إجماعي، ليعيد إحياء مسيرته. وفوزه بلقب إقليمي لـWBC منحه الترتيب ضمن العشرة الأوائل، ما قاده لاحقاً لمواجهة رِي فارجاس، منافس آخر غير مهزوم، والذي تغلب عليه بوضوح في فبراير 2023 ليفوز بحزام الـWBC الذي سيدافع عنه أمام فولتون (23 انتصاراً-هزيمة واحدة، 8 بالضربة القاضية) في بطاقة لامونت روتش – إسحاق كروز المدفوعة (8 مساءً بتوقيت الساحل الشرقي؛ 74.99 دولار).

قال فوستر لـذا رينج :

“جعلني ذلك أعرف أنني موجود هنا لسبب… أنني خُلقت للملاكمة. لو لم أصل إلى ذلك النزال، من يدري أين سأكون اليوم في عالم الملاكمة؟ ذلك النزال كان أول لقب أتنافس عليه كمحترف، ومن خلاله حصلت على ترتيب ضمن العشرة الأوائل. تخيّل… قبل عام فقط كنت أخرج من السجن، ثم بعده أصبحت بين العشرة الأوائل في العالم. لو تأخروا في الإفراج عني قليلاً فقط، لكانت حياتي مختلفة تماماً.”

كانت حياة فوستر مختلفة تماماً قبل ثماني سنوات.

خرج من السجن بعدما أُسقطت تهمة الاعتداء المشدد بسلاح، بعد نحو أربعة أشهر من الاحتجاز. لكن إعصار هارفي دمّر منطقة هيوستن في تلك الفترة، ما ترك فوستر يعيش في مساكن مؤقتة تابعة لـFEMA.

كان واثقاً من موهبته وأنه قادر على أن يصبح بطلاً للعالم، لكنه كان يعلم أنه بحاجة لتغيير نمط حياته خارج الصالات إذا أراد الوصول إلى مستواه الحقيقي—المستوى الذي أوصله إلى نهائي وزن 123 رطلاً في تجارب المنتخب الأولمبي الأمريكي 2012، حيث خسر أمام جوزيف دياز جونيور بنتيجة 17 مقابل 14.

قال فوستر:

"لن أخفي الحقيقة… في ذلك الوقت كنت ممزقاً بين إيماني بأن لدي ما يلزم للنجاح، وبين جهلي بما يجب أن أفعله بعد خروجي من السجن. رغبتُ في العودة إلى الملاكمة، لكنني لم أكن أرى الطريق أمامي بوضوح. ظللت عالقاً في عقلية الشارع، وكأنني وحدي في مواجهة العالم. ثم تغيّر كل شيء؛ فبعد انتقالي إلى هيوستن وعودتي إلى الصالة، بدأت أرى الأمور بنورٍ جديد ورؤية مختلفة تماماً."

ساعده إبعاده لنفسه عن أصدقاء يعيشون مشكلات مستمرة على التركيز في تدريبه. فاز بنزالين من أربع جولات وآخر من ثماني جولات بين ديسمبر 2017 و أبريل 2018، قبل خمسة أشهر من مواجهة فرنانديز.

ومنذ خسارته أمام شينيا قبل تسع سنوات، حقق فوستر سجلاً مذهلاً: 13 انتصاراً مقابل هزيمة واحدة فقط—جاءت بخسارة جدلية منقسمة أمام روبسون كونسايساو في يوليو 2024. لكنه استعاد لقبه بفوزه على البرازيلي في إعادة مباشرة بعد 13 شهراً.

فوستر البالغ 32 عاماً لم يخض أي نزال منذ فوزه على كونسايساو في نوفمبر 2024، لكنه يبقى ممتناً للطريق الطويل الذي قطعه منذ أسبوع نزال فرنانديز.

قال فوستر:

"من الصعب تصديق المكان الذي وصلت إليه خلال عشرة أعوام… بعد كل ما مررتُ به—السجن، والإقامة في مساكن FEMA—أجد نفسي اليوم بطلاً للعالم مرتين. كانت رحلة طويلة، لكنها بحق رحلة مدهشة. تخيّل… عندما خرجت من السجن كانت المدينة مدمّرة بفعل الإعصار، وكنت أنام على أريكة صديق، ثم في غرف FEMA، وأتوجّه من هناك يومياً إلى الصالة. بدأنا بنزالات قصيرة، ثم قفزنا مباشرة إلى نزالات من عشر جولات ونحن على الجانب الخاسر الـB-side… بلا مروّج، بلا داعم. لم يؤمن أحد بقدرتي. ومع ذلك، هزمنا ملاكمين كانوا يجزمون بأننا لن نتخطّاهم… وبهذا فُتحت كل الأبواب. واليوم… ها نحن هنا."